شرق الفرات.. الواقع الصحي يعاني من إجراءات الإغلاق العام

تعيش مناطق شمال وشرق سوريا إجراءاتٍ من الإغلاق العام في اول ايام شهر رمضان، أما خلال الاسبوع الذي سبق هذه الاجراءات، فكان الاغلاق يقتصر فقط على 3 مدن مكتظة (القامشلي، الحسكة، الرقة).

تواجه الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا صعوبة في منح التوازن بين القطاعين الصحي والاقتصادي داخل المنطقة. إذ تؤثر  إجراءات الاغلاق العام سلباً على اوضاع السكان الاقتصادية، وغير ذلك قد يسبب ايضاً في ارتفاع اعداد المصابين بفيروس كورونا.

الواقع الصحي.. كارثة إنسانية وفقدان للسيطرة

“نحن نقترب من حاجز فقدان السيطرة وحصول كارثة انسانية في الايام القليلة القادمة” هذا ما استهل به ئيس هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية “جوان مصطفى” مؤتمره الصحفي. وأضاف، نحن نتفهم الأوضاع الاقتصادية للشعب وخاصة الطبقة الفقيرة التي تعتمد على الكسب اليومي للقمة العيش.

واضاف ايضاً بأن الارقام التي ننشرها في مواقعنا ما هي إلا عينة عشوائية، وبأن الاحصائيات الحقيقية هي اكبر من ذلك بكثير.

وفي هذا الاطار، تواجد فريق “أخبار الآن” في مشفى “چيان” وهو المشفى الوحيد لمدينة القامشلي والذي يحتوي على مصابين بكورونا.

مشفى “چيان” افتتح في اوائل هذا العام ليكون مخصصاً في لاستقبال الحالات الحرجة والتي تكون في حاجة الى الاوكسجين والرعاية المستمرة، ويحتوي هذا المشفى على ستة وسبعين سريراً، واصبحت غرفه تقترب من الامتلاء بعد موجة الانتشار هذه.

أحد المرضى قال لمراسل “أخبار الآن” الميداني: “اوجه ندائي الى السكان لاخذ الحيطة واتخاذ اجراءات الوقاية”،. واضاف: “معاناة هذا الفيروس وهي كأن تموت في اليوم 7 مرات”.

وفي السياق ذاته، ذكر “جوان حمى” وهو طبيب يعمل في الهلال الاحمر الكردي، “بأننا نلاحظ وفقاً لإحصائياتنا بأن سرعة انتشار هذه الموجة اكبر بكثير من سابقاتها في السنة الماضية، و نرى بأن ارقام الوفيات اقتربت من الاعمار الشبابية ايضاً”.

ما هو الواقع الصحي في شمال شرق سوريا ؟

فريق الهلال الأحمر الكردي في شرق الفرات، سوريا / خاص

 

الهلال الأحمر الكردي

فريق الهلال الأحمر الكردي يعمل على مدار الاربعة وعشرين ساعة، وjنقسم اعمال ونشاطات هذا الفريق الى عدة اجزاء، منها في المشافي، والمخيمات والمدن.

وفي ظل هذه الجائحة، قام الفريق بإنشاء غرفة عمليات مختصة بالتعامل مع انتشار الفيروس وتسجيل الإحصائيات اليومية وتقديمها الى الجهات والسلطات المعنية.

كما يقوم الفريق وبالتعاون مع المشافي والنقاط الطبية الاخرى على اخذ مسحات تصل الى ٨٥٠ مسحة في اليوم على جهاز ال PCR وهذا على مستوى شمال وشرق سوريا.

فيما حدد النسبة التقريبية للمصابين يومياً بـ ٦٥٪؜ من تلك المسحات، اي ايجابي النتيجة.

ويجري اكثر من الف مكالمة يومية صادرة وواردة من غرفة العمليات في سبيل ارسال فرق، وحالات اسعافية، واخذ مسحات والاستفسار عن حالات مشتبهة ومخالطة.

مسألة أممية

مراسل “أخبار الآن” الميداني سأل رئيس هيئة الصحة لمنطقة الجزيرة مصطفى كلش عن مصير سكان المنطقة وعن احتمال التوجه الى الاغلاق الكلي؟ فأجاب كلش: “لا يوجد حل وهذه مسألة اممية على عاتق منظمة الصحة العالمية.. ويحق للمنطقة نصيبها كباقي الدول من اللقاح”.

واضاف كلش: “ليس لدينا الامكانية لإنتاج اي لقاحات ولا سوريا، وانما تنتجها شركات معينة ممولة، وكما تخصص المنظمة نصيب بعض الدول يحق لنا ذلك ايضاً، وهذه المسالة تحديداً لا يجب تسييسها وهي مسالة انسانية وتهدد حياة الملايين”.

آراء الناس في الشارع

اما في الشارع فآراء الناس تتغير، حيث قال احدهم وهو  يبيع شراب عرق السوس قبل آذان المغرب، “الناس لم تعد تهتم لصحتها، فجل ما تفكر به هو اطعام الصغار والحصول على الكسب اليومي”.

واكمل “طلال موسى” الحديث وهو من سكان مدينة القامشلي: “إجراءات الاغلاق العام تزيد من معاناتنا الاقتصادية، حبذا لو كان جزئياً ويقتصر على التجمعات”.

واضاف “نلاحظ الآن تجمعات تحصل امام الافران الحكومية وغيرها، وهذا سببه الوضع الاقتصادي، ما سيؤدي ايضاً الى انتشار هذا الفيروس. فالشخص لن يكترث ان اصابه الفيروس ام لا، بل يهمه الحصول على خبز اليوم”.