أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غرفة الأخبار)

عند سماع كلمة بورما أو ميانمار في الفترة الأخيرة، لا يتبادر إلى الذهن سوى إشارات بالاضطهاد والتمييز العنصري والتهجير والإبادة والمجازر ضد مسلمي الروهينغا، وبعد سنوات من هذه المأساة طفح المحيط الهندي بآلاف الضحايا الفارين من هذا الموت المحقق إلى موت محتمل، إثر سلسلة من غرق هذه القوارب التي تتاجر بها مافيا الموت وعصابات التهريب.
 
من هم الروهينغا؟

الروهينجا هم مجموعة من الأقلية الإثنية المسلمة في ميانمار، والذين ما زالوا يعانون منذ عقود من التمييز والملاحقة في البلد ذي الأغلبية البوذية، وتعتبر حكومة ميانمار طائفة الروهينجا البالغ عددهم نحو 1.33 مليون شخص تقريباً مستوطنين غير شرعيين، بينما تصنفهم الأمم المتحدة على أنهم من أكثر مجموعات اللاجئين المعرضين للاضطهاد في العالم.

لماذا يهرب الروهينغا؟

"هناك سبب واحد فقط"، وفق ما قالت كريس ليوا الخبيرة في شؤون الروهينغا والمقيمة في بانكوك .. وأوضحت  ليوا قائلة أن الروهينغا في ولاية راخين الغربية يواجهون قمعا مفرطا بحيث يشعرون أن لا خيار أمامهم سوى الرحيل، وهو ما يكون في العديد من الحالات بأي وسيلة ضرورية .. كما أن لغياب الرعاية الصحية وحرمان شعب بأكمله من حق الحياة والعيش في أرضه دافع مهم للهجرة .. وهو ما تجلى بهروب ما يقل عن 260 ألف منهم بين عامي 1991 و1992.

 بعد مرور 25 عام عليها .. ما سبب الاهتمام المفاجئ بقضية الروهينغا؟

رغم مرور 25 عاما على مأساة المسلمين الروهينغا وما تخللها من تطهير عرقي ساهم هذا الأمر بشكل قاطع بتسليط الضوء من المجتمع الدولي على هذه المأساة، فضلاً عن الدور الذي لعبته حكومة ميانمار بعد تسلمها مقاليد الحكم من العسكريين عام 2010 في تنامي أعمال العنف ضد مسلمي الروهينغا، ما أسفر عن نزوح  ما يقرب من 140 ألف من الروهينغا من البلاد.

لماذا هناك الكثير من العداء تجاه الروهينغيا ؟

كما هو الحال في العديد من الصراعات والاضطرابات الحالية في ميانمار يمكننا تتبع جذورها الى الحقبة الاستعمارية للبلاد.
 
ففي عام 1826، ضمت بريطانيا إلى امبراطوريتها ما يعتبر الآن الجزء الشمالي الغربي من البلاد، وهي المنطقة التي يقطنها مسلمو الروهينغا بعد تدفقهم اليها بسبب تسهيل الحكومة البريطانية اجراءات الهجرة اليها والعمل فيها لدى اقطاعيين في المزارع في ذلك الوقت .. ما زرع الحقد في قلوب البوذيين باعتبار ذلك خيانة.

لما لا تأويهم الدول المجاورة؟

ماليزيا واندونيسيا من الدول المرشحة لاستقبال النازحين من الروهينغا، لكنها تدعي بأنها لا تملك القدرة المادية  والمساحة الكافية لإيواء النازحين .. وهو ما صرح به مسؤول ماليزي مؤخراً .. ولم يختلف الحال في تايلند برفضها هي الأخرى استقبال النازحين، بينما عملت بنغلادش ذات الأغلبية المسلمين على انشاء المخيمات على حدود البلاد لاستقبالهم رغم هشاشة اقتصادها وكثافة سكانها.

لما لم تقم حكومة ميانمار بشيء حيال هذا الأمر؟

سؤال جيد .. الدالاي لاما والرئيس الأمريكي باراك أوباما، والخارجية الأمريكية وهيلاري كلينتون طالبوا جميعا بايقاف دوامة العنف ضد الروهينجا وما يتعرضون له من إبادة جماعية بطيئة .. لكن ببساطة موقف الساسة ضد البوذيين ضعيف للغاية ومحفوف بالمخاطر .. في إشارة إلى بيان أصدره رئيس ميانمار ثين سين في وقت سابق اعتبر فيه حركة 696 المناهضة للروهينغا عبارة عن رمز للسلام وسط صمت الجميع حيال هذا الأمر.