أخبار الآن | واشنطن – الولايات المتحدة الأمريكية – (رويترز)

قال محللونَ ومسؤولونَ سياسيون إِِن الفشلَ في إبرامِ اتفاقٍ نهائي يكرس اتفاقَ الإطار الذي توصلت إليه إيران والدول الست الكبرى  قد يهزُُ استقرارَ إيران بشدة.—وقال المحللون إن آمال الإيرانيين بإنهاء عُزلتهم الدولية حَلقَت عالياً منذ التوصل إلى الاتفاق إلى حد أن الفشل في صياغة اتفاق نهائي سيتسبب بموجات استياء قد تهز السلطات.
هذا ويسعى فريق الرئيس الإيراني حسن روحاني الى ابرام اتفاق مع القوى العظمى في وجه المتشدين في ايران ,  تُبنى عليه مرحلةُُ تقدميةُ جديدةُ لإيران تعيد بناء علاقاتها مع العالم والغرب بشكل خاص وتعيد فيه بناء قدرتها على الجوانب الإقتصادية والإجتماعية و صيغة اتفاق شامل حول ملفها النووي . 

 وقالت الطالبة الجامعية مينا دراخشانده وهي تقف وسط حشد يهتف تأييدا للاتفاق يوم الجمعة "أخيرا انتهى هذا الوضع. انتهت العزلة. انتهت الصعاب الاقتصادية. (الرئيس حسن) روحاني يفي بوعوده."
وأضافت "فشل المحادثات سيكون نهاية العالم بالنسبة لنا نحن الإيرانيين. لن أقوى على تقبله."
وقال كريم سجدبور الخبير في الشؤون الإيرانية في معهد كارنيجي للسلام الدولي في واشنطن إن التعاطي مع توقعات الشعب سيكون أكثر صعوبة في الوقت الحالي.
وقال سجدبور "إذا لم تثمر الصفقة فإن معظم الأمريكيين لن يلاحظوا لكن معظم الإيرانيين سيصابون بالانهيار."
وأحيا اتفاق الإطار الأولي بشأن برنامج إيران النووي الذي أبرم في لوزان بسويسرا يوم الخميس الآمال بانهاء العقوبات المفروضة على إيران في مقابل وضع حدود لبرنامجها النووي وفتح المجال أمام الإصلاح الاقتصادي والاعتراف الدولي.

"تأييد الاتفاق وشجب الولايات المتحدة"
ومع وضع هذا في الاعتبار يعتقد بعض المحللين ان خامنئي سيظهر مرونة عندما يعبر مجددا عن ثقته بفريق التفاوض الذي يتزعمه وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي لقي استقبال الأبطال لدى عودته إلى طهران يوم الجمعة بعد ثمانية أيام من المحادثات مع القوى الكبرى في لوزارن بسويسرا.

وقال المحلل «سعيد ليلاز» ومقره طهران في إشارة الى كلمات «خامنئي» العلنية التي استهدفت طمأنة المتشددين «خامنئي سيواصل دعم الفريق الإيراني مع شجب أمريكا في أول ظهور علني له».

ومنذ انهيار العلاقات مع واشنطن بعد الثورة الإسلامية في ايران عام 1979 كان العداء نحو الولايات المتحدة نقطة تجمع للمتشددين الإيرانيين.

لكن التضخم والبطالة ونقص الاستثمارات نتيجة للعقوبات أقنع «خامنئي» بدعم جهود «روحاني» لإيجاد أرضية مشتركة مع القوى الكبرى بشأن المسألة النووية.

وقال ليلاز «العداء نحو أمريكا كان أحد أعمدة السياسة الخارجية الإيرانية منذ الثورة … لكن الزعيم الأعلى ما زال يؤيد المفاوضات النووية». وأضاف «سيكون من الصعب للمحافظين المتشددين انتقاد الاتفاق إذا واصل خامنئي دعمه لهذه المحادثات»

وما زال بعض المراقبين يعتقدون أن «روحاني» سيتمتع بتأييد «خامنئي» مادامت المكانة المتنامية للرئيس لا تهدد «خامنئي».

وقال المحلل حامد فرح واشي «الأولوية الاولى لدى خامنئي هي المحافظة على سلطته وعلى المؤسسة». وأضاف «روحاني سيكون كبش الفداء لخامنئي اذا انهار الاتفاق».

وجود المؤسسة
قال مسؤولون ومحللون إنه حتى اذا نجحت الحكومة في اقناع المتشددين بقبول الاتفاق المبدئي فان تحديا أكبر ربما ينتظرها في تحفيز الأمة اذا فشل المفاوضون في التوصل الى اتفاق نهائي في يونيو حزيران.

وقال مسؤول آخر «وجود المؤسسة عرضة للخطر. لا أريد حتى ان أفكر في مثل هذا الفشل. ليس روحاني فقط وانما النظام كله قد يصبح عرضة للخطر في هذه الحالة». وأضاف «الآن لدى الناس توقعات وآمال عالية جدا».

لكن «علي فائز» من مجموعة الأزمات الدولية قال إن التأييد الشعبي للاتفاق قد يتضح إنه سيف ذو حدين بالنسبة لروحاني.

وقال فائز «إنه ضروري لكي تقنع الناس بهذا الاتفاق لكن اذا تحطمت التوقعات الواسعة النطاق بحدوث تغير سريع فإن خيبة الأمل بين ناخبيه سيكون من الصعب احتواؤها».

ويرى كثير من الإيرانيين أن الاتفاق النووي هو تذكرة ايران للخروج من العزلة الاقتصادية. ورقص الآلاف في الشوارع يوم الخميس وهم يرددون «روحاني .. ظريف .. أنتم أبطال» عندما تم التوصل الى اتفاق الإطار.

لكن توجد بالفعل علامات على أن إيران والقوى الكبرى لديهما آراء مختلفة بشأن ما تم الاتفاق عليه وخاصة بشأن السرعة التي يتم بها رفع العقوبات.

وتستأنف إيران والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا المحادثات في الأيام القادمة. والموعد للتوصل إلى اتفاق هو 30 من يونيو/حزيران.