ما مصير الناجيات الإيزيديات؟

 

لم يكن من المستغرب ان نسمع بانتحار ناجيات إيزيديات في مخيمات النزوح،،فجرائم تنظيم داعش الإرهابي المروعة التي طالت الأقلية الإيزيدية في العراق لم تكن سهلة والظروف التي ممرن بها النساء الإيزيديات بالتحديد كانت اصعب.

” الاغتصاب والتعذيب والقتل والاختطاف وبيع الالاف الايزيديات كانت اساليب داعش التي استخدمها خلال احتلاله لمنطقة سنجار المنطقة التي شهدت ابشع انواع الظلم،،فقتل رجالها وشرد اطفالها واختطف نساءها.

الآونة الاخيرة، شهدت مخيمات النزوح حالات انتحار لعدد من الفتيات الايزيديات وهن بعمر الزهور،، وسط مخاوف من ارتفاع تلك الحالات في الأيام المقبلة.

وبحسب  تقارير نشرها إقليم كردستان، فقد انتحرت إيزيدية شابة عمرها اثنين وعشرين عاما في مخيم إيسيان بمدينة شيخان، شرقي محافظة دهوك،،بعدها بيومين

تناقلت وسائل الاعلام انتحار إيزيدية اخرى لا يتجاوز عمرها الخمسة عشر عاما.  الفتاة انتحرت شنقا في مجمع للنازحين جنوبي دهوك…منظمات حقوقية عدة ادانت هذه الحوادث مطالبة حكومة بغداد وكردستان ببذل جهد كبير للعمل لمساعدة الناجيات الإيزيديات من خلال تقديم الدعم الصحي والنفسي والاجتماعي والعمل على دمجهن في المجتمع وتنظيم دورات وورشات تساعدهن على تخطي الظروف الصعبة التي ممرن بها.

المنطمات تحدثت ايضا عن الواقع المرير والسيء لمخيمات النزوح التي لا تصلح للعيش لفقدانها البنى التحتية والخدمية، بالإضافة إلى مؤشرات مسجلة في بعضها من ابتزاز واستغلال، حتى وصل الأمر إلى تعاطي المخدرات.

ما مر على الايزيديات مهما تحدثنا عنه او وصفناه لا يمثل سوى نسبة قليلة من معاناتهن..فالناجيات منهن يحملن في جعبتهن قصصا مروعة ومشاهد محزنة،،انا شخصيا قابلت بعضهن وسمعت منهن قصصا مؤلمة بدءا من اختطافهن وتعذيبهن ثم الاغتصاب،،بعضهن رفضن الحديث عن ما عاشوه او شاهدوه  فوقع الصدمة كان اكبر من الحديث او البوح بما حدث،، اذكر أن احداهن اخبرتني انها حتى الآن لا تستطيع أن ترى “رجلا ملتحيا” لانه يذكرها “بالدواعش” قائلة: في الايام الأولى لتحريري لم استطع أن ارى أي رجل وخاصة إذا كان ذو ذقن..فهو يذكرني باشكالهم المقززة في شارة الى “مقاتلي داعش” وإن شاهدت رجلا بالصدفة أنهار من البكاء واعزل نفسي في غرفة حتى استرجع نفسي..وقد يستمر ذلك لأيام.

يذكر خبراء النفس أن الضغوظات الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها الايزيديات منذ عام الفين واربعة عشر ولغاية الان،،هي من دفعت بعضهن للانتحار ..فالإنسان يقدم على الانتحار بعد وصوله إلى حالة من اليأس والتعب من وضع يعيشه أو مستقبل ينتظره…

ملف النازحين الذي ينتقل من طاولة حكومة إلى اخرى،،ولا حلول واقعية له تذكر،،

فالحكومات المتعاقبة فشلت في ادارته بسبب تدخلات الاحزاب السياسية في بعض المناطق أو عرقلة ميلشيات مسلحة لعودة النازخين في مناطق اخرى..فظل النازحون يلازمون الخيام التي تفتقر للخدمات ويعانون في الشتاء من البرد والامطار التي تغرق احلامهم كل عام،،وصيف حار يشعل لهيب شوق عودتهم الى مناطهم.

الناشطات الإيزيديات يعملن بجهد للبحث عن المختطفات اللواتي لا يزالن مجهولات المصير،، وخلال الزيارة الأخيرة للناشطة الايزيدية نادية مراد  الى بغداد ولقاءها الرئيس العراقي برهم صالح طالبته بتكثيف الجهود المحلية والدولية لكشف مصير المختطفات والمختطفين الايزيديين وتشريع قانون “الناجيات الإيزيديات”..من قبل مجلس النواب، وتوسيع هذا القانون ليشمل الشرائح المتضررة الأخرى، إلى جانب أهمية العمل الحثيث مع الأجهزة الأمنية وبالتنسيق مع الأصدقاء في المجتمع الدولي لمعرفة مصير المفقودين والمختطفين وتحرير الأحياء منهم.

لذلك أكرر القول أنه لم يكن من المستغرب أن يقدم بعضهن على الانتحار..فأوضاعهن كانت أسوأ مما نكتب أو نقرأ. يذكر أن العراق سجل  خلال عام ألفين وعشرين أكثر من 375 حالة انتحار في مدن مختلفة، غالبيتها من الإناث، وفق مصادر أمنية وطبية.

 

تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولاتعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن