اتفاقية الحبوب.. كابوس ينبئ بارتفاع أسعار مزيد من السلع

  • مصر تأتي في مقدمة دول الشرق الأوسط

رفضت روسيا، تمديد اتفاق يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، ما يثير مخاوف دول عدة في مقدمتها “دول عربية” تعاني من أزمات اقتصادية، حيث يخشى السكان ارتفاع أسعار المواد الغذائية المرتفعة أصلا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتوالت ردود الفعل الدولية الرافضة للقرار الروسي باعتبار أنه “عمل غير إنساني”، بينما حذرت العديد من الدول موسكو من تبعات هذا الإجراء على الأمن الغذائي العالمي، وفقا لوكالة “رويترز”.

الشرق الأوسط سيتأثر

قالت مديرة البرنامج العالمي للأمن الغذائي والمائي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، كيتلين ويلش، إن القرار الروسي بإنهاء العمل باتفاقية الحبوب في ظل استمرار حرب أوكرانيا سيؤدي إلى أزمة غذاء عالمية حادة بسبب اضطرابات الإمدادات المعقدة وزيادة أسعار المدخلات الزراعية.

وأضافت أن دول الشرق الأوسط ستتأثر بشكل مباشر بهذا القرار بسبب اعتمادها الكبير على الواردات الغذائية، وتحديدا الحبوب وعلى رأسها القمح، من روسيا وأوكرانيا.

ما هي الدول العربية الأكثر تضرراً من إيقاف اتفاقية الحبوب؟

الدول العربية الأكثر تضررا

بحسب مديرة البرنامج العالمي للأمن الغذائي والمائي فإن المؤشرات الاقتصادية الحالية تظهر أزمة متفاقمة في حالة البلدان الفقيرة والهشة سياسيا ذات القطاعات الغذائية الضعيفة، ومنها، لبنان والسودان واليمن، حيث سيؤدي عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، ومحدودية الزراعة المحلية، والافتقار إلى احتياطيات موثوقة من الحبوب إلى تفاقم أزمة الغذاء الحالية في بعض البلدان.

تشير الأرقام المنشورة على موقع الأمم المتحدة إلى أن مصر تأتي في مقدمة دول الشرق الأوسط التي تعتمد على استيراد الحبوب من روسيا وأوكرانيا، بما يساوي 23 مليار دولار في الفترة بين عامي 2016 و2020.

تليها المملكة العربية السعودية بمبلغ 17 مليار دولار في الفترة نفسها.

وبعدها تركيا بحوالي 12.5 مليار دولار، ثم المغرب بمبلغ 8.7 مليار دولار، والإمارات بـ6.1 مليار دولار، والجزائر بمبلغ 5.5 مليار دولار في الفترة بين عامي 2016 و2017، ثم تونس والسودان والأردن واليمن وليبيا وفلسطين والكويت وقطر وعمان.

الحبوب الأوكرانية والروسية

وفقا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة “فاو” التابعة للأمم المتحدة، الصادر في يونيو 2022، كانت أوكرانيا وروسيا من بين أكبر ثلاثة منتجين عالميين للقمح والذرة وبذور اللفت وبذور عباد الشمس وزيت عباد الشمس، وبالتالي فإن توفر كميات أقل من الحبوب والأسمدة بسبب الحرب أثر بشكل سلبي واضح على مناطق بعينها مثل أمريكا اللاتينية وأفريقيا من خلال تضخم أسعار السلع الأساسية والتقلبات المالية.

وفي الفترة بين عامي 2016 و 2021، أنتجت أوكرانيا وروسيا أكثر من 50 في المئة من إمدادات العالم من بذور عباد الشمس، و 19 في المئة من الشعير في العالم، و 14 في المئة من القمح، و30 في المئة من صادرات القمح العالمية، مع اعتماد ما لا يقل عن 50 دولة على روسيا وأوكرانيا للحصول على 30 في المئة أو أكثر من إمدادات القمح، بحسب تقرير مجلة “ناشيونال جيوغرافيك”، في مارس ٢٠٢٢.

ما هي الدول العربية الأكثر تضرراً من إيقاف اتفاقية الحبوب؟

أهمية الحبوب الروسية والأوكرانية (الأمم المتحدة)

انعدام الأمن الغذائي

أوضحت منظمة هيومن رايتس ووتش، في مارس 2022، أنه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، زاد عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل كبير بعد كوفيد19، حيث لم يحصل واحد من كل ثلاثة أشخاص في عام 2020 على الغذاء الكافي، بزيادة قدرها 10 ملايين شخص عن عام 2019.

وبالإضافة إلى التأثيرات السلبية لـكوفيد19 على الأمن الغذائي، حذرت فاو، في يونيو 2022، من مخاطر انعدام الأمن الغذائي لدول منطقة الشرق الأوسط، بسبب تفاقم الأوضاع وارتفاع سعر القمح والشعير بنسبة 31 في المئة، وزيت بذور اللفت وزيت عباد الشمس بأكثر من 60 في المئة.

وهذا السيناريو الأسوأ لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أوضح المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية أن اتفاقية الحبوب قد تجنبت حدوثه، حيث تلقت المنطقة كمية كبيرة من صادرات الحبوب بموجب هذه الصفقة، بنحو 42 في المئة من صادرات الحبوب الأوكرانية بين أغسطس وأكتوبر 2022، و 28 في المئة من صادراتها من الذرة للفترة نفسها.

ما هي الدول العربية الأكثر تضرراً من إيقاف اتفاقية الحبوب؟

مخاطر انعدام الأمن الغذائي (هيومن رايتس ووتش)

مصر في الصدارة

وفقا للأمم المتحدة، فإنه اعتبارا من يناير 2023، تم شحن 17.8 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا، منها 46 في المئة ذرة و 28 في المئة قمح، إلى الصين وإسبانيا وتركيا وإيطاليا وهولندا كوجهات رئيسية.

وتشير الأمم المتحدة إلى إنه منذ توقيع اتفاقية الحبوب، تصدرت مصر قائمة الدول العربية المستوردة للحبوب، بحوالي 998 ألف طن من الذرة و418 ألف طن من القمح و131 ألف طن من حبوب الصويا و4.6 ألف طن من حبوب وزيت عباد الشمس.

واستورد لبنان 54 ألف طن من الذرة و34 ألف طن من القمح، وليبيا 111 ألف طن من الشعير و391 ألف طن ذرة و53 ألف طن قمح.

وتلقى المغرب 100 ألف طن وجبة عباد الشمس، و11 ألف طن بذور عباد الشمس، فيما حصلت تونس على 384 ألف طن ذرة و222 ألف طن قمح و99 ألف طن شعير، واليمن 259 ألف طن قمح.

واستملت السعودية 180 ألف طن من القمح و62 ألف طن من الذرة، والجزائر 212 ألف طن من القمح، ووصل العراق 38 ألف طن من الذرة، والأردن 5 آلاف طن من الشعير.