محمد الجنون
أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)
ما زالت تداعيات عملية القرصنة التي شهدتها ألمانيا، ترخي بظلالها على المشهد السياسي، إذ أنها طالت مئات السياسيين بما فيهم المستشارة أنجيلا ميركل، إلى جانب صحافيين وفنانين. ما حدث، شكّل “هزّة” بالنسبة لهؤلاء، حيث تمّ تسريب تفاصيل شخصية لهم.
الملفت أنّ هذه العملية طالت كلّ الأحزاب السياسية في البرلمان، باستثناء حزب “البديل لألمانيا” اليميني المتطرف، الأمر الذي دفع بعض الأوساط إلى التلميح إلى أنّ “الروس أو المتطرفيين، قد يكونون وراء هذه العملية، نظراً للروابط التي تجمع أعضاء الحزب بمسؤولين في موسكو”.
في المقابل، فقد اعتبرت أوساط أخرى أنّ “عدم التطرق إلى أيّ نائب من نواب البديل خلال عملية القرصنة، ربّما يعود إلى الفترة الزمنية التي جرت فيها عملية تجميع المعلومات”. فـ”البديل” دخل البرلمان عام 2018 خلال الانتخابات الأخيرة، الأمر الذي يشير إلى أنّه “لا معلومات متوافرة عن نوابه عندما بدأ المسربون جمعها”.
وبحسب صحف ألمانية، فإن “بعض المعلومات التي تم نشرها قديماً عمرها سنوات، إلا أن معلومات أخرى جديدة تعود إلى العام الماضي، خاصة مراسلات داخلية لأعضاء أحزاب مثل حزب الخضر الذي تم تسريب مذكرات داخلية كتبت بعد اجتماعات عقدتها قياداته”.
إلى ذلك، فقد نفت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية مارتينا فيتز أنّ “تكون التسريبات قد طالت معلومات حساسة بشأن المستشارة ميركل”، موضحة أن “الحكومة تأخذ العملية بكثير من الجدية، وأن التحقيقات جارية لكشف تفاصيل ما جرى”. ولفتت إلى أن “النتائج قد تستغرق وقتاً للظهور”، داعية إلى “التعاطي مع المعلومات المسربة بكثير من الحذر، لأنها قد تتضمن معلومات خاطئة”.
من جهتها، وصفت وزارة العدل القرصنة بأنها “اعتداء خطير”، معتبرة أن الهدف من ورائها هو “ضرب الثقة بديمقراطيتنا ومؤسساتنا”. وأكدت الوزارة أنه “سيتم تحديد المسؤول أو المسؤولين عن التسريبات وما إذا كانت هناك دوافع سياسية خلف العمل”، وقالت: “من غير المسموح أن يتسبب المجرمون ومؤيدوهم بخلافات في بلدنا”.
وكان مجهول بدأ بنشر التفاصيل منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول على “تويتر”، إلّا أنه لم يتم اكتشاف التسريبات إلا ليل الخميس الماضي. وأبلغت لجنة حماية الدستور – المخابرات الداخلية، الحكومة بعملية القرصنة ليلاً وتمّ اغلاق الحساب فوراً. وحتى الآن، لم تعرف تفاصيل كثيرة عن صاحب الحساب الذي نشر التسريبات ولا الدوافع خلفها. ونشر الحساب معلومات تتضمن عناوين وأرقام هواتف ومراسلات شخصية لأكثر من 400 عضو في البرلمان الأوروبي وبرلمانات الولايات، إضافة إلى صحافيين ألمان وفنانين معروفين. وطالت التسريبات رسائل شخصية أرسلت عبر “فيسبوك” لأعضاء في أحزاب ألمانية وصفتها بعض الصحف بأنها “محرجة للغاية” لأنها تكشف عن خلافات شخصية داخل الأحزاب.
للمزيد:
