أخبار الآن | 02 حزيران 2014 – وكالات –

أطلق أحد أكبر أندية كرة القدم في البرازيل حملة لحث مشجعيه على التبرع بأعضائهم، وهو ما أدى إلى زيادة هائلة في عدد عمليات نقل الأعضاء وتقليص قوائم انتظار إجراء العمليات في تلك المنطقة إلى الصفر تقريبا.

وقال مسؤول بنادي Sport Recife‏ سبورت ريسيفي الذي يعد أحد أعرق الفرق في شمال شرق البرازيل: “يولد البرازيليون وكرة القدم تجري في دمائهم”.

وطالب النادي عشاقه بأن يكونوا “جمهورا خالدا” من خلال التبرع بأعضائهم بعد الموت حتى يعيش عشقهم للنادي في جسد شخص آخر.

وفي إعلان تلفزيوني أعد خصيصا للترويج للحملة، وقال شخص ينتظر عملية زرع قرنية: ” أعدك أن تستمر عينيك في مشاهدة مباريات النادي “.

وقال شخص آخر ينتظر عملية زرع قلب: “أعدك بأن يظل قلبك ينبض بحب نادي سبورت ريسيفي”.

ومع ذلك، يشعر بيكسوتو منذ عامين بقلق كبير بشأن ما يحدث لجثث المشجعين بعد الموت.

وقال بيكسوتو، نائب رئيس النادي للبرامج الإجتماعية، إن النادي قرر أن “ينظر إلى ما هو أبعد من الـ 11 لاعبا على أرض الملعب وأن يستخدم نفوذه في أشياء أكبر”.

ويعرض هذا الفيديو في كل مباراة يخوضها النادي على ملعبه الذي يتسع لـ 35,000 متفرج. ووصل عدد الأشخاص الذين سجلوا أسمائهم للإعلان عن التبرع بأعضائهم إلى 66,000 شخص حتى الآن.

 كيف يساعد الآلاف من مشجعي كرة القدم في إنقاذ الأرواح؟

يمكن للأشخاص التقدم للحصول على بطاقة التبرع بالأعضاء عبر الانترنت

 وتقلصت قائمة الانتظار لإجراء عمليات زرع الأعضاء في مدينة ريسيفي إلى الصفر خلال السنة الأولى، على حد قول بيكسوتو، الذي أكد أن تأثير الحملة بدأ يظهر في جميع أنحاء ولاية بيرنامبوكو المحيطة. 

ويقول فرناندو فيغيريا، مدير عمليات زرع القلب بمعهد بيرنامبوكو للطب التكاملي: “اعتدنا على إجراء من خمس إلى سبع عمليات زراعة قلب في السنة، لكننا أجرينا 28 عملية العام الماضي. إنها زيادة لا تصدق”. وأضاف: “ثمة علاقة وثيقة للغاية بين الحملة وهذا الارتفاع”.

ويمكن للأشخاص التقدم للحصول على بطاقة التبرع عبر الانترنت – وهي بطاقة بحجم بطاقة الائتمان عليها كلمات مطبوعة بالخط العريض وقلب مرسوم على خلفية حمراء اللون.

وبموجب القانون البرازيلي، يحق للعائلة تحديد العضو الذي سيتم التبرع به من أجساد ذويهم بعد وفاتهم، غير أن اتخاذ مثل هذه القرارات لا يكون سهلا في مثل هذه اللحظات المؤلمة.

وقال فيغيريا: “يتعين الحصول على موافقة العائلة، لكننا نواجه معدلات رفض كبيرة في نهاية المطاف. هذه البطاقة تجعل الأشخاص يدخلون في مناقشة مع والديهم أو أزواجهم حول هذه المسألة. وفي حالة وفاة الشخص الحاصل على البطاقة، يكون معروفا أنه سيتبرع بالعضو المحدد في البطاقة”.

وحققت الحملة نجاحا ملحوظا وصل صداه لجميع أنحاء العالم، وتلقي نادي سبورت ريسيفي اتصالات من أندية باريس سان جيرمان الفرنسي وبرشلونة الإسباني، الذين يفكران في تبني حملات مماثلة.

ويتمنى بيكسوتو أن تساعد كأس العالم المقبلة في انتشار الفكرة بصورة أكبر.

كيف يساعد الآلاف من مشجعي كرة القدم في إنقاذ الأرواح؟

ملصق كبير عليه صورة أحد أشهر مشجعي نادي سبورت ريسيفي والذي خضع لعملية زرع قلب قبل 12 عاما

وللترويج للحملة، تم تصميم ملصق كبير عليه صورة أحد أشهر مشجعي نادي سبورت ريسيفي، وهو شخص يدعى فيرمينو دوس سانتوس (69 عاما)، وخضع لعملية زرع قلب قبل 12 عاما.

ويعرف هذا الرجل باسم “زي دو راديو” لأنه دائما ما يزعج الفرق المنافسة بالجلوس خلف مقاعد البدلاء بتشغيل جهاز الراديو بصوت مرتفع للغاية، مما جعله يحصل على لقب أكثر مشجعي كرة القدم إزعاجا في البرازيل.

وانتظر “زي دو راديو” خمسة أشهر و14 يوما حتى يخضع لعملية زرع قلب. ويتذكر لحظة تلقي مكالمة هاتفية للخضوع للعملية، قائلا: “في الأول من مارس/آذار 2002، وفي الساعة 19:13، اتصل الطبيب وقال إن لديه قلب لي”.

والآن، يحتفل دوس سانتوس بعيدي ميلاد – الأول هو يوم ميلاده والثاني هو يوم خضوعه لعملية زرع القلب بنجاح. وقال: “حصلت على قلب من حديد، وما زلت أذهب إلى كل مباريات سبورت ريسيفي، ويمكن لقلبي تحمل كل هذه المشاعر”.

ويحث “زي دو راديو” عشاق النادي على التسجيل للحصول على بطاقة التبرع والترويج للحملة، قائلا: “أقول لهم: عندما تكون في منزلك وتجلس مع عائلتك، عليك أن تخبر الجميع بأنك متبرع. لا يقتصر الأمر على الاشتراك، ولكن يتعين عليك الترويج لذلك”.

وأضاف: “أخبرهم بأنك تريد أن تتبرع بجميع أعضائك بعد الموت، وإلا فستظهر لهم في أحلامهم وتقطع أرجلهم وهم نائمون!”.

 ولا يتعلق الأمر بالولاء للنادي فحسب، حيث تشجع دانييلي دياس بيسوا (32 عاما) نادي سانتا كروز المنافس، ولكنها قررت التبرع بوجهها في إطار حملة سبورت ريسيفي. وتوفيت والدة بيسوا إثر إصابتها بسكتة دماغية قبل عامين، وحققت بيسوا رغبة والدتها وتبرعت بخمسة أعضاء من جسدها.

وقالت بيسوا: “كان القرار صعبا للغاية، لكني اتخذته بدافع الحب. بفضل أمي، يمكن لخمسة أشخاص أن يغادروا قائمة الانتظار للخضوع للجراحة”.

وكانت والدتها من مشجعي نادي سانتا كروز أيضا، لكن بيسوا قالت: “أنا متأكدة من أنها لن تهتم بما إذا كانت أعضائها قد زرعت في قلب أحد مشجعي نادي سبورت ريسيفي”.