أخبار الآن | غازي عينتاب – تركيا – (عماد كركص)

تساهم منظمات دولية إنسانية في مساعدة الأطفال السوريين خاصة الأيتام منهم، في التغلب على الآثار النفسية التي سببتها الحرب التي يشنها الأسد على السوريين. ففي مدينة غازي عينتاب التركية يشارك مختصون في الدعم النفسي قدموا من إيطاليا، بتقييم حالة بعض الأطفال السوريين في دار السلام لرعاية الأيتام من خلال برنامج متطور لعلاج الأطفال المتضررين. المزيد في تقرير مراسلنا عماد كركص.
 

تركيا: انتحاريو مطار اسطنبول روسي وأوزبكي وقرغيزي

خلال أسبوع واحد من الجهد المكثف مع أطفال دار السلام لرعاية الأيتام، يحاول جون باولو وزميلته باتريشيا اللذان قدما من إيطاليا والبيرو، إلى عنتاب التركية، مساعدة الأطفال الأيتام في هذه الدار للخروج من حلاتهم النفسية الصعبة، نظراً للمشاهد التي مرت أمام أعينهم في سوريا.

باتريشيا  قالت لأخبار الآن : "هذه أول تجربي لي في دار للأيتام، كان لي تجارب أخرى لكن كانت في إيطاليا، وكان الوضع مختلف، بصراحة أنا سعيدة جدا هنا لأن الجميع في الدار كان متعاون معنا سواء كان من الإدارة أو الأطفال اللذين لديهم أمل كبير، واجهنا حالات معقدة ومتنوعة وأجرينا جلسات علاج عن طريق المجموعات والأفراد وقد وصلنا لنتائج طيبة، أشكر الجميع هنا لتقبل هذا النوع الجديد من العلاج عن طريق ( EMDR ) ". 

منظمة (هاب إيطاليا)، التي أرسلت جون وباتريشيا تسعى من خلال برنامج ( EMDR) المتقدم، لأن تمسح من أذهان الأطفال المشاهد القاسية التي مرت عليهم، ولاسيما فقدان أحد أفراد أسرهم، عن طريق الرسم وحركات الأعين وأعضاء الجسد، ويقولون أنهم لاحظوا تقدماً من خلال تجاوب الأطفال في نهاية الأسبوع المخصص لإتمام مهمتهم.
 
جون باولو قال : " أنا سعيد جداً بسبب وجود الكثير من التغييرات خلال الأيام الماضية على سلوك الأطفال، أحدهم بات  نومه أفضل و أحلامه أفضل، و أنا سعيد جداً لأن هذا الطفل سوف يتغير، و سيكون لدى جميعهم  مستقبل جديد " . 

روان التي فقد أمها وشقيتها أمام عينيها بقصف لقوات النظام على منزلهم في ريف إدلب، هي حالة من عشرات الحالات المماثلة التي تضمها الدار، واللذين يريدون أن ينسوا ما رأوه من موت ودماء بأي طريقة كانت وربما وجدو هنا ضالتهم . 

تقول روان لأخبار الآن : "أمي وشقيقتي الصغيرة استشهدوا أمامي، عندما سقط صاروخين على رؤوسنا، وأنا خرجت من سوريا منذ قرابة ثلاثة أعوام وأتيت إلى دار السلام، وأود أن أنسى كل ما مر أماعيني بأي طريقة ". 

ولم تقتصر مهمة الفريق على تقديم العلاج والدعم النفسي للأطفال ضمن البرنامج وحسب، بل دربوا كوادر مختصة ضمن الدار لإكمال العلاج مع الأطفال بعد مغادرتهم . 
مثنى الحجي وهو أخصائي الدعم النفسي في الدار قلا لأخبار الآن : "التجاوب كان جيداً جدا بين الفريق والأطفال، لذلك أسسنا في الدار لأرضية كي نتابع من بعدهم في البرنامج لإكمال الخطة ضمن الدار، وهم سيعودون بعد شهر رمضان لمتابعة مهمتهم التي ستشمل الدار بأكملها ". 

وبحسب احصاءات فإن عدد الأطفال الأيتام السوريين يقدر بثمانمئة ألف طفل  من اللذين فقدو الأب أو الأم أو كليهما خلال الحرب الدائرة في سوريا، ودائما ما يكون النظام وحلفائه المسؤولين عن يتمهم والمشاكل النفسية التي سببها فقدان ذويهم