أخبار الآن – وثائقيات

على أنغام الأغاني التراثیة الأیزیدیة، تهادت بنا السیارة في رحلتنا إلى قریة صغیرة في جبل سنجار، الفریق یشعر بالحماس، فالقریة معروفة بأجود أنواع التبغ والتین في العراق كله، وهي كذلك مصیف أهالي المنطقة.

كَرسي، القریة الوادعة عند سفح وادي سنجار، عادت تستقبل أهلها عائلة تلو الأخرى، بعد أن كان داعش قد ّهجرهم منها.

ثلاث سنوات بقي أهل القریة نازحین في المخیمات. ماتت حقول تبغها، وذبلت أشجار التین وبكت دوالي العنب، لكن معظم مزارعیها، عادوا عند أول فرصة عقب دحر داعش، حرثوا الأرض وزرعوها، حفروا الآبار وسقوا الزرع بالماء وعرق الجبین، إخضرت الحقول من جدید وأزهرت.

كَرسي في سنجار.. هكذا سقى سكانها الأرض من صلابتهم

في كَرسي، ینتظرنا العم خلف، أحد أشهر مزارعیها، ومنه سنتعرف على صلابة مزارعي القریة التي یبدو أنهم یستمدونها من صلابة جبلهم.

تركنا العم خلف ً قلیلا لیتابع بعض شؤون مزرعته وتعرفنا على بعض تفاصیل الیومیات الزراعیة لواحد من جیرانه المزارعین، نعود للعم خلف المزارع الفخور بإرثه الزراعي الذي تركه له والده، مهندس الزراعة بالفطرة، بكل اعتزاز، یصف والده بالفنان الزراعي.

بعد كوب منعش من الشاي، استمعنا خلاله لقصص العم خلف الشیقة، ذهبنا معه إلى الأراضي الزراعیة عند نبع بیرخایي حیث مزرعة أخیه، ینتظرنا فیها ابنه الذي یقوم بتفقد الزرع، فقد أصر العم خلف أن یرینا الجوانب المختلفة لحیاتهم وارتباطهم بأرضهم، وحتى ترفیههم عن أنفسهم وسط لوحة من الأزرق والأخضر وخریر الماء.