فرضية تأثر تونس بالعواصف مرتفعة.. والمناخ غير مطمئن

بعد الكارثة الإنسانية التي حلت في ليبيا، تصاعد خوف التونسيين من حدوث إعصار مشابه في تونس خاصة وأن البلدين تجمعهما حدودًا مشتركة.

من ناحيته قال المهندس البيئي والخبير في الشأن المناخي، حمدي حشاد إن “التخوفات دائما موجودة بسبب إعصار ليبيا أو في غيابه، لأن المناخ بصفة عامة غير مطمئن وفرضية تأثر تونس مرتفعة”.

وأضاف “حشاد” في حواره مع “أخبار الآن” أن “ما حدث في ليبيا هو عاصفة، لأن سرعة الرياح حين تكون من 60 إلى 117 كلم/ساعة فإننا نتحدث عن عاصفة وعندما تتجاوز سرعة الرياح 117 كلم/الساعة حينها يكون إعصارا”.

وأوضح الخبير المناخي أنه: “عند الحديث عن العواصف أقول أن الشعب التونسي لديه ذاكرة قصيرة لأن ما حدث في نابل سنة 2018 كان عاصفة تنتمي لعواصف تسمى عواصف مدارية أو عاصفة الميديكان”.

بعد إعصار دانيال في ليبيا.. هل تونس مهددة؟ خبير مناخ يكشف لـ"أخبار الآن"

 

وبيّن الخبير المناخي أنّ “الميديكان” هي عاصفة مدارية أو استوائية ذات خصائص متوسطية، تنتج في خليج التوسكان في الجنوب الفرنسي والشمال الغربي لإيطاليا، وتأخذ مسارها عبر سردينيا، الشمال التونسي، الوطن القبلي لتونس، صقلية، ومن هناك تنقسم إلى مسارين؛ مسار يأخذ اتجاه سواحل البلقان (ألبانيا واليونان)، ويتضرر منه بالخصوص اليونان وإيطاليا، ومسار يأخذ اتجاه سرت في سواحل ليبيا.

وتابع: “هذه العواصف كانت نادرة. تأتي كل 10 أو 15 سنة والآن أصبحنا نراها كل سنة وتونس أيضا معنية بظاهرة العواصف بصفة عامة ولكن ليس بعاصفة مثل عاصفة ليبيا”.

كما أكد أن الظروف التي تتكون فيها أعاصير في البحر الأبيض المتوسط صعبة لأن معدل عمق البحر الأبيض المتوسط لا يعتبر عميقا وبعض المناطق المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط تتعتبر جافة.

هذا وأعربت تونس، عن تعازيها للشعب الليبي وتضامنها معه على إثر الخسائر البشرية والمادية الجسيمة التي لحقت به بسبب الفيضانات التي اجتاحت عدّة مناطق في ليبيا، نتيجة إعصار دانيال.

بعد إعصار دانيال في ليبيا.. هل تونس مهددة؟ خبير مناخ يكشف لـ"أخبار الآن"

وتحصي مدينة درنة المدمّرة في شرق ليبيا الضحايا الأربعاء، بينما تأكّد مقتل 2300 شخص في الفيضانات المدمّرة الناجمة عن العاصفة “دانيال” في ظل تحذيرات الصليب الأحمر من أن 10 آلاف شخص ما زالوا في عداد المفقودين.

وانفجر سدّان عندما ضربت العاصفة بعد ظهر الأحد، لتتدفق المياه في المدينة جارفة معها الأبنية وأي أشخاص بداخلها.

من جانب آخر، أعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الثلاثاء أن ثلاثة متطوعين من الهلال الأحمر الليبي لقوا حتفهم وهم يساعدون ضحايا الفيضانات.