نهاد جريري
تعديل في كتاب “شذارت” لخبيب السوداني
أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من 26 يونيو إلى 2 يوليو 2023.. إلى العناوين:
- خبيب السوداني يعدّل كتابه ”شذرات“ بإقحام نصوص من سيف العدل
- هل تستعد القاعدة لإعلان سيف خلفاً للظواهري؟
نتحدث اليوم إلى الباحث كيفين جاكسون من مركز تحليل الإرهاب (كات) في باريس. وموقع all eyes on jihadism
- نجل المُنظر طارق عبدالحليم ينبذ التطرف ويندم على مخطط جهادي في كندا
- حضور الجولاني المعتاد أيام العيد يستقطب سخرية معارضيه
تهاني العيد
غابت القيادة العامة لتنظيم القاعدة عن تهاني العيد. وربما استعاضوا عن ذلك ببيان ”دخول عشر الأضحى والحج الأكبر“ في تاريخ 21 يونيو. مثل هذه البيانات مناسبة لتجديد الولاءات وتأكيد الأهداف. وفي حالة القاعدة تحديداً، قد تؤشر إلى وضع القيادة في ظل غياب خبر عن زعيم التنظيم أيمن الظواهري.
طالبان الرسمية صدّرت رسالة بتوقيع زعيمها هبة الله آخوند زاده اختزل فيها ما حققته حكومته في كابول لافتاً إلى التحدي الأمني وداعياً من يتسبب في عدم الاستقرار في أفغانستان إلى أن ينتهوا ويعيشوا حياتهم بعيداً عنهم.
أمير طالبان الباكستانية TTP مفتي أبو منصور عاصم استغل التهنئة للتأكيد على مسار الجماعة بالقضاء على الجيش الباكستاني وإعادة البلد إلى أصلها الأيديولوجي الذي قامت عليه عندما انفصلت عن الهند: تحكيم الشريعة.
حتى جماعة جيش العدل وحركة أنصار الفرقان في إيران نشرتا تهاني العيد. وهما جماعتان تقولان إنهما تقاتلان من أجل السنة في بلوجستان.
جماعة الشباب في الصومال كانوا الأنشط بين أفرع القاعدة. بثوا إصدارات تتضمن فعاليات العيد في أكثر من مكان يسيطرون عليه بالإضافة إلى إصدارين رئيسين. الأول يتضمن كلمة للمتحدث باسم الجماعة علي محمود راجي، في حفل تخريج عسكري ضخم في معسكر ربعي بن عامر. أما الإصدار الثاني فجاء ضمن سلسلة ”لا مرحباً بهم إنهم صالوا النار“.
القاعدة في اليمن نشرت مرئياً للقيادي فيها خبيب السوداني بعنوان ”تهنئة ومؤازرة“ وفيه هاجم الفصائل الفلسطينية واعتبرها أنانية تفتقر إلى المبادرة في مقارعة إسرائيل؛ داعياً أفرادها إلى التخلي عن ”قيادات مزدوجة المعايير يقدمون مصالحهم ”على مصالح الشعب.“ في المقابل أشاد السوداني أيّما إشادة بجماعة شباب في الصومال والقاعدة في غرب إفريقيا.
هل يروّج خبيب السوداني لسيف العدل؟
كان للسوداني إصدار آخر في أسبوع العيد، أحدث جلبة نوعاً ما. مؤسسة الملاحم، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في اليمن، نشرت الطبعة الثانية من كتاب ”شذرات من تاريخ القاعدة – رواية الشيخ خبيب السوداني“.
الطبعة الأولى نُشرت في تاريخ 21 سبتمبر 2021 في مقدمة الذكرى العشرين لهجمات سبتمبر. بعد ذلك بأشهر، وتحديداً في 21 ديسمبر 2021، نُشرت نُسخة قيل إن فيها تعديلاً فنياً.
نشر طبعة ثانية دفع الباحثين إلى العودة إلى الطبعة الأولى حتى يروا ماذا أضاف السوداني أو أسقط.
وفيما يلي ملاحظات سريعة على الكتاب الذي يقع في أكثر من 400 صفحة.
الطبعة الأولى كانت من إنتاج بيت المقدس وهم مؤسسة إعلامية على الإنترنت تنتج مجلة ابنة الإسلام وتتماهى مع منظر الجهادية أبي قتادة الفلسطيني.
– الطبعة المحدثة من إنتاج الملاحم – الذين هم أولى بالسوداني القيادي في تنظيم قاعدة اليمن – جاءت بتقديم من أبي محمد المقدسي منظر الجهادية المخالف لأبي قتادة.
– يقول السوداني إن هذه الطبعة المحدثة جاءت بتشجيع من حمود التميمي المسؤول الإعلامي في قاعدة اليمن الذي قُتل في فبراير الماضي.
– من مقارنة الصفحات الـ 150 الأولى من الطبعتين، نستطيع أن نقول أنه صعبٌ اعتبارُ الكتاب شهادةً للسوداني على الأحداث أو روايةً يرويها من وجهة نظره. فنادراً ما يشير الشيخ إلى ما رأى أو سمع أو تحدث به مع من عاصرهم وكانوا أعلاماً في تاريخ القاعدة. يظهر من هذه الصفحات أن الكتاب تجميع من كتب وثقت تاريخ القاعدة وتحديداً: كتب مصطفى حامد أبي الوليد المصري؛ وكتاب أبي مصعب السوري ”دعوة المقاومة الإسلامية العالمية،“ وكتاب ”مأسدة الأنصار“ لـ عصام دراز.
فكانت الطبعة الأولى تشير في الهامش إلى هذه الكتب حتى لَيفهم المرءُ أن فحوى الفقرة أو السطر أو الكلمة جاءت في ذلك المرجع. لكن يتضح من الطبعة الثانية أن فصولاً كاملة أخذت من تلك الكتب ونُقلت بشكل حرفي تقريباً. من الصعب حقيقة تحديد أين يبدأ الآخرون وأين يبدأ السوداني! بل نادراً ما يبدأ السوداني بذكرى يذكرها أو تحليل يراه.
– في الطبعة الأولى، توقف الباحثون عند إشارة السوداني إلى حمزة بن لادن بجملة ”رحمهما الله.“ فاعتبر الباحثون أن هذا اعتراف بقتل حمزة في عملية أمريكية في يوليو ٢٠١9. حتى اليوم، لم يحسم تنظيم القاعدة مصير حمزة. هذا التفصيل ظل موجوداً في الطبعة الثانية. الشيئ نفسه حدث عندما أقرّ السوداني بأن أبا محمد المصري قُتل في طهران في أغسطس ٢٠٢٠. لكن السؤال المهم هنا: هل يعلم السوداني بوفاة الرجلين علم اليقين أم أنه يعتمد على تقارير إخبارية؟ في نفس الوقت، ظل السوداني يشير إلى الظواهري بـ ”حفظه الله“ وفي المقدمة دعا له بالرحمة ”حياً كان أم ميتاً.“ بحسب الأمريكيين، قُتل الظواهري في غارة أمريكية في اليوم الأخير من يوليو ٢٠٢٢.
– من أهم التعديلات التي أضيفت على الصفحات الـ 150 الأولى من الطبعة الثانية، إقحام أجزاء منسوبة إلى سيف العدل. فهل هذا تقديم غير رسمي لسيف العدل خلفاً للظواهري؟ ممكن.
وهنا نأتي إلى العلاقة الإيرانية. حساب أنباء جاسم، وهو الحساب الذي كشف عن قتل أبي محمد المصري في طهران، لفت إلى صورة منشورة في الكتاب لـ أبي عبدالعزيز المصري علي سيد محمد مصطفى البكري ضمن فصل جديد في الطبعة الثانية عن ”أسلحة الدمار الشامل“ التي كان يسعى إليها أسامة بن لادن. البكري كان مسؤولاً عن الاستحواذ على هذه الأسلحة. يُتبِع السوداني اسمَ البكري بجملة ”تقبله الله.“ يردُّ أنباء جاسم: ”يبدو أن (السوداني) لا يعلم أن أبا عبد العزيز حيٌ يُرزق في إيران .. الكتاب يحتاج مراجعة“.
يشير أنباء جاسم إلى أن الخطأ قد يكون مطبعياً، ويعتبر أن الأهم من إقرار حياة الرجل أو موته هو أن السوداني ”تجاهل تماماً انتقال البكري إلى إيران … (وأنه) اختفى تماماً بعد (ذلك).“ يخلص أنباء جاسم إلى أنه ”بسبب هذا الخطأ … (بات) الجميع يعلم (الآن) أن القيادات في إيران أكثر من مجرد سيف (العدل) والمغربي (صهر الظواهري والمرشح لزعامة التنظيم).“
وهنا مربط الفرس. متلازمة طهران لا تقتصر على سيف العدل خلفاً للظواهري، وإنما على قادة الصف الأول جميعاً.
في أخبار الآن نسأل دائماً: هل يكون سيف العدل حراً أبداً من متلازمة طهران؟ ويبدو أن السؤال الصحيح يجب أن يكون: هل تكون القاعدة حرة أبداً من متلازمة طهران؟
الجولاني وعيد منتصف الليل
في إدلب ومحيطها حيث هيئة تحرير الشام التي أحدثت حالة في الساحة الجهادية، تستمر المظاهرات ضدها وتدخل شهرها الرابع ضمن مطالبات شعبية بإطلاق سراح المعتقلين.
وفيما نصب المعارضون في سرمدا خيمة لمعايدة أهالي هؤلاء المعتقلين، ظهر زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني في العلن كما هي عادته كل عيد.
معارضون وأنصار تداولوا مقطعين للجولاني متجولاً في إدلب بعد منتصف ليلة العيد فالتقى بشرطي وعامل نظافة.
حساب أبو محمود الفلسطيني الموالي للهيئة علّق: ”الله يطيب خاطرك يا أبا محمد.“
لكن حساب علي أبو الحسن المعارض رد بأن ”الجولاني خرج لصيد يظهرُ من خلاله في الإعلام.“
محمد شريف عبدالحليم
كان أسبوعُ العيد حافلاً لمنظر الجهادية الذي يعيش في كندا الدكتور طارق عبدالحليم. تزوجت ابنته الكبرى، وأفرج عن ابنه إفراجاً كاملاً Full Parole.
محمد شريف عبدالحليم كان يقضي حكماً بالسجن المؤبد باعتباره العقل المدبر لما صار يُعرف في كندا بقضية ”تورنتو 18“ وهم خلية خططوا عام 2006 لتفجير سيارات مفخخة واقتحام البرلمان واحتجاز رهائن ونحر رئيس الوزراء. فكيف أفرج عنه؟
بحسب مقال للصحفي المخضرم أدريان همفريز في National Post، وجدت السلطات الكندية المعنية أن شريف ”حقق تقدماً كافٍ في إعادة تأهيله، بما في ذلك نبذه الأيديولوجية المتطرفة،“ وبالتالي لم يعد يشكل خطراً على المجتمع. وعليه، اشترطت السلطات شرطين للإفراج عن شريف. أولاً، ألاّ يكون مسؤولاً عن أي نشاط أو جماعة دينية؛ وثانياً، ألا يتواصل أو يرتبط مع أفراد لهم نشاطات جرمية أو متطرفة. فإن خالف أحد الشرطين عاد إلى السجن المؤبد. في 2012، قال شريف للصحفية الكندية ماري غاروفالو إنه ”نادم“ على ما فعل.
خلافات داعش ولاية الشام
منذ أسبوعين تقريباً، ينشر حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي عن خلافات بين الدوائر الإعلامية والدوائر القتالية فيما يُسمى بولاية الشام التابعة لداعش.
الحساب المتخصص في كشف خبايا داعش جاءه الرد في أسبوع العيد مع نشر التنظيم الجزء السابع من سلسلة ”صناع الملاحم“ وخصصها لولاية الشام.
يقول الحساب: ” جل العمليات التي ظهرت في الإصدار هي عمليات قديمة (تعود إلى) أكثر من سنة ونصف“.
ويعلل أن ديوان الإعلام ”كدس“ هذه الفيديوهات ”لعدم توافق الإعلاميين والعسكريين على نشرها وقت وقوعها“.
ويعيد الحساب التذكير برسالة من نائب والي الشام أبو ناصر العراقي يشرح فيها ”سبب عدم تبني التنظيم لأي عمليات في إدلب … لاعتبارات سياسية.“ ويعلّق: ”عن العمالة نتحدث“.
