بعد مخاوف واسعة النطاق من جانب المشرّعين والناشطين لناحية أنّ أوروبا ستضع السجادة الحمراء للرجل المسؤول عن إقليم شينجيانغ، المنطقة التي ترقى فيها الإجراءات المتطرّفة ضد مجتمع الإيغور المسلم، إلى ما تصفه الأمم المتحدة بأنّه جرائم محتملة ضدّ الإنسانية، ألغى حاكم إقليم شينجيانغ إركين تونياز (Erkin Tuniyaz) رحلته المثيرة للجدل إلى كلّ من باريس وبروكسل ولاحقاً أُعلن عن أنّه تم إلغاء الزيارة أيضاً إلى لندن حيث كان هناك غضب كبير من قبل المعارضين للصين والمؤيدين لقضية الإيغور.

وقد تمّ إرسال أخبار إلغاء الرحلة إلى الأشخاص الذين تمّت دعوتهم للمشاركة في حفلات الاستقبال التي خطط لها ديبلوماسيون صينيون في فرنسا وبلجيكا، وجاء في خبر إلغاء الزيارة التالي: “نظراً لأسباب تتعلق بالجدولة، تمّ تأجيل الحدث”، وذلك وفقاً لرسالة بريد إلكتروني تمّ إرسالها إلى ضيوف الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أشارت إلى “جدول أعمال محلي مهم”. وكان من المفترض أن يبدأ تونياز جولته يوم الاثنين من لندن، لكن مصير تلك الزيارة ليس واضحاً أيضاً.

بعد جدل عارم.. حاكم شينجيانغ يلغي زيارته إلى أوروبا ونائب بلجيكي يدعو لاعتقاله

ألغى حاكم إقليم شينجيانغ إركين تونياز رحلته المثيرة للجدل إلى كلّ من باريس وبروكسل

حاكم شينجيانغ متورّط بشكل رسمي بالجرائم ضدّ الإيغور

الغضب في بريطانيا من قبل النواب المعارضين للزيارة والداعمين لقضية الإيغور ،كان مشابهاً للمشهد في بلجيكا، وذلك ما عبّر عنه النائب في البرلمان البلجيكي سامويل كوجولاتي (Samuel Cogolati) في حديثه لـ”أخبار الآن“، فقال إنّ “زيارة حاكم شينجيانغ واضح هي نوع من الحملات الدعائية. نحن نعلم أنّه في الماضي نفى حاكم شينجيانغ حدوث أيّ جرائم ضدّ الإنسانية بحقّ الإيغور والأقليات المسلمة في الصين، وهدف زيارته إلى بلدان في أوروبا كالمملكة المتحدة أو بلجيكا أو حتى سويسرا، هو من أجل إيصال رسالة رسمية من جمهورية الصين الشعبية، وهي نفي حدوث أيّ جرائم بحقّ الإيغور، وذلك بالطبع غير صحيح، وهو يتعارض مع التقارير الرسمية التي نشرتها الأمم المتحدة”.

 

وتابع: “حاكم شينجيانغ متورّط بشكل رسمي ومباشر في الجرائم التي ارتُكبت ضدّ الإنسانية، ولا يوجد أدنى شك بذلك، فهو متورّط رسمياً في عمليات الاعتقال والتعذيب والاعتقال التعسفي لأكثر من مليون إيغوري بريء، من الرجال والنساء والأولاد، لذلك أنا وبصفتي نائب في البرلمان البلجيكي، أطالب بمحاكمة عامة لهذا المسؤول في نظام بكين”.

بعد جدل عارم.. حاكم شينجيانغ يلغي زيارته إلى أوروبا ونائب بلجيكي يدعو لاعتقاله

 

النائب البلجيكي يدعو لاعتقال حاكم شينجيانغ

وأردف قائلاً: “تمّت معاقبتي شخصياً من قبل الصين العام 2021، فقد قدت ائتلافاً كبيراً في البرلمان وتوصّلنا إلى مشروع قرار قدمته إلى البرلمان، تضمّن معلومات عن جرائم ضدّ الإنسانية واحتمال حدوث عمليات إبادة جماعية ضدّ الإيغور… بالنسبة لي لا يمكنك أن تكتشف حدوث جرائم ضدّ الإنسانية واحتمال حدوث عمليات إبادة جماعية من جهة، وأن ترحب بمَن خطط لتلك العمليات وبالحاكم الرسمي لشينجيانغ، تلك المنطقة التي تحدث فيها تلك الجرائم حالياً”، وذلك في انتقاد صريح للمسؤولين الأوروبيين الذين كانوا يخططون لاستقبال حاكم شينجيانغ.

 

وشدّد النائب البلجيكي على أنّه “في حال أراد حاكم شينجيانغ زيارة بروكسل في المستقبل، سأدّعي عليه وأطالب باعتقاله في بلجيكا في بروكسل”. وهنا أورد حادثة حصلت في السابق: “أذكر أن الجنرال  التشيلي بينوشيه قد اعتُقل في لندن العام 1998، بالطبع هو يتمتع بالحصانة لكن الادعاءات ضدّه بسبب عمليات التعذيب التي قام بها، كانت أكثر أهمية بالنسبة لمجلس النواب في ذلك الوقت في انكلترا، في المملكة المتحدة”.

كوجولاتي: لا يمكن القبول بالحملات الدعائية الصينية

وختم كوجولاتي قائلاً: “لا يمكننا أن نكون غير فعّالين، تلك مسؤوليتنا الأخلاقية والقانونية، وعلينا أن نتحرك ضدّ تلك الزيارة واي زيارة مماثلة، لا يمكننا القبول بالحملات الدعائية الصينية، يجب أن نقول بصوتٍ عالٍ وبوضوح إنّ الأقلية المسلمة الإيغورية تتعرض حالياً لعمليات تعذيب مروّعة وللاعتقال التعسفي، يوجد حالياً الملايين في المعتقلات، وما أريد قوله كعضو في البرلمان، كممثل منتخب ديمقراطياً لبلجيكا، هو أنّنا نريد لعمليات الإبادة تلك أن تتوقف، ونريد إغلاق المعتقلات وتحرير كلّ الإيغور الأبرياء الذين يتعرضون الآن لمذابح جماعية في الصين”.

من جهته، الناشط الإيغوري عبد الوالي أيوب (Abduweli Ayup) علّق على المعلومات حول الزيارة، فقال إنّه يشعر “بالغضب وخيبة الأمل، إذ لا ينبغي لتونياز أن يكون في ذلك الموقع، لا ينبغي حتى ذكر اسمه، هو مجرم ولا ينبغي ذكر اسمه كحاكم شينجيانغ، بل منفذ لتلك الإبادة الجماعية… إنّه مجرّد دمية بيد الرئيس الصيني لتنفيذ ما يطلب منه”.

بعد جدل عارم.. حاكم شينجيانغ يلغي زيارته إلى أوروبا ونائب بلجيكي يدعو لاعتقاله

 

وتابع: “اسمه إيريك يعني الحرية لكنه هو نفسه ليس حراً، وقد وضع الملايين في معسكرات الاعتقال وحرمهم من حريتهم. النقطة الثانية أنّه في فترة حكمه نعلم أنّه على الأقل حسب تلك الوثيقة 730 ألف شخص تمّ اعتقاله، كيف يمكن للمملكة المتحدة أن تدعوه كضيف؟ يجب أن يتم القبض عليه وإرساله إلى محكمة الجنايات الدولية”.

في غضون ذلك، من المتوقع أن يستأنف الاتحاد الأوروبي حوار حقوق الإنسان مع الصين في وقت لاحق من الشهر الجاري، وهي المرة الأولى منذ أن فرضت بكين عقوبات على الديبلوماسيين والمشرعين والعلماء الأوروبيين العام 2020 ، وفقاً لمسؤول في السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي.

شاهدوا أيضاً: “عائلة إيغورية تختفي بأكملها.. هذا ما حلّ بها