مافيا الذهب الجزائري تستحوذ على كنوز الصحراء

كشفت حصيلة وحدات الجيش الوطني الشعبي في الجزائر عن ارتفاع قياسي لنشاط التنقيب والبحث عن الذهب بطريقة غير شرعية في الصحراء الجزائرية خلال الـ 5 سنوات الماضية، كما أزاحت التحقيقات التي قامت بها الضبطية القضائية الستار عن شبكات دولية تنشط في 12 ولاية خاصة بجنوب البلاد، مختصة في بيع أجهزة التنقيب عن الذهب، أمريكية الصنع بمبالغ مالية تفوق 40 مليونًا.

وحسب المعلومات المتوفرة، فإن المصالح الأمنية أعدت تقريرًا مفصلاً حول هذه الظاهرة بعد الحصيلة السنوية لعام 2020، حيث تمكنت مختلف وحدات ومفارز الجيش الوطني الشعبي من توقيف 4755 من المهربين والمنقبين عن الذهب وحجز 2376 مطرقة ضغط و3460 مولد كهربائي و186 جهاز لكشف المعادن، كما تبين أيضًا أن نشاط هذه الشبكات في ارتفاع مستمر من سنة لأخرى منذ سنة 2015.

مافيا الذهب الجزائري.. عصابات تدفع أرواحها مقابل بريق المعدن النفيس

مواقع الذهب

تُعَد مناجم الذهب في البلاد من العلامات المضيئة التي تزخر بها الدولة إذ تتمتع بثروات وكنوز جمّة، لكن رغم ذلك فإن محاولات سرقة تلك الثروة ونهبها لا تتوقف.

وتمتلك الجزائر من المعادن التي تدخل في خانة ندرة التركيب والإنتاج وارتفاع أسعارها، ما يجعلها تتصدّر قائمة الترتيب إفريقيًّا، من حيث قيمة الاحتياطي، على غرار الذهب الذي قُدِّر حسب آخر إحصائيات “المنظّمة العالمية للذهب” بـ 173.6 طنًّا، بينما تحتلّ المرتبة الثالثة عربيًا، في قائمة الدول التي تمتلك أكبر احتياطي ذهب، بعد المملكة العربية السعودية ولبنان.

غير أن هذه الإحصائيات شبه ثابتة، على الرغم من عمليات التنقيب والإنتاج السنوية، وتتذيّل بذلك ترتيب الدول المنتجة للذهب في القارة الأفريقية التي تتنافس على عرش الإنتاج، كدولة غانا التي أزاحت مؤخرًا دولة جنوب أفريقيا من أعلى تصدّر لإنتاج المعدن الأصفر أفريقيًّا.

مافيا الذهب الجزائري.. عصابات تدفع أرواحها مقابل بريق المعدن النفيس

تطوير مناجم الذهب

تعكف الحكومة، في إطار برنامج، على دراسة إمكانات استغلال مناجم الذهب الموجودة في جنوب البلاد، والاعتماد على الاستغلال الأمثل لجميع الثروات الطبيعية والباطنية الموجودة على أرض الجزائر.

يُعَد منجم الذهب “أمسمسا”، الواقع على بُعد 460 كيلومترًا غرب ولاية تمنراست، أقصى جنوب البلاد، والذي اكتُشِف وطُوِّر بواسطة شركة GMA Resource Plc، الأكثر إنتاجًا للذهب في البلاد؛ حيث تبلغ ودائع الذهب فيه قرابة 70 طنًا، ويبلغ حجم الاحتياطات فيه نحو 3.38 مليون طن، وهو عيّنة لأحد المناجم المنتشرة بمنطقة الأهقار جنوب الجزائر، ذات التضاريس الجيولوجية الصعبة، والتي يوجد بها العديد من الثروات والمعادن الثمينة.

أما منجم تيراك، فتبلغ الاحتياطيات به 730 ألف طن، في حين أن احتياطيات منجم تيريرين الواقع على بُعد 450 كيلومترًا شرق ولاية تمنراست، تصل إلى قرابة 100 ألف طن، وتُقَدر الاحتياطيات بمنجم أبيجاي بقرابة 3 ملايين طن، في حين كشف العديد من المختصين عن أن الجزائر تمتلك مخزونًا كبيرًا من الذهب، قدره المختصون بـ200 طن، قادر على خلق ثروة صافية بقيمة 10 مليارات دولار، غير أن تدني نسبة الإنتاج السنوي جعل الجزائر تتكبد خسائر كبيرة.