أخبار الان | الحدود السورية التركية – (عمر حاج قدور)

 

 

جاء في تصريح لمنظمة “أنقذوا الأطفال” الإغاثية البريطانية الأسبوع الفائت "إن ما يقارب من ثلاثة ملايين طفل سوري لا يذهبون إلى المدارس، لتحتل سوريا بذلك ثاني أعلى معدل في العالم من حيث عدم التحاق الأطفال بالمدارس".

وأشارت المنظمة في تقريرها أن الصراع الدائر في سوريا منذ ثلاث سنوات ونصف السنة منع 2.8 مليون طفل من الحصول على التعليم، ودمر أو ألحق أضرارا بأكثر من 3400 مدرسة.

ولفت التقرير إلى أن القيد بالمدارس انخفض إلى النصف من نحو 100% منذ بدء الأزمة، وأن سوريا الآن بها ثاني أسوأ معدل للانتظام بالمدارس على مستوى العالم.

وسط هذا الواقع الأليم الذي يعيشه السوريون في الداخل و في مخيمات النزوح المختلفة، تأتي حكاية "مدرسة في العراء" التي لجأ اليها النازحون هنا على الحدود السورية التركية بمجهود شخصي ليعلموا ابنائهم.

مدرسة تحت أشجار الزيتون

في مبادرة إنسانية قام بها بعض المدرسين في مخيم " لأجلكم " و بإمكانياتهم البسيطة. تمكنوا من خلال تواصلهم مع الأهالي في المخيم من تحديد مواعيد للدروس و بداية فصل دراسي جديد. لينشؤا مدرسة منظمة بصفوف متعددة ولكن ينقصها سقف فوق الرؤوس.

في حديث لمراسل أخبار الآن مع مدير مشروع مدرسة مخيم لأجلكم، قال: "منذ ثمانية أشهر إفتتحنا مدرسة تطوعية، ومع ازدياد عدد الطلاب، الذي وصل لـ 450 طالب. اضطررنا لتوسعتها وعمل صفوف تحت أشجار الزيتون وذلك بسبب عدم توفر بناء أو كرفانات لاحتضان أجساد الأطفال من الغبار وأشعة الشمس والبرد. فلا يوجد في المخيم إلا مسجد و صف شرعي صغير، ينتقل الطلاب بينه وبين أشجار الزيتون فيحضر الطلاب في المدرسة الشرعية والمسجد من أجل تقويتهم في اللغة العربية ويكملون تعليمهم تحت أشجار الزيتون". 

مدرسة تحت أشجار الزيتون

وأضاف لمراسلنا أن معاناتهم لاتنتهي في عدم وجود مكان للطلاب وحسب. و إنما أيضا هناك نقص القرطاسية و الكتب.

وعن عملية التدريس ذكر لنا أحد المدرسين أن إنقطاع الأطفال عن الدراسة لهذه الفترة الطويلة ترك أثرا على التحصيل العلمي للطلاب. فترى فئة كبيرة من الأطفال قد تشتت تفكيرهم بسبب الحرب والمعارك. فعندما سأل مراسل أخبار الآن الأطفال عن أي الالعاب يودون ان يلعبوا، بدأ كل واحد منهم بذكر انواع الأسلحة التي يعرفها و يريد ان يلعب بها.

مدرسة تحت أشجار الزيتون

قمنا بجولة على تجمعات الأطفال تحت أشجار الزيتون وسألناهم عن أعمارهم فكانوا من جميع فئات التعليم الأساسي، تتراوح أعمارهم بين 7 – 10 سنوات وحدثونا كيف أن أشعة الشمس تضايقهم وتحرق أجاسدهم و الرياح تعيق تنفسهم أحيانا بما تحمله معها من غبار.

تحدث مراسل أخبار الآن مع الطفلة بيان عقبة الزريق وهي من بلدة معرة حرمة، فقالت له أنها نزحت مع عائلتها هربا من القصف، و أضافت أن مدرستها في القرية سويت على الأرض وأنها ورفقاها ستستمر بالدراسة لتحقيق حلمها في دخول الجامعة.

مدرسة تحت أشجار الزيتون

وختم المدرس فادي لقاءه  معنا قائلا: "نسعى برفقة المدرسين النازحين إلى المخيم أن نقدم شيئ لأبناء سوريا الذين دُمر مستقبلهم، ونحاول جاهدين أن يحصلوا أعلى درجات العلم والدراسة".