أخبار الآن | سنجار – العراق (تطبيق خبّر)

 بحضور شعبي ورسمي، فتح الفريق الوطني العراقي لفتح المقابر الجماعية، اليوم السبت، مقبرة صولاغ الواقعة في قضاء سنجار غرب محافظة نينوى شمال العراق، وسط مراسم دينية إيزيدية بحضور أعضاء من المجلس الروحاني الأيزيدي وذوي الضحايا من كوجو صولاغ. وتمت عملية فتح المقبرة بالتعاون مع فريق UNTAID واللجنة الدولية لشؤون المفقودين ICMP بمتابعة من مكتب المستشارين في مجلس الوزراء.
وخلال تصريح صحفي، أوضح رئيس مؤسسة الشهداء كاظم عويد أن الفرق بدأت اليوم السبت عملية فتح مقبرة صولاغ أو كما تسمى مقبرة الأمهات الإيزيديات، مشيراً إلى أنها تضم رمزيّة مهمة كونها تضم نساء فقط وهن عدد من الأمهات وكبار السن ممن دفنهن مسلحو داعش أحياء أمام أطفالهن وذويهن، وبالتالي فإن أهالي القضاء أطلقوا عليها مقبرة الأمهات.

من جهته، قال مدير المنظمة الإيزيدية للتوثيق فرع سنجار “خيري علي إبراهيم” لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني سامان داود إن بدء المرحلة الجديدة من عملية فتح المقابر الجماعية الإيزيدية هو خطوة جيدة، كما ثمّن جهود الفرق التي تعمل على ذلك.

 
“باسل إسماعيل خديدة”، أحد الناجيين من الإبادة الإيزيدية عبّر عن حزنه الكبير في هذا اليوم. وأوضح لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني سامان داود إن رفات والدته وقريباتها موجودة ضمن هذه المقبرة الجماعية، مشيراً إلى أن اليوم من أشد الأيام حزناً عليه لأنه سيشاهد رفات أمه لأول مرة منذ ستة سنوات. وقال “خديدة” إنه “من الصعب علي كناجي وحيد من عائلتي أن أحضر هذه المراسيم وسيكون الأمر أصعب حين يحين موعد دفن الرفات لاني سأكون الوحيد من عائلتي الذي يقوم بمراسم دفن والدتي”.
من جانبه، ذكر الناشط المدني “مراد إسماعيل” الذي كان يشغل منصب المدير التنفيذي لمنظمة يزدا العالمية، لمراسل “تطبيق خبّر” أن “الإيزيديين يمرون اليوم بيوم خاص ومؤلم يتم فيه انتشال بقايا 86 امرأة إيزيدية تم قتلهن من قبل تنظيم داعش في 2014”. وأضاف إسماعيل أن هولاء النساء تم أخذهن من كوجو في وقتلهن بالقرب من معهد صولاغ شرق مدينة سنجار.

واعتبر اسماعيل أنه “بينما نجتمع  لتقديم الاحترام لهن، يجب أن يذكر العالم وحشية داعش وخروجه عن جميع القوانين والأصول والاعراف الاجتماعية والدينية، بقتله النساء”. وأشار إلى أن “داعش مجموعة وحشية لا قيم لها، تحتضر لتنتهي في مزبلة التاريخ، بينما شعبنا والعالم يقف إجلالا واحتراما لهولاء، لأنهن رمز الإنسانية والشرف”.

كما رأى “ابراهيم” في عملية فتح مقبرة الأمهات الإيزيديات خطوة ستسهم في تعزيز الثقة بين مؤسسات الدولة والمواطنين الإيزيديين في سنجار، وتخفف من معاناتهم نظراً لانتظار ألاف العوائل معرفة مصير أهاليهم، كما سيسهل الأمر الإجراءات القضائية والمسائلة مستقبلا.

وكان الفريق الوطني لفتح المقابر الجماعية قد أعلن سابقاً أنه تم العثور على 73 مقبرة جماعية للإيزيديين، وتم فتح 13 منها. كما تم انتشال رفات 347 ضحية من القبور. وأشار الفريق إلى أن المواكب الجنائزية الرسمية كان من المؤمل أن تقام في 12 آذار / مارس الماضي، لكنها أجلت جميعها حتى إشعار آخر بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.

يذكر أن أول مقبرة جماعية فتحت في سنجار كانت في 15 من آذار/ مارس عام 2019  في قرية كوجو جنوب المدينة، وسط حضور رسمي عراقي ودولي. أما آخر إحصائية خرجت من مديرية شؤون الايزيدية في إقليم كردستان العراق في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، فأشارت إلى أن “عدد المقابر الجماعية المكتشفة في سنجار  حتى الآن 83 مقبرة جماعية فضلاً عن العشرات من مواقع المقابر الفردية”.