أخبار الآن | نواذيبو – موريتانيا (حصري – عبيد أعبيد)

يلعب رجال أعمال حزب الله في دول غرب إفريقيا دورا محوريا في عملية تمويل الجهاز العسكري للحزب، لا سيما أمام العقوبات الدولية المفروضة على الحزب وقياداته.

إسماعيل الشيخ سِيدِيَا، خبير في الشأن الأفريقي، يشرح لـ“أخبار الآن”، كيف يجني حزب الله عبر رجال أعماله في الغرب الإفريقي، المال لتمويل جهازه العسكري أمام العقوبات الدولية.

وقال الخبير: “ان حزب الله يعتمد بشكل كبير على كبار رجال الأعمال التابعين له في دول الغرب الإفريقي، لا سيما الذين يعملون بصفقات كبيرة مع حكومات إفريقية”.

وعن طبيعة الأنشطة الاقتصادية لرجال أعمال حزب الله في دول الغرب الإفريقي، أفاد إسماعيل الشيخ سيديا، ان أغلبهم يعمل في مجال الصناعات التكريرية، فيما آخرون في دول مثل سيراليون وليبيريا، ينشطون في مجال تجارة الألماس والذهب بشكل قوي.

خمس ثروات التجار لحزب الله!

وعن قيمة الأموال التي يستقطبها حزب الله من تجاره في الغرب الإفريقي، أوضح الخبير، ان ذلك يقدر بـخمس عائدات كل من تجاره في المنطقة الإفريقية.

وفي تفصيل ذلك، أشار الخبير الإفريقي، بان حزب الله يجني خمس ثروات تجاره في الغرب الإفريقي، سواء من الكبار منهم أو الصغار، وذلك عن طريق تبييض (غسيل) الأموال، بسبب صعوبات تحويل الأموال، خاصة من عواصم الدول الكبرى للغرب الإفريقي.

الدول الأكثر استهدافا

ويبقى التساؤل أيضا، حول الدول الأكثر استهدافا بمخططات رجال أعمال حزب الله في الغرب الإفريقي؟

هنا يقول إسماعيل الشيخ سيديا، ان الدول الأكثر استهدافا في الغرب الإفريقي بأنشطة رجال أعمال حزب الله، هي بالأساس 4 دول تتمثل في “كوت ديفوار” (ساحل العاج) باعتبارها الأولى في انتاج الكاكاو في أفريقيا، إلى جانب عاصمة السنغال، دكار، باعتبارها حاضنة لأكبر ميناء في الواجهة الأطلسية للغرب الإفريقي.

هذا بالإضافة، بحسب الخبير، إلى كل من سيراليون وسيبيريا، باعتبارهما أكبر مصدر للألماس.

وقال إن هذه الدول، ينضاف إليها، كل من غانا، والغينيتين (بيساو وكوناكري)، علاوة على الغابون وغانا وغينيا الاستوائية، أغنى دول الغرب الإفريقي بعد نيجيريا.

طريق المال إلى حزب الله

وبخصوص تحويل رؤوس الأموال الضخمة من رجال أعمال الحزب في دول غرب إفريقيا، أفاد المتحدث ان الطريقة المعتمدة، هي المسماة بـ”الأمانات التقليدية”، وهي طريقة قال إنها “تقليدية شعبية”، تعتمد على رجل غني في البلد المستقبل للأموال (لبنان) ورجل غني في بلد المهجر (البلدان الإفريقية).

وعن سبب اختيار هذه الطريقة دون الطرق القانونية العتمدة، أشار إلى ان فائدتها تكمن في انها “أسرع ولا تترك أثرا، وقليلة الأضرار والضرائب”.

أضرار على الاقتصادات الإفريقية المحلية

لكن ماذا عن الأضرار التي يخلفها تجار حزب الله على الدول الإفريقية المستهدفة، وما سبب سكوت الحكومات المحلية عن ذلك؟

يجيب الخبير في الشأن الإفريقي، ان الضرر يكمن في ان رجال أعمال حزب الله، يتسببون في هبوط قيمة العملات المحلية للبلدان الإفريقية، من خلال اعتمادهم على طريقة تحويل الأموال الضخمة إلى لبنان، بشكل غير قانوني عبر “الأسواق السوداء” لتحويل العملات والأموال.

وسكوت الحكومات والسلطات المحلية عن ذلك، سببه أن هؤلاء التجار، لهم في المقابل، دور مهم في تنشيط الحركة الاقتصادية في الموانئ والاستثمار في البلد، ولو ان أثره الكبير غير موجود.

هذا، وتبقى أنشطة رجال أعمال حزب الله في دول الغرب الإفريقي، الأكثر تعقيدا وخطورة، ليس فقط في عملية تمويل الحزب أمام العقوبات، بل أيضا في إلحاق الضرر باقتصاد وشعوب الدول الافريقية الأكثر استهدافا بمخططات حزب الله.

مصدر الصورة : رويترز. 

للمزيد: خبايا حزب الله في فنزويلا.. زعيمة المعارضة الفنزويلية تكشف لـ”أخبار الآن” المستور