النيجر , 30 أكتوبر 2013 ,وكالات  

اعلن مصدر قريب من المفاوضين النيجيريين أن بين عشرين و25 مليون يورو دُفعت لاطلاق سراح الرهائن الفرنسيين الاربعة الذين كانوا محتجزين في شمال النيجر لدى متشددين مسلحين منذ ايلول/سبتمبر 2010 .

واوضح ان هذا المبلغ استخدم لدفع مبالغ الى الخاطفين والوسطاء الذين يتحركون على الارض ولعب دورا مهما للتوصل الى اطلاق سراح المخطوفين.
هذا ووصل الرهائن الفرنسيين الاربعة السابقين الذين خطفهم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب قبل ثلاث سنوات شمال النيجر، وصولوا الى مطار فيلاكوبلي العسكري بالقرب من باريس، ويرافق الرهائن الاربعة وزيرا الخارجية والدفاع لوران فابيوس وجان ايف لودريان .

النيجر (بالفرنسية: Niger) وتدعى رسميا باسم جمهورية النيجر وهي دولة حبيسة (لاتطل على سواحل) بـغرب أفريقيا وأطلق عليها اسم النيجر نسبة إلى نهر النيجر الذي يخترق أراضيها. ويحدها من الجنوب نيجيريا وبنين ومن الغرب بوركينا فاسو ومالي ومن الشمال كل من الجزائر وليبيا، فيما تحدها تشاد من جهة الشرق. يبلغ إجمالي مساحة النيجر حوالي 1,270,000 كم مربع، مما يجعلها أكبر دول غرب أفريقيا من حيث المساحة، كما يبلغ إجمالي عدد السكان قرابة 15,000,000 نسمة يتركز معظمهم في أقصى جنوب وغرب الدولة. وعاصمة البلاد هي مدينة نيامي وهي أكبر المدن في النيجر التي تقع أغلبها على الضفة الشرقية لنهر النيجر في الجزء الجنوبي الغربي من البلاد.

تعد النيجر واحدة من أفقر دول العالم وأقلها نمواً على الإطلاق إذ تغطي الصحراء الكبرى ما يقرب من 80% من إجمالي مساحة البلاد، في حين تتهدد الأجزاء الباقية مشكلات مناخية أخرى مثل الجفاف والتصحر. ويعتمد اقتصاد البلاد بشكل شبه كلي على تصدير بعض المنتجات الزراعية والتي يتركز إنتاجها في الجزء الجنوبي الخصب من البلاد بالإضافة إلى تصدير بعض المواد الخام ومن أهمها خام اليورانيوم. وبالرغم من هذا تظل النيجر عاجزة عن النهوض بنفسها اقتصاديا واجتماعيا نتيجة لموقعها كدولة حبيسة بالإضافة إلى افتقارها للبنية التحتية المناسبة وتدهور حالة القطاع الصحي بالبلاد، وكذلك انحسار مستوى التعليم والظروف البيئية.

ويعكس المجتمع اختلافا واضحا بين فئاته نتيجة الأحداث التاريخية المستقلة التي مرت بها كل جماعة عرقية وكل منطقة بالبلاد علاوة على حداثة عهدهم كدولة واحدة. حيث كانت النيجر قديما عبارة عن أطراف مترامية لدول وممالك كبيرة أخرى. ومنذ الاستقلال تعاقبت على النيجر خمسة حكومات بالإضافة إلى ثلاث فترات من الحكم العسكري حتى تم تشريع قانون انتخابي يحكم اختيار رئيس البلاد عام 1999. ويعد الإسلام هو دين أغلبية السكان في البلاد. ويسكن الجزء الأكبر من سكان النيجر المناطق النائية من البلاد حيث يفتقرون لفرص الانتظام في التعليم.

وحول هذا الموضوع قال الدكتور شريف طلحة غربي نائب مدير قناة نوميديا نيوز إن اعتماد اسلوب القاعدة في خطف الرهائن وطلب الفديات اصبح محوراً اساسياً في الإستراتيجية المُعتمدة من قبل الجماعات الإرهابية في منطقة الغرب الإفريقي, وهذه الجماعات وجدت في هذه المُمارسة وسيلة للاستمرار في الحصول على الأموال  .

القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تنظيم مصنف لدى دول عديدة أنه إرهابي، نشأ عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، التي ولدت بدورها من رحم الجماعة الإسلامية المسلحة.

في 2006 أعلنت الجماعة السلفية انضمامها إلى تنظيم القاعدة الذي كان يقوده أسامة بن لادن، قبل أن تتسمى في العام التالي رسميا باسم “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.

ويقول التنظيم إنه “يسعى لتحرير المغرب الإسلامي من الوجود الغربي – الفرنسي والأمريكي تحديداً – والموالين له من الأنظمة (المرتدة) وحماية المنطقة من الأطماع الخارجية وإقامة دولة كبرى تحكم بالشريعة الإسلامية”.

التركز والقيادة
يتركز التنظيم في الجزائر في شرقي البلاد وخاصة في منطقة القبائل، ويقوده عبد المالك درودكال الذي تزعم الجماعة السلفية للدعوة والقتال منذ 2004، وهو في الثلاثينيات من عمره ويعرف بخبرته في صناعة المتفجرات.

شخصيات قيادية
أبو الحسن رشيد البليدي: عضو الهيئة الشرعية/رئيس الهيئة القضائية لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي حالياً وكان قاضي الجماعة السلفية للدعوة والقتال وله عدة كتب ومؤلفات شرعية مثل :
– وجوب الفصام وحتمية الصدام بين الكفر والإسلام
– البيان والتبيين لحكم مموني المرتدين
مبارك يزيد (أبو عبيدة يوسف العنابي): عضو مجلس الشورى ورئيس أعيان التنظيم
أبو حيان عاصم: أحد أعيان التنظيم وعضو الهيئة الشرعية
أبو عبد الإله أحمد: رئيس اللجنة السياسية والعلاقات الخارجية بالتنظيم
عبد الحميد أبو زيد، قائد كتيبة “طارق بن زياد” أو “الفاتحين”اسمه الحقيقي عبيد حمادو
يحيى أبو الهمام يقود كتيبة “الفرقان” المتمركزة في غرب تومبكتو (شمال مالي)
يحيى جوادي، المكنى “أبو عمار”أمير “إمارة الصحراء”
مختار بلمختار المكنى (أبو العباس) -الذي تلقبه وسائل الإعلام الحكومية الجزائرية بالأعور بسبب عاهة لحقت بإحدى عينيه خلال قتال القوات السوفياتية في أفغانستان- فيشرف على الجماعة في الصحراء الكبرى على الحدود مع كل من مالي والنيجر، وهي منطقة زاد فيها نشاط التنظيم في السنوات الأخيرة، ويدل على ذلك مشاركته وجماعات محسوبة عليه في السيطرة على بعض مدن شمالي مالي بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار 2012.

عناصر التنظيم
لا إحصائيات دقيقة لعدد مقاتلي الجماعة، لكن أغلب المصادر تقدر عددهم ببضع مئات، أغلبهم جزائريون، فيما يتوزع الباقون على جنسيات دول أبرزها موريتانيا وليبيا والمغرب وتونس ومالي ونيجيريا.
وقد قدرت بعض الجهات عدد المجموعات الصغيرة المنتسبة للتنظيم بنحو سبعين خلية، بينها كما تقول الاستخبارات الغربية مجموعة “أنصار الدين” في شمالي مالي التي يقودها إياد آغ غالي. كما تشهد علاقات تعاون مكثفة مع جماعة أهل السنة والجماعة للدعوة والجهاد المعروفة إعلامياً بحركة طالبان نيجيريا أو بوكو حرام.

مناطق النشاط
ينشط التنظيم أساسا في الجزائر، لكن نفوذه يمتد إلى جنوب الصحراء
وتقول الاستخبارات الغربية إن التنظيم ضالع في منطقة الساحل في عمليات خطف للغربيين تُدر عليه مبالغ ضخمة، كما يدر مبالغ كبيرة من الاستثمارات في مجال العقارات الفاخرة والأراضى وتجارة السلاح والسلع المهربة
ويتولى التنظيم أيضا تدريب عناصر من دول الجوار، تنفذ عمليات داخل أراضيها كموريتانيا والمغرب وتونس.
ورغم أن التنظيم شن السنوات الأخيرة هجمات دامية في الجزائر، فإن نشاطه العسكري يبقى محدودا.