من اليمن إلى سوريا.. فك الارتباط مع القاعدة يجدد الخلافات الجهادية

نشرت مؤسسة اليقين الإعلامية، التابعة لتنظيم القاعدة في اليمن مقالًا عن دعاوى فك الارتباط بين القيادة العامة لتنظيم القاعدة، في يوليو/ تموز الجاري، انتقدت فيه هذه الدعاوى وهاجمت أصحابها واعتبرت أنهم متساقطون على درب الجهادية العالمية وناكثون لعهودهم التي تعهدوا بها للتنظيم من قبل.

وجاء المقال المعنون بـ”هل يؤدي دعاة فك الارتباط خراج رؤوسهم؟” والموقع باسم عبد الجبار القطري، وهو اسم مستعار لأحد الأشخاص المحسوبين على تنظيم القاعدة في اليمن ممن لم تنكشف هويتهم الحقيقية حتى الآن، بعد فترة طويلة من إعلان المؤسسة أنها ستنشر ردًا على دعاوى فك الارتباط لخبيب السوداني مساعد أمير القاعدة في اليمن.

ففي فبراير/ شباط الماضي، أعلنت مؤسسة اليقين، أنها سترد بالتنسيق مع مؤسسة الملاحم الإعلامية على دعوات فك الارتباط مع القيادة العامة للقاعدة بنشر إصدار لخبيب السوداني، وبعد بضعة أشهر خرجت المؤسسة بإصدار لشخص آخر غير معروف وهو عبد الجبار القطري، تضمن نقدًا لاذعًا لدعوات قطع العلاقة بين التنظيم المركزي وفرعه اليمني.

ومع أن مؤسسة اليقين وعدت، قبل 5 أشهر، بأن الرد على دعوات فك الارتباط سيكون عبر مقتطفات من كتاب خبيب السوداني/ إبراهيم القوصي المعروف بـ”شذرات من تاريخ القاعدة“، والذي نُشرت طبعته الثانية في 30 يونيو/ حزيران الماضي، إلا أن هذا الرد لم ينشر، حتى الآن، بينما نُشر رد “القطري” الذي تُثار شكوك حول هويته الحقيقية.

فعندما نُشر مقال “هل يؤدي دعاة فك الارتباط خراج رؤوسهم؟” بدأت الشكوك تتسرب إلى داخل أوساط التنظيم حول كون عبد الجبار القطري هو نفسه خبيب السوداني، مساعد أمير القاعدة في اليمن، مع التلميح إلى أن مؤسسة اليقين لجأت لنشر المقال تحت اسم “القطري” المستعار حتى لا تفاقم الخلافات الداخلية حول العلاقة مع القيادة العامة للقاعدة.

ومن غير المستبعد أن يكون عبد الجبار القطري هو نفسه خبيب السوداني أو قيادي آخر من كوادر القاعدة لكن التنظيم لجأ إلى إخفاء هويته حتى يتمكن من نفي ما ورد في المقال في حال تسبب في أزمة داخلية أو أدى لتفاقم الشقاق بين تيارات التنظيم الذي يمر بفترة مخاض عسير حاليا.

بعد دعوة القحطاني لفك الارتباط.. رد القاعدة في اليمن يكشف الصراع الداخلي بالتنظيم

حيلة قديمة للتنصل من المسؤولية

وفي الحقيقة فإن لجوء التنظيم وأفرعه المختلفة لنشر مقالات أو ردود بصورة رسمية ليس أمرًا جديدًا على التنظيم الذي لجأ في مرات عديدة أشهرها إبان الخلاف مع داعش لنشر ردود ووثائق عبر مؤسسات إعلامية وحسابات مناصرة (غير رسمية) حتى يُمكن له، في خضم الخلافات، الادعاء بأنها لم تصدر عن التنظيم وأن ناشريها مجرد مناصرين متحمسين للأيديولوجيا الجهادية.

وبدوره، قال مصدر مطلع على الشأن الجهادي، رفض الإفصاح عن هويته الحقيقية بسبب خلافه مع قيادة القاعدة في اليمن، إن نشر مقال “هل يؤدي دعاة فك الارتباط خراج رؤوسهم؟” باسم مستعار هو واحد من أقدم الحيل الجهادية التي يلجأ التنظيم لها للرد على مخالفيه، مضيفًا أنهم عجزوا عن الرد بصورة مباشرة فلجأوا إلى الحيلة المعروفة.

وتضمن المقال انتقادًا للداعين لفك الارتباط بين تنظيم القاعدة وأفرعه وبخاصة الفرع اليمني، واصفًا إياهم بأنهم “أجناد راند”، وهو مصطلح يستخدمه التنظيم للطعن في خصومه والإيحاء بأنهم يوجهون من قبل مؤسسة راند الأمريكية للأبحاث لضب مشروع التنظيم الإرهابي.

واعتبر كاتب المقال أن هناك 4 يتولون مهمة الترويج لفكرة فك الارتباط أبرزهم أبو مارية القحطاني، القيادي البارز بهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا والتي فكت ارتباطها بالقاعدة عام 2016)، وأنباء جاسم الذي يُعرف نفسه بأنه باحث مستقل مهتم بالشؤون الجهادية، لكن المقال ركز على نقد أطروحة “القحطاني” الداعية لقطع الصلات بين أفرع التنظيم وقيادته العامة.

ووصف كاتب المقال أبو مارية القحطاني بأنه “الخنجر الأذل” في ظهر سيف العدل، في إشارة منه لانتقاد الأول قيادة الأخير لتنظيم القاعدة رغم إقامته في إيران وهو ما يتناقض مع الفقه الحركي الذي يتبناه الجهاديين، لأنه في هذه الحالة في حكم الأسير الذي لا تصح ولايته، كما يقول الجهاديون.

بعد دعوة القحطاني لفك الارتباط.. رد القاعدة في اليمن يكشف الصراع الداخلي بالتنظيم

رفيق السلاح السابق يكيل الضربات

ويأتي التركيز على أبو مارية القحطاني بسبب كونه صاحب الصوت الأعلى في دعوات فك الارتباط مع التنظيم الإرهابي، فبعد أن قطعت جبهة النصرة صلاتها مع التنظيم في 2016، عمل “القحطاني” على الترويج لفكرة الجهادية القطرية (المحلية) ذات النهج البراجماتي الأكثر انفتاحًا على التعاون مع دول وجماعات إقليمية حتى ولو كانوا من أعداء الحركة الجهادية، وذلك في مقابل مشروع الجهادية العالمية الذي يصر التنظيم على التمسك به.

وضمن جهوده لتقويض مشروع القاعدة الجهادي، دعا “القحطاني” في أكثر من مناسبة أفرع التنظيم الخارجية لأن تحذو حذو جبهة النصرة وتقطع صلاتها بالقيادة العامة للتنظيم وتتفرغ لمشاريعها المحلية دون أن تتقيد بنهج التنظيم الإرهابي الذي عفا عليه الزمن، وفق تعبيره.

وكثف القيادي البارز بهيئة تحرير الشام دعواته لفك الارتباط بالقاعدة، منذ الإعلان عن مقتل أيمن الظواهري في أغسطس/ آب 2022، قائلًا إن سيف العدل الذي يوصف بأنه الأمير الفعلي للقاعدة قابع تحت سلطة الحرس الثوري في إيران ولا يمكن أن يُعطي أوامر تتناقض مع مصالح الإيرانيين الذي يؤونه، وهو ما عده مبررًا إضافيا لأفرع التنظيم حتى تقطع صلاتها بالتنظيم المركزي.

وسببت دعوات أبو مارية القحطاني ضجة في أوساط أتباع تنظيم القاعدة الذين يرفضون الإقرار في العلن بأن سيف العدل (محمد صلاح الدين زيدان) هو الذي يُدير التنظيم حاليا، فعلى سبيل المثال قال أبو محمد المقدسي، في تدوينة سابقة عبر حسابه “التوحيد أولًا” إنه يستحيل أن يتم اختيار أمير للقاعدة من المقيمين في إيران.

وانتقد “المقدسي”، الذي يُوصف بأنه أحد منظري القاعدة الأيديولوجين، التقارير التي تحدثت عن تولي سيف العدل إمارة التنظيم، كما انتقد الجهاديين الذين روجوا تلك المعلومة ومنهم أبو مارية القحطاني، معتبرًا أنه بنى تصوره على تقارير “إعلام الطواغيت”، على حد وصفه.

وكان “المقدسي” رفض الإقرار بمقتل أيمن الظواهري أو تولي سيف العدل إمارة القاعدة، وقال إنه لن يق بها إلا عندما يعلن التنظيم نفسه وإنه لن ينساق خلف التقارير أو المعلومات الأمريكية، ومع ذلك فإن صمت المنظر الجهادي البارز يصب في اتجاه مجموعة قادة التنظيم المتواجدين في إيران والذين أخفوا نبأ مقتل أمير التنظيم، طوال تلك الفترة.

بعد دعوة القحطاني لفك الارتباط.. رد القاعدة في اليمن يكشف الصراع الداخلي بالتنظيم

يبدو أن من كتب الرد على ارتباط القاعدة بإيران لا يتابع هجمات مسيرات القاعدة في اليمن وتعاونها مع الحوثي

أما كاتب مقال “هل يؤدي دعاة فك الارتباط خراج رؤوسهم؟” فلم يُقدم ردًا مقنعًا على بقاء سيف العدل وقيادته للقاعدة من إيران، واكتفى بالقول إن التنظيم لو كان مرهونًا بإرادة الحرس الثوري لكان امتلك صواريخ ومسيرات كحزب الله وجماعة الحوثي وكان نجح في اغتيال “القحطاني” بعد أن نقض عهده مع التنظيم، مردفًا أن التنظيم لا يلجأ لهذا النهج، على حد زعمه.

وتجاهل كاتب المقال بهذا الطرح امتلاك القاعدة في اليمن لمسيرات بالفعل واستخدامه لها في هجمات ضد القوات الجنوبية، مما يعني أن الحجة التي استخدمها لنفي ارتباط القاعدة بإيران كانت حجة غير قوية لم تؤدي إلا إلى تعزيز الشكوك حول طبيعة الروابط بين طهران والتنظيم.

وأعاد عبد الجبار القطري ترويج رواية تنظيم حراس الدين، الفرع السوري للقاعدة، حول مراقبة أبو مارية القحطاني للقيادي بحراس الدين أبو القسام الأردني قبل اغتيال الأخير، متهمًا إياه بأنه انقلب على القاعدة وشارك في اغتيال قادته.

بعد دعوة القحطاني لفك الارتباط.. رد القاعدة في اليمن يكشف الصراع الداخلي بالتنظيم

ارتباك القاعدة يفاقم أزماته

وتطرق “القطري” إلى دعوة أبو مارية القحطاني لفرع القاعدة في اليمن لإنهاء علاقته بالتنظيم المركزي، وهي الدعوة التي لاقت تفاعلًا كبيرًا على مدار الأشهر الماضية في ظل تزايد الحديث عن رغبة مجموعات وقادة من “قاعدة اليمن” لتغيير إستراتيجيته والتركيز على الأوضاع الداخلية، قائلًا إن تلك الدعوات تخدم أعداء التنظيم وأن من فكوا ارتباطهم بالقاعدة لم يحققوا أي شيء سوى الاقتتالات والفتن والانتكاسات وتسليم المناطق للنظام السوري.

ومن الواضح أن عبد الجبار القطري يُحاول صرف الأنظار عن قضية فك الارتباط بالقاعدة والترويج لأن المشاريع البديلة لم تجنِ سوى الفشل والتراجع، رغم أن مشروع القاعدة في اليمن الذي يدعو القطري للتمسك به وبقاء التنظيم كجزء من شبكة التنظيم العالمية لم يحقق هو الآخر أي إنجاز حقيقي بل تراجع التنظيم في السنوات الأخيرة إلى مستوى غير مسبوق وخسر جل قادته البارزين وانسحب من غالبية المناطق التي نشط فيها سابقًا.

ويبدو من محاولات “القطري” للفت الأنظار بعيدًا عن فكرة فك الارتباط عن القاعدة أن دعوات “القحطاني” وغيرها بجانب الحديث عن وجود فساد مالي داخل قيادة القاعدة في اليمن لاقت رواجًا لدى قطاعات في التنظيم تتوافق توجهاتها مع توجهات القيادي البارز بهيئة تحرير الشام والذي دعا فرع القاعدة في اليمن للتلاحم مع أبناء الشعب اليمني وفصائله المختلفة وطي صفحة التنظيم باعتبار أن مشروعها أصبح جزءًا من الماضي ولن يحقق أي نجاحات في المستقبل.

 

ومن المثير للاهتمام أن تلك المحاولات تأتي في إطار حملة دعائية متناغمة من قبل قيادة القاعدة في اليمن، التي لا تزال ترفض فك الارتباط مع القاعدة أو تغيير إستراتيجية التنظيم رغم الضغوط عليها، وبدأت هذه الحملة بنشر مقال “هل يؤدي دعاة فك الارتباط خراج رؤوسهم؟” ثم تلاه نشر الطبعة الثانية من كتاب خبيب السوداني “شذرات من تاريخ القاعدة” مع مقدمة لأبي محمد المقدسي، وأعقبها نشر إصدار “تهنئة ومؤارزة للسوداني أيضًا والذي تضمن رسائل صريحة وضمنية عن الخلافات الجهادية.

ودعا “السوداني” في إصدار تهنئة ومؤارزة أتباع القاعدة وخصوصًا جماعة الشباب الصومالية للاحتشاد خلف القيادة وعدم الاختلاف عليها، وهذه الدعوة تحمل في طياتها رسالة لمقاتلي وأنصار القاعدة في اليمن بأن يبقوا خلف “خالد باطرفي” وأن لا يخالفوا نهجه في قيادة التنظيم.

ولعل هذا التركيز المكثف على انتقاد دعوات فك الارتباط والدعوة لعدم الاختلاف مع القيادة يكشفان انشغال قيادة القاعدة في اليمن بالسيطرة على التنظيم واحتواء أي خلافات جديدة قد تؤدي إلى انشقاقات جديدة في التنظيم، الذي عانى من انشقاقات وصراعات عديدة على مدار السنوات الماضية.

استدعاء “المقدسي” للواجهة من جديد

وعلى صعيد متصل، جاء نشر الطبعة الثانية من كتاب خبيب السوداني/ إبراهيم القوصي شذرات من تاريخ القاعدة والذي أضيفت له مقدمة كتبها أبو محمد المقدسي لم تكن في الطبعة الأولى الصادرة في عام 2021، كما نشرت هذه الطبعة تحت شعار مؤسسة الملاحم وروجتها مؤسسة اليقين، بعكس الطبعة الأولى التي نشرتها مؤسسة بيت المقدس والتي لا تُعرف نفسها بأنها مؤسسة إعلامية رسمية تابعة للقاعدة، مع أنها في الواقع تُدار بالكامل من قبل التنظيم.

 

وجاء استدعاء “المقدسي” للواجهة ليقوم بدور الدعم المعنوي للتنظيم وأفرعه ولا سيما الفرع اليمني، في ظل الأزمات التي يمر بها التنظيم في الفترة الأخيرة، إذ ركز المنظر الجهادي في مقدمته القصيرة لكتاب شذرات من تاريخ القاعدة على دعوة “جهاديي التنظيم” للاستفادة من تجاربهم السابقة دون الإشارة لأي نقد لتجربة التنظيم أو إخفاقاته.

لكن محاولة ترويج “شذرات من تاريخ القاعدة” كشفت عن غير قصد عن حجم المعضلة التي يعيشها التنظيم، فعلى سبيل المثال أظهر الكتاب أن قيادة التنظيم الإرهابي في اليمن غير متأكدين من مصير أمير التنظيم(السابق) أيمن الظواهري، حتى أن “السوداني” أتبع اسم الظواهري بدعاء “رحمه الله حيًا كان أم ميتًا”، وهذا يعطي لمحة إضافية على طبيعة الروابط بين القيادة العامة للتنظيم وفرعه اليمني.

بعد دعوة القحطاني لفك الارتباط.. رد القاعدة في اليمن يكشف الصراع الداخلي بالتنظيم

خبيب السوداني لا يستطيع الجزم بمصير أيمن الظواهري

وتعني الصيغة السابقة أن قيادة التنظيم الإرهابي في اليمن لم تتمكن على مدار عام كامل من التأكد من مصير أمير القيادة العامة للتنظيم، وهو ما يعني أن الروابط بين التنظيم وفرعه اليمني ليست وثيقة وفاعلة كما يتخيل أنصار التنظيم، علاوة على أن هذا الفرع اليمني عاجز عن إدراك حقيقة ما يدور في التنظيم المركزي رغم تأثره بما يحدث بداخله.

كما أكد كتاب خبيب السوداني مقتل حمزة بن لادن نجل زعيم القاعدة المؤسس أسامة بن لادن والذي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مقتله في سبتمبر/ أيلول 2019، وهو ما تجنب التنظيم تأكيده لوقت طويل، قبل أن يقر بذلك في نهاية المطاف.

وعلاوة على ذلك، منح كتاب شذرات من تاريخ التنظيم دعاة فك الارتباط ذخيرة إضافية تحرضهم على مواصلة الدعوة لقطع الصلات بالقيادة العامة للتنظيم، إذ أورد السوداني قصة كيميائي أبو عبد العزيز المصري علي سيد البكري، محاولا الإيحاء بأنه قتل، مع أن التدقيق في هذه القصة يكشف أن “المصري” لم يقتل حتى الآن وما زال يقيم في إيران، وهو ما يضاعف الشكوك حول سيطرة طهران المفترضة على قيادة القاعدة العليا.

الخلاصة

إلى ذلك، يبرهن تأخر مؤسسة اليقين التابعة لتنظيم القاعدة في اليمن في نشرها مقال الرد على دعاوى فك الارتباط، وجود حالة من الشقاق والسجال الداخلي في أروقة التنظيم حول الصلة بالقيادة العامة للقاعدة، وهو ما يعني أن الخرق الذي أثارته تلك الدعاوى يتسع شيئًا فشيئًا.

ويسعى دعاة فك الارتباط إلى إقناع مقاتلي القاعدة وأنصارها بأن نهج الجهادية العالمية الذي يتبناه التنظيم أصبح من الماضي، ولابد من الخروج من طور الجهادية العالمية إلى جهادية قطرية تتخلى عن الأطر التقليدية لفكر التنظيم وتسعى لمزيد من التلاحم مع الفصائل والمكونات المحلية في البلدان التي تنشط فيها أفرع القاعدة التي تُدعى لإنهاء صلاتها بالتنظيم.

ومع أن تنظيم القاعدة في اليمن يُجاهد لإثبات أنه باقٍ على ارتباطه القديم بالقيادة العامة للقاعدة ونهج الجهادية العالمية، إلا أن انشغاله بدعاوى فك الارتباط يؤكد على حالة التململ الداخلي في صفوفه، وهو ما قد يؤدي به في نهاية المطاف إلى نفس المصير الذي لاقته جبهة النصرة التي فكت ارتباطها بالقاعدة، منذ سنوات، بل وأصبح قادتها من أشد مناهضي القاعدة ومشروعها للجهادية العالمية.