مهدي كريّم
أخبار الآن | لبنان – خاص (مهدي كريّم)
لم تجد الشابة اللبنانية ريتا رزق، البالغة 26 عاماً، في الاستهزاء أو السخرية التي تعرضت لهما سبباً قوياً للتخلي عن حلمها بأن تكون أوّل معالجة فيزيائية لفريق كرة قدم للشباب في لبنان، وعلى الأرجح في الوطن العربي، بحسب ما قالت لـ ”أخبار الآن“.
وفي السياق عينه، تُشير ريتا في مقابلة خاصة مع ”أخبار الآن“ أنها بدأت عملها منذ سنتين مع فريق نادي شباب الغازية الرياضي للشباب، وكان النادي في الدرجة الثانية في الدوري اللبناني لكرة القدم.
تمكنّت من مواكبة صعود الفريق للدرجة الأولى في السنة الماضية، ومازلت المعالجة الفيزيائية للفريق لغاية الآن.
كما أنها عملت مع فريق المجد الغازية في دوري “الكرة المصغرة“، ومنذ أسبوعين تم استدعائها لتكون ضمن الطاقم الطبي لمنتخب لبنان للـ “الكرة المصغرة“.
في احد المباريات غير الرسمية، كانت ريتا تجلس الى جانب صديقاتها لمشاهدة المباراة، وعند تعرّض أحد اللاعبين لاصابة، ما كان من حكم المباراة سوى الطلب منها الانتقال من المدرجات الى الملعب لمعالجته، وهكذا تمكنت ريتا من انقاذه في ظلّ غياب معالج في كلا الفريقين، وشعرت لأول مرّة بأهمية مهنتها.
إلا أن ذلك لم يحل دون مواجهتها للعديد من الصعوبات والعقبات التي يمكن أن تواجهها أي امرأة اختارت أن تدخل الى المهن التي لطالما كانت حكراً على الرجال، خصوصاً في المجتمعات التي ما تزال نظرتها الى عمل المرأة ترتبط بمجموعة من التقاليد والقيم الاجتماعية، وفقاً لما قالت.
من هنا، كانت تأتيها نصائح الأهل والأصدقاء بالابتعاد عن هذه المهنة، وهذا ما كانت ترفضه مراراً، بل على العكس من ذلك لطالما تمسكت بمهنتها لتثبت أنه بامكان المرأة القيام به.
أسباب ريتا التي دفعتها لتحمّل كل ذلك والتمسك بهذا المسار عديدة، ولكن يبقى الأساس فيها، هو حبها للدائرة المستديرة. كما أنها تطمح لأن تصبح معالجة منتخب لبنان لكرة القدم والانتقال للعمل مع فرق آسيوية، وربما عالمية.
تعتقد ريتا أن ما يمكن لامرأة أن تقدمه يفوق ما يقدمه الرجل، فالمرأة ستهتم بتفاصيل تغيب عن ذهن الرجل، وربما هذا ما دفع اللاعبين الى مناداتها بعبارة “ماما“، وفقاً لها.
حب ريتا للرياضة الأولى في العالم دفعها للتعاون مع مجموعة من صديقاتها وانشاء فريق كرة قدم للنساء في منطقتها في جنوب لبنان، وهذا ما أصبحت تعتبره “انجازاً لأنه يُشجع النساء على ممارسة هذه الرياضة “.
توجه ريتا رسالتها للنساء اللواتي يحبن الرياضة، فتقول لهن “لا تخجلن بهذا الحب، فالرياضة وكرة القدم ليست حكراً على الشباب فقط، بل هي للنساء كذلك“.
للمزيد:
