أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة

 بعد هجوم الأحواز، وجهَ كثيرٌ من المسؤولين الإيرانيين أصابع اللوم إلى الخارج، من دون أي أساس. عندما تواجه إيران مثل هذه الهجمات، عادة ما تقوم بالرد باستخدام القوة العسكرية، وغالباً ما تستخدم وُكلاءها مثل حزب الله أو الجماعات الشيعية العراقية. إذا اختارت إيران استخدام ذات التكتيكات الآن، فإنها لن تؤدي إلا إلى زعزعة استقرار منطقتها أكثر٬ وذلك لن يكون سوى بداية لخسائرها. وبالتحدث إلى خبراء إقليميين، قمنا بالتدقيق في الخيارات المتاحة أمام إيران والتكاليف والفوائد التي ستعود عليها.

من ناحية٬ ستدرك إيران أن هذه حالة معقدة وستسود حالة من الهدود. في هذا الخيار، تقرر إيران أن ترى الحادث كمشكلة متعلقة بتنفيذ القانون، وتحقق في الحادثة وتطارد الجناة الحقيقيين. تكمن ميزة هذا الخيار في الحد من التكاليف والتركيز على المشكلة التي تواجهها لمنع وقوع هجمات مماثلة أخرى.

 مثل هذه الاستجابة المحسوبة من شأنها أيضا أن تنقذ إيران من المبالغة في ردة الفعل. فإذا كان هدف الجناة أن يَجروا إيران إلى صراع ٍ لا تستطيع تحمله، فإن أفضل خيار لإيران هو عدم الوقوع في هذا الفخ.

 من ناحية أخرى، إيران يمكن أن تستخدم القوة بشكل مباشر أو غير مباشر ضد أعدائها المفترضين. إذا اختارت إيران هذا الخيار، فسيُنظر إليه على المستوى العالمي على أنه خطوة غير عقلانية وغير فعالة٬ وستضيع سنوات من الدبلوماسية الدقيقة التي تهدف إلى تقديم إيران كجهة فاعلة عقلانية.

 وهذا يرتبط مباشرة بخطة العمل الشاملة المشتركة. تعرف طهران أن خطة العمل الشاملة المشتركة في صالحها وتحاول إنقاذ الصفقة النووية من خلال العمل مع الأوروبيين. يبدو أن الأوروبيين على استعداد لدعم إيران في الحفاظ على خطة العمل المشتركة، ولكن هذا قد يتلاشى إذا ما سعت القيادة الإيرانية إلى التشدد بدلاً من الدبلوماسية.

 إذا اختارت إيران التصرف بطريقة غير عقلانية، فإن العراق سيكون الضحية المباشرة لمثل هذا السلوك. يبدو أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس على استعداد لاستخدام العراق كساحة معركة لإيران.

 مثل هذا الانتهاك المستمر لسيادة العراق يقوض العراق كأمة ويؤدي بدوره إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في الدول المجاورة لإيران، وهو الأمر الذي لم يكن في مصلحة إيران على الإطلاق، كما أظهر هجوم الأحواز.

 على العكس من ذلك، فإن الحرس الثوري الإيراني متورط بالفعل في حروب في سوريا ولبنان والعراق واليمن، وإذا وسع الخطوط الأمامية لهذه الحروب، فإن ذلك سيضعف دفاعات إيران كدولة بشكل مباشر.

 

اقرا ايضا

من المسؤول عن هجوم الأهواز؟

أزمة الدواء في إيران تتفاقم