مساع لاستعادة 120 طفلاً تونسياً من أبناء مقاتلي “داعش”.. وجمعية تتهم الدولة بالإهمال

  • تم استرجاع 16 طفلة و35 طفلاً تراوحت أعمارهم بين 5 و17 سنة
  • مندوب الطفولة في تونس لأخبار الآن: تم إدماج 51 طفلاً عائداً من بؤر التوتر وحريصون على عدم تعرضهم للوصم
  • جمعية التونسيين العالقين في الخارج: جميع الأطفال الذين عادوا لتونس تمت استعاداتهم بمجهودات فردية

تمكّنت تونس منذ عام 2018 من استعادة 51 طفلاً من بؤر التوتر حيث كان آباؤهم يقاتلون في التنظيمات الإرهابية.

وللحديث أكثر عن هذا الموضوع ومصير هؤلاء الأطفال بعد رجوعهم إلى تونس تواصلت “أخبار الآن” مع المندوب العام لحماية الطفولة في تونس، مهيار حمادي الذي أكد انطلاق تونس في برنامج وطني لإدماج الأطفال العائدين من بؤر التوتر.

وقال حمادي: “تم استرجاع 16 طفلة و35 طفلاً تراوحت أعمارهم بين 5 و17 سنة، ولم تضطر السلطات للاستعانة بأي مراكز للتأهيل أو الرعاية لأن عائلات الأطفال الموسعة تمسكت بحضانة الأطفال وتعهدت برعايتهم”.

بعد استعادة 51 طفلاً.. كيف تتعامل تونس مع أبناء مقاتلي داعش وتعمل لإعادة الباقي؟

كما كشف مهيار لـ”أخبار الآن”: “جميع الأطفال الذين هم بسن الدراسة تم ترسيمهم بالمدارس والمؤسسات التعليمية.” وأضاف: “41 طفل حاليا تم إلحاقه بالمرحلة الإبتدائية و7 أطفال ببرنامج التكوين المهني و3 أطفال صغار بالمرحلة الابتدائية”.

كما شدد المندوب على الجهود التي تقوم بها وزارة الطفولة إلى جانب هياكل الشؤون الاجتماعية وغيرها على إدماج الأطفال في المجتمع وتجنيبهم كل مظاهر الرفض أو الوصم الإجتماعي.

وأشار مهيار إلى أن ظروف الأطفال في بؤر التوتر كانت قاسية وأغلبهم لم يتحصل على أي تعليم لذلك تم تقديم الدعم النفسي والاجتماعي اللازم للأطفال بأقسام الطب النفسي.

ووفق المندوب فإن الوزارة قد تلقت مطالب عودة واردة من الأجداد لأم أو أب الأطفال المقيمين بمختلف مناطق تونس لقرابة 120 طفلا تم التنسيق في شأنهم مع مصالح وزارة الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، مؤكّدا الحرص على الإسراع والإعداد الجيّد لعودتهم والعمل بالوثيقة المرجعية.

وأكد المندوب أن تونس قامت إصدار وثيقة مرجعية لمسارات التعهد وإعادة إدماج الأطفال العائدين من مناطق النزاع وتم الاعتماد فيها على التشريعات التونسية والدولية.

وقد تمّ لهذا الغرض تنظيم 4 ورش عمل بكل من تونس والقيروان وصفاقس ونابل بين جوان 2021 وجوان 2022 وأفضت الثلاث ورش الأولى إلى تشخيص تحديات وعراقيل مسار استرجاع الأطفال من مناطق النزاع ومسار التعهد بهم ورصد الثغرات التي طرأت على العمل المنجز في إطار التعهد بالأطفال الذين عادوا فعلا من مناطق النزاع تشخيص الفرص والإمكانيات التي يجب توفيرها من قبل الدولة.

الإهمال وصناعة الإرهاب

في نفس الوقت أكد رئيس جمعية التونسيين العالقين في الخارج محمد إقبال بن رجب أن الدولة لا تقوم بأي جهود لإستعادة الأطفال من بؤر التوتر ولم تقم بأي إجراءات لاسترجاعهم وأن جميع الأطفال الذين عادوا لتونس تمت استعاداتهم بمجهودات قامت بها عائلاتهم.

وأشار إقبال إلى أن عددا كبيرا من الأطفال التونسيين مازالوا عالقين في مناطق النزاع وخاصة في مخيمات داعش كالهول والروج في سوريا إذ أكد لأخبار الآن أن 170 طفلا تونسيا متواجد حاليا في هذه المخيمات السورية.

ورغم مساع الجمعية للحصول على تفويض من الدولة للتفاوض مع الجانب السوري لاسترجاع الأطفال إلا أن السلطات لم تمنحهم هذا التفويض للقيام بالمهمة مع أن الجمعية قادرة على استرجاع الأطفال في حال حصولها على الموافقة وفق تصريح محمد إقبال.

بعد استعادة 51 طفلاً.. كيف تتعامل تونس مع أبناء مقاتلي داعش وتعمل لإعادة الباقي؟

وقال إقبال لأخبار الآن: “الدولة التونسية بشكل غير مباشر تصنع جيل جديد من الإرهابيين بسبب إهمالها وعدم حرصها على استرجاع أطفالها”.

ويؤكد رئيس الجمعية غياب حرص الدولة على استعادة الأطفال وأكد أن تونس تحركت فقط في ليبيا لاستعادة 6 أطفال لكن مازال في القطر الليبي ما يقارب 22 طفلا عالقا في مناطق خطيرة وفي وضعية مزرية وفق تعبير رئيس الجمعية.

كما ذكر إقبال: “طالبنا أيضا بإنشاء لجنة قارة بوزارة شؤون الخارجية للبحث عن المفقودين والعالقين بالخارج لكن كالعادة لم يقع التفاعل معنا وتم تجاهل الطلب.”

وتابع إقبال: “حاليا نعيش حالة ضبابية في تونس يشوبها الخوف من السجن، نريد الضغط على السلطات من أجل التحرك لكن الوضع السياسي الحالي غير مطمئن ونحن فقدنا الأمل في الوزارات التي لا تتفاعل ولا تبدي أي اهتمام بهذه الطلبات”.

لكن إقبال ومع تأكيده على استعادة الأطفال عبر مجهودات فردية لم ينكر في نفس الوقت قيام الدولة بمجهودات بعد عودتهم في علاقة بإدماجهم في المجتمع وتوفير الرعاية النفسية والاجتماعية لهؤلاء الأطفال.

هذا ومع مواجهة المندوب العام لحماية الطفولة في تونس بالرواية التي تقول إن العائلات الموسعة تكفلوا بعودة أطفالهم بشكل كلي لم ينفي قيام يعض العائلات بمجهودات فردية لاستعادة بعض أطفالهم وقال إن الأطفال موجودون في مناطق خطرة ولا يمكن بلوغها إلا من قبل بعض المنظمات الدولية.

كما أشار إلى أن استعادة الأطفال عملية معقدة وتحتاج تدقيقا للهويات من قبل الدولة وأشار إلى عودة العلاقات التونسية مع سوريا قد تسهل عمليات استعادة بقية الأطفال.

وعند سؤاله عن سبب رفض الدولة تفويض المنظامات الخاصة كجمعية التونسيين العالقين في الخارج، بحسب تصريح محمد إقبال بن رجب لأخبار الآن، قال مهيار حمادي أن الوضع خطراً ولا يسمح بذلك”.