مع فوز الرئيس الأمريكي المنتخب الديموقراطي جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية في مواجهة المرشح الجمهوري دونالد ترامب يثير محللون وخبراء تساؤلات حول مآلات التقارب بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية؛ حيث شهدت العلاقات في عهد ترامب تحسنا ملموساً.

وصول جو بايدن للحكم يشكل منعطفاً في العلاقات مع كوريا الشمالية

التخوفات لدى المحللين من أن يكون وصول جو بايدن إلى سدة الحكم في البيت الأبيض يمكن أن يشكل منعطفاً جديداً في العلاقة التي طالما كانت متوترة الأمر الذي قد يعيدها إلى سابق عهدها بعدما كان ترامب أعاد ما أسماه موقع “سوشن إلبو” الكوري الجنوبي بـ “الدفء في العلاقة بين البلدين”.

هذه التخوفات جاءت خلال الفترة الماضية التي سبقت سباق الرئاسة الأمريكية؛ وهو ما ظهر في المتابعة الدقيقة لوسائل الإعلام الكورية الشمالية لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية على الرغم من التلاسن الذي وقع أكثر من مرة بين ترامب ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ.

فوز جو بايدن ومآلات العلاقة مع كوريا الشمالية.. إلى أين؟

وقال المحلل السياسي د. زيد النوايسة لـ “أخبار الآن” إن “شهر العسل بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية قد انتهى فعلاً، حث سيعود جو بايدن إلى العلاقة التقليدية مع كوريا الشمالية وربما يمكن وصف فترة حكمه بفترة رئاسية ثالثة لباراك أوباما بسبب التقارب الفكري والسياسي الكبير بين الرجلين”.

وأضاف د. النوايسة: “كان لدى أوباما مقاربة مختلفة تماماً عن ترامب الذي وصف كيم بالصديق أكثر من مرة”، الأمر الذي يمكن القول معه إن بايدن سيتصرف بطريقة مغايرة لترامب”، معرباً عن توقعاته بأن يتشدد بايدن أكثر مع كوريا الشمالية التي تستمر في تطوير الصواريخ الباليستية”.

فوز جو بايدن ومآلات العلاقة مع كوريا الشمالية.. إلى أين؟

 

ولفت د. النوايسة إلى أن “الصحافة الكورية الشمالية تستبعد أي لقاء بين جو بايدن وكيم ووصفت الرئيس الأمريكي الجديد بألفاظ قاسية، رداً على وصفه للرئيس الكوري الشمالي بوصف سيء أيضاً”.

وكان ترامب التقى في وقت سابق كيم جونغ في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين، وعلى الرغم من أن ترامب كان يصف كيم بكونه “صديقه” إلا أن الوضع بقي في حالة جمود، لكن كوريا الشمالية كانت في حالة هياج كبيرة في عهد أوباما، كما كان وصف ترامب سابقاً.

بايدن لن يلتقي الرئيس الكوري الشمالي من دون توفر عدد من الشروط

وكان الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن أكد خلال حملته الانتخابية أنه “لن يلتقي الرئيس الكوري الشمالي من دون توفر عدد من الشروط“، واتهم بايدن منافسه ترامب بأنه “بالغ كثيراً في التقارب مع الزعيم الكوري الشمالي”.

وتابع بايدن: “ترامب تحدث كثيراً عن هذا الصديق الجيد إلا أن كيم جونغ وغد”، مضيفاً “وكأن ترامب يريد أن يقول أن لدينا علاقة جيدة مع دكتاتور قبل غزوه لأوروبا”.

يشار إلى أن كوريا الشمالية كانت أجرت عشرات التجارب الصاروخية منذ فشل القمة الثانية بين ترامب وكيم جونغ في فبراير من العام الماضي في هانوي، بيد أنه كان حريصاً على تجنّب إجراء تجربة لصاروخ عابر للقارات أو قنبلة نووية، وهو ما قد يشكل خطاً أحمر بالنسبة لواشنطن.