• محلل في العلاقات الدولية: باكستان مولت المتمردين من أموال محاربة الإرهاب
  • وحدتيار: الصين تجد في أفغانستان الآن فرصة للمشاريع الاقتصادية
  • وحدتيار: روسيا كانت تدعم طالبان للتخلص من الوجود الأمريكي

بعد سيطرة طالبان على معظم مناطق أفغانستان، بدأت بعض الدول تظهر نواياها اتجاه البلاد لاسيما مع خروج القوات الأجنبية منها.

روسيا وباكستان والصين، دول لها مصالح ومخاوف مختلفة في أفغانستان.

فيما يتعلق بباكستان، قال الأفغاني هاشم وحدتيار، محلل علاقات دولية في مقابلة مع أخبار الآن، إن “القيادة الباكستانية لطالما تحدثت عن تدخلها في الشؤون الأفغانية. لقد قامت باكستان بتدريب القاعدة وقامت بتدريب طالبان، ومن ثم قامت بتدريب عدد من الجماعات الأخرى لمواصلة الحرب في أفغانستان. تلك الحروب تسببت بنزوح ملايين الأفغان، وقتل مئات الآلاف منهم والتسبب بملايين الجرحى، إضافة إلى التسبب بالانهيار الاقتصادي للبلاد”.

وأضاف وحدتيار “لذلك لا أحد في العالم يريد من جاره التدخل في شؤونه الداخلية ومواصلة الحرب، ليس فقط لمدة عام أو عامين، ولكن لمدة 40 عامًا. فلماذا يجب علينا الترحيب بوزير غير مدعو لدولة لم تتوقف عن التدخل في الشؤون الأفغانية؟ لقد استلم الباكستانيون 3 مليارات دولار من الولايات المتحدة تحت غطاء محاربة الإرهاب، لكنهم أعطوا هذه الأموال للمتمردين لمحاربة الولايات المتحدة”.

وحدتيار: الصين متخوفة من طالبان والجماعات المتشددة في أفغانستان

وبخصوص الصين، قال وحدتيار إنها في “مأزق فيما يتعلق بالشؤون الأفغانية. يجب أن نعلم أنه بحسب سياستها الخارجية، فإن الصين دائماً ما تنظر لدعم أي دولة من منظور تجاري واقتصادي ومادي فقط. تعتقد الصين أنه في ظل وجود القوات الأمريكية وقوات الناتو في أفغانستان، سيكون من الصعب عليها التدخل في أفغانستان، سواء كان تدخل اقتصادي أو أي من أي جانب آخر”.

وأردف قائلا : “الآن ومع انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، تعتقد الصين أنها ستكون فرصة جيدة للتدخل في أفغانستان وتوسيع ممرها الاقتصادي من باكستان إلى أفغانستان، بما في ذلك استخراج المعادن والثروات، وغيرها من المشاريع الاقتصادية التي تريد تنفيذها في أفغانستان من أجل كسب المال منه. لذا فإن الصين ترى في هذا التغيير الحاصل في أفغانستان فرصة”.

كما تحدث المحلل في العلاقات الدولية عن مخاوف لدى بكين مما يحصل في أفغانستان تتمثل بحركة تركستان الشرقية الإسلامية، حيث “تشعر الصين بالتهديد من هذه الجماعة بشدة، لأن تلك الجماعة قتلت 8 مهندسين صينيين في منطقة في باكستان على الحدود مع أفغانستان، بالإضافة لتعرض السفير الصيني في باكستان للهجوم لكنه لم يقتل. بالإضافة لذلك، فإن بكين تشعر بالتهديد بسبب أيديولوجية طالبان، فإذا ما أرادت طالبان تقوية علاقتها مع مسلمي الإيغور في الصين، فسوف تكون تلك مشكلة كبيرة بالنسبة للصين. وهناك مجموعة من الجماعات الإرهابية الأخرى في أفغانستان، مثل القاعدة وجيش المسلمين، وتعتقد الصين أنه إذا اجتمعوا جميعًا ثم دعموا مسلمي الإيغور في الصين، فستكون هذه مشكلة كبيرة جداً بالنسبة للصين. تعتقد الصين أيضًا أنه إذا دعمت بعض أجهزة الاستخبارات هذه المجموعات أيضًا، فسوف تكون الصين في مأزق كبير. لذلك، فإن الصين في معضلة كبيرة، ولا تدري ماذا يجب أن تفعل بالنسبة للشؤون الأفغانية”.

وحدتيار: روسيا متأثرة بشدة من الأفيون الذي يأتي من أفغانستان

“روسيا كانت تدعم طالبان، لكن ليس لأنها تحب طالبان، بل لأن روسيا لا تريد القاعدة الأمريكية في أفغانستان”، يقول وحدتيار.

وأشار إلى أن “روسيا أرادت إخراج الأمريكيين وحلفائهم من أفغانستان، وهذا هو السبب الأول. أما بالنسبة للسبب الثاني، فهو أن روسيا متأثرة بشدة بتجارة الأفيون الأفغاني، حيث أنه يموت 30 ألف روسي سنوياً بسبب الأفيون الأفغاني. لذلك تعتقد روسيا أن طالبان ستكون قادرة على القضاء على تجارة الأفيون في أفغانستان، لأنه عندما استولت طالبان على السلطة في التسعينيات، بحلول عام 2000 قامت طالبان بالقضاء على زراعة الأفيون في أفغانستان بشكل كامل تقريباً. أما السبب الثالث وراء التدخل الروسي في الشؤون الأفغانية هو شعور روسيا بالتهديد من داعش، حيث تشعر روسيا أنه إذا انتشر تنظيم داعش في آسيا الوسطى واقترب من حدود روسيا، فهذا أمر غير مقبول بالنسبة لروسيا ولا يمكن لها أن تتحمل عواقبه. لذا فإن روسيا تريد محاربة داعش، لكن ليس في موسكو، بل في أفغانستان، ومن خلال طالبان. لهذه الأسباب تريد روسيا التدخل في أفغانستان”.

وختم قائلا: “لكن إذا لم تتساعد الصين وروسيا في استقرار الأوضاع في أفغانستان، فلن تكون المشكلة في أفغانستان فحسب، لكنها ستمتد بالتأكيد لبكين وموسكو أيضًا”.