أخبار الآن | اليمن – عدن – فيصل الذبحاني

شابٌ جامعي يمني يجوب ساحل عدن كل يوم، ليبيع ألعابا للأطفال من خلال عربة صنعتها يداه.

الشاب صلاح لجأ إلى ذلك بعد أن ضاقت به السبل في مدينة تعز اليمنية التي تعاني تحت وطأة الإنقلابين الحوثيين وانتهاكاتهم.

ونزح إلى الجنوب نحو مدينة عدن الساحلية، ليكافح جاهدا في الحصول على لقمة العيش، ويحول قصته من قصة معاناة إلى قصة أمل وكفاح.

قبل عام تقريباً كنت هنا وكنت أجلس بنفس هذا المكان في ساحل أبين، أشاهد هذا البحر والناس العابرين من أمامي.

كل تفاصيل المكان بقيت كما هي دون تغيير باستثناء تفصيلين إثنين، هذه الكراسي الأسمنتية والتي لم يكتمل بنائها وصلاح.

صلاح الشاب الذي عرفته قبل عام يدفع عربة أمامه ويبيع عليها ألعاب الأطفال، وكانت في حينها تبدو عليه ملامح النزوح.

لم يقبل صلاح فكرة الإنكسار أو الهزيمة ولا حتى التسليم بمرارة الواقع الذي هو فيه جراء نزوحه، فقرر الخروج من دائرة التمني إلى مربع الفعل، فعمل بكل جد واجتهاد واضعا نصب عينيه طموحه ليساعده على التحليق بعيداً، فطًور من مشروعه من عربة إلى توك توك، أعاد تصميمه بنفسه ليتحول كما يقول إلى "مول صديق الزائر".

وبكل فخر واعتزاز يرفض صلاح بيع عربته القديمة متباهيا بها، فهي بدايته الأولى وهي من أكسبته محبة الناس.

لا يتمكن الفشل إلا من الإنسان الضعيف وصلاح يرفض أن يكون ذلك الإنسان.

تحويل النزوح من معاناة إلى أمل يحتاج إلى إصرار وعزيمة وثقة كبيرة بالنفس وهذا ما فعله صلاح قهر النزوح وانتصر لنفسه.
 

 

اقرا ايضا

قوات الشرعية اليمنية تحرر منطقة الكريفات شرق تعز