أخبار الآن | الموصل – العراق (وسام يوسف)

منذ إحتلال داعش الموصل مطلع حزيران عام 2014 الماضي وسيطرته على جميع مفاصل الحياة فيها , كانت النساء من بين أكثر مكونات المجتمع الموصلي تضرراً من إجراءاته القمعية و الوحشية , من بين هؤلاء النساء أم سماح التي أعدم داعش زوجها تساعد عائلة مكونة من إبنتها سماح و أربعة اطفال أحدهم من ذوي الإحتياجات الخاصة.

أم سماح "داعش يمارس إجراءاته القمعية حتى على الأرامل واليتامى وتوعد المخالفات بالقتل , كنت أعمل لإعانة عائلتي الى أن هددني الدواعش فبقيت في البيت أنا و أطفالي تحت قسوة الجوع والبرد"

أم سماح التي إلتقيناها في مخيم الخازر شرقي الموصل الذي لاذت بنفسها وعائلتها إليه من بطش داعش روت "لأخبار الآن" كيف كانت وحيدة لا تملك أية حقوق حسب رؤية التنظيم للنساء بدولته المزعومة , فكانت من بين مئات النساء اللواتي تضررن من ظلم داعش وإستغلاله معربةً عن أملها في العودة الى الموصل قريباً وإعانة عائلتها.

أم سماح "نحن نعرف ديننا جيدا , لكن داعش حاول فرض ثقافة دينية وهمية بعيدة عن الإسلام , الدواعش كانوا يعذبون حتى الإمرأة العجوز ويعتدون عليها بالضرب لأن عيونها أو كفوفها ظاهرة".

و كغيرها من نساء الموصل , عانت أم سماح من إستغلال داعش للنساء وإستخدامهن ضمن كتيبة نسائه اللواتي كن يحرضن على الموصليت فهن يتجولن في الأسواق والأماكن العامة بحثاً عن أي إمرأة تخالف إجراءات التنظيم لفرض عقوباتهن الوحشية على المخالفات و تضييق الخناق عليهن.

أم سماح "السواد كان يغطي متنزهات الموصل والخوف يسود أجواءها بسبب ممارسات التعذيب والقمع التي يمارسها مسلحو "الحسبة" التابعون لداعش فهم يعتدون على الطفل والبنت وكبير السن".

تأثير ممارسات داعش الممنهجة مع أم سماح وغيرها من نساء الموصل ترك فيها ألماً لم تستطع مقاومته فكانت طوال حديثنا إليها تجهش بالبكاء كلما تتذكر تلك الأيام العصيبة التي مرت عليها وعلى عائلتها على يد داعش الذي فرض تصرفات غريبة على مجتمع الموصل تختلف تماما عن أصالة هذه المدينة وعراقتها.

 

اقرأ أيضا:
تقرير: داعش صنع أسلحة بمعايير تضاهي الجيوش

فاطمة تروي أيام داعش الأخيرة في سرت