أخبار الآن | لبنان – بيروت – (تريسي ابي انطون)

في لبنان .. قبل أشهر قليلة لم يكن محمد شومان قادرا على المشي لوحده بسبب مرض الشلل الدماغي، لكن مع العلاج المائي، واستخدام أساليب السباحة العادية مع بعض التعديلات، حقق نجاحا في التواصل والسلوك وفي قدرته الفيزيائية

هنا في نادي السباحة تمكّن محمد شومان، ابن الثالثة عشر ربيعا، من الاتكال على نفسه واكتساب بعض السلوكيات. هنا، بالتدريب المتخصص، بات قادرا على المشي لوحده، على لبس وخلع ملابسه بنفسه، متحدياً الشلل الدماغي، كما أصبح قادراً على تهذيب تصرفاته ونبرة صوته لأنه يعاني أيضاً من الحركة المفرطة ADHP

قال جبريل برهم مدرب سباحة لذوي الاحتياجات الخاصة
عندما وصل محمد إلى النادي كان صراخه عاليا وهذا ليس أمراً سلبيا إنما طريقته في التواصل مع الناس. لذلك كان لابد من العمل على أسلوب التواصل وأيضا على مسألة النظر في العينين (eye contact). وبعد عام من التدريب وصلنا الى مرحلة حيث بات قادرا على فتح حوار مع الناس وادارة هذا الحوار. كما اصبح قادرا على ارتداء ملابسه لوحده. ففي تمرين السباحة وظيفته أن يعتمد على نفسه ووظيفتي أن أعلمه كيف يقوم بذلك ولا يكون عالة على أحد

خمسة وعشرون طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة يتم تدريبهم هنا، جنبا إلى جنب مع أطفال سويين، يندمجون، يطوّرون مهارات حركية، ويكتسبون ثقة بأنفسهم، فيحققون نجاحاً كما فعل محمد
و يتابع جبريل برهم مدرب سباحة لذوي الاحتياجات الخاصة
إن العلاج المائي يستخدم أساليب السباحة العادية التي تقدّم لأي شخص سواء كان سويا أو من ذوي الاحتياجات الخاصة ولكن ندخل عليها تعديلات لتناسب الحالة التي نواجهها. فيمارس السباحة كأي شخص عادي مع التركيز على تعديل السلوك وتحسين التواصل والعلاج الفيزيائي
أصبح لمحمد هدف يسعى إليه، فحقق العام الماضي ميدالية ذهبية في بطولة هيليوبولس الدولية في مصر عن فئة المصابين بالشلل الدماغي، وها هو يتحسّن في ممارسة شتى أنواع الرياضة، لما اكتسبه من قدرات حركية في السباحة المتخصصة
بينما قالت سمر شاتيلا والدة محمد ومدرّبة رياضية في مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة
لقد تغيّر محمد في مختلف المجالات النفسية والاجتماعية والفيزيائية، وأيضا من حيث التواصل والسلوك. بدأ يحب الخروج الى المجتمع ويحقق تواصلا أكبر مع محيطه. لقد اكتسب ثقة بنفسه لاسيما بعد البطولة في مصر. ارتاح نفسيا وبات لديه هدف، وشعر بأن هناك ما يفعله ويظهره للكل، وكأنه يقول أنا موجود ولدي قدرات
إن عائلة محمد المكوّنة من أربعة أفراد تعتبر أن ما أنجزه بعام واحد من علاج مائي كان كفيلا بتغيير حياتهم

 

اقرأ أيضا:
عاصفة ثلجية تقتل 10 لاجئين سوريين على حدود لبنان

شابان سوريان يلجآن لمواقع التواصل لإظهار موهبتهما في الغناء