أخبار الآن | كاراكاس – فنزويلا (حصري) 

نشاط أخطر المنظمات الإرهابية في العالم مثل حزب الله في فنزويلا وأمريكا اللاتينية، لم يعد سرا خفيا يجهله العالم اليوم، عقب ما كشفته المعارضة الفنزويلية من جرائم منظمة يقوم بها حزب الله اللبناني في بلدهم. 

وانتقدت المعارضة الفنزويلية نظام نيكولاس مادورو بتوفير غطاء سياسي ودعم أمني لعناصر حزب الله في فنزويلا، وهو الأمر الذي يستفيد منه حزب الله في غسيل الأموال وتهريب الذهب لتمويل جهازه المسلح، أمام العقوبات الدولية المفروضة. 

وحسب معلومات صحف دولية، تتمثل أنشطة حزب الله في بلادهم في غسيل الأموال واستغلال غير قانوني لمنجم ذهب جنوبي فنزويلا، وذلك بموجب عقد احتكار منحه مادورو لرجال أعمال حزب الله، بدون أي مناقصة قانونية. 

وإزاء ذلك، باتت الأراضي الفنزويلية مسرحا كبيرا يمكن حزب الله ورجال أعماله من تمويل جهازه العسكري، عبر جرائم غسيل الأموال وتجارة المخدرات وتهريب الذهب في الأسواق السوداء. 

ماريا كورينا ماتشادو، أبرز وجوه المعارضة الفنزويلية، والمرشحة السابقة لرئاسة الجمهورية وزعيمة حركة “فنزويلا تتقدم” المعارضة، تتحدث لـ“أخبار الآن”، عن العالم السفلي لنشاط حزب الله في بلادها، في إقامة معسكر تدريب خاص به على الأراضي الفنزويلية. 

مراكز حزب الله السرية للتدريب 

وقالت كورينا ماتشادو، في معرض حديثها لـأخبار الآن، ان هناك الكثير من المعلومات حول نشاط أفراد حزب الله في بعض المناطق في فنزويلا، وجزيرة مارغريتا، على وجه التحديد. 

وأضافت قائلة :”منذ وقت طويل في الجزء الشرقي من فنزويلا،  كانت الجالية المهاجرة والقادمة من الشرق الأوسط في نمو مستمر، وبالتأكيد فإن معظمهم يعملون في أنشطة قانونية تماماً.  

واستدركت بالقول :”لكن الأمر يرجع إلى قدرة أفراد حزب الله هؤلاء في التسلل والتخفي في داخل هذه المجتمعات، ولذلك فقد قام الإعلام الفنزويلي، بالإبلاغ عن مركز للتدريب (العسكري)، في مارغريتا تابع لحزب الله”. 

 وأِضافت انه، تم الإبلاغ أيضاً عن بعض النشاطات المهمة لحزب الله في مدينة سيوداد بوليفار، وهي مدينة تقع أيضاً في الجزء الشرقي من فنزويلا. 

 وبالإضافة إلى هذه المناطق، أشارت الزعيمة السياسية الفنزويلية، إلى مدينة بونتو فيخو، التي ينشط فيها حزب الله، وتقع في الجزء الآخر من فنزويلا، وبالتحديد على الساحل الغربي. 

أنشطة حزب الله في الحدود الثلاثية بأمريكا اللاتينية 

وتعرف الحدود الثلاثية في أمريكا اللاتينية بين الأرجنتين والبرازيل والبارغواي، بؤرة تجارة المخدرات والأسلحة  لأخطر المنظمات الإجرامية والإرهابية في أمريكا اللاتينية، وتقول كورينا ماتشادو، إن “حزب الله من بينها”.

وأضافت قائلة :”أنا أعتقد بأن شبكة حزب الله بدأت تتعزز في جميع أنحاء المنطقة، لطالما كانت منطقة الحدود الثلاثية معروفة بكونها واحدة من أكبر مناطق النشاط الإجرامي، ويُعتقد بأن هذه حجم التجارة في المنطقة يتعدى 18 مليار دولار سنوياً، لذلك فإن حجم التجارة في هذه المنطقة هو ضخم للغاية، وحزب الله يأخذ نسبة لا بأس بها من التجارة التي يتم تدوالها في هذه المنطقة. 

وعن عائدات التواجد في المنطقة اللاتينية على حزب الله، أفادت انه “بالتأكيد، فقد وجد حزب الله لأول مرة في أميركا اللاتينية دولةً تقوم بتقديم خدمات لوجيستية وعملية له”. 

واسترسلت بالقول :”من الممكن أن يجدوا في الدول الأخرى بعض الموارد أو الخدمات، ولكن في حالة النظام الفنزويلي الإرهابي، فإن هذه الخدمات يتم تقديمها من قبل الدولة.. أنا أتحدث عن خدمات الهجرة والخدمات المتعلقة بالأوراق الثبوتية، حيث أنه أكثر من 12,000 عضواً من حزب الله تم إعطاؤهم بعض الأوراق الثبوتية، مثل جوازات السفر والهويات، بالإضافة إلى الحسابات البنكية، و كل ذلك بطريقة غير قانونية من قبل النظام الفنزويلي”. 

تجارة مخدرات وغسيل أموال بغطاء سياسي وأمني لمادورو

مؤسسة “أوزي” الإعلامية الأمريكية، كشفت في تقرير لها، مارس الماضي، عن حضور  “ديوسدادو كابيلو”، أحد أقوى الرجال في حكومة نيكولاس مادورو الفنزويلية، لتقديم التعازي إلى السفارة الإيرانية، في قتل قاسم سليماني في بغداد، وكان برفقة طارق العيسمي وطارق وليم صعب – أبرز رجالات مادورو العرب – لكن يبقى السؤال الأكبر هنا، كيف يوفر نظام مادورو، الحماية السياسية والأمنية لحزب الله على أراضيه؟ وما المقابل الذي سيجنيه من أنشطة حزب الله في مجال تجارة المخدرات وغسيل الأموال والتهريب؟ 

هنا تقول كورينا ماتشادو، لـ”أخبار الآن” :”لقد أصبح من المعروف أن علاقة النظام التشافيزي والنظام التابع للرئيس مادورو مع حزب الله هي علاقة متبادلة المنافع”. 

وأضافت انه “بجانب الخدمات التي يحصل عليها حزب الله من الحكومة الفنزويلية، كما ذكرت سابقاً، فإن حزب الله حصل على ملاذا آمنا لنشاطه في تجارة المخدرات، بالإضافة إلى غسيل الأموال”.

جهاز عسكري لتجارة المخدرات بالتعاون مع حزب الله 

 ومضت قائلة :”كما قلت، فإنه ملاذ آمن يمكنهم العمل بداخله بحرية و يتم حمايته من قبل النظام الفنزويلي، ومن الناحية الأخرى، وبالنسبة إلى ما يحصل عليه الرئيس مادورو، فإن -كارتل دي لوس سولس- أو ما يدعى بـ”كارتل الشمس” وهي عبارة عن منظمة لتجارة و تهريب المخدرات تابعة لكبار أعضاء القوات المسلحة والنظام الفنزويلي، وتعتبر هذه المنظمة هي الأكبر في المنطقة”.

 وكشفت الزعيمة السياسية الفنزويلية، ان هذه المنظمة، تحصل على الكثير من الدعم من قبل حزب الله من أجل أن تستفيد هذه المنظمة من علاقات وإرتباطات حزب الله في أفريقيا و الشرق الأوسط.. و لذلك، فإن العلاقة ما بين الطرفين هي متبادلة المنافع لكل من حزب الله والنظام الفنزويلي”. 

وهكذا، أصبحت أمريكا اللاتينية، ضمن المناطق الجديدة التي بات لحزب الله موطئ قدم فيها، إلى جانب أخطر المنظمات الإجرامية اللاتينية، في التدريب المسلح وتجارة المخدرات وغسيل الأموال وتهريب الذهب.

للمزيد : غسيل أموال وتُجار مخدرات.. كيف يجني حزب الله المال أمام العقوبات؟

مصدر الصورة : رويترز.