أخبار الآن | بيروت – لبنان (ريوترز)

تسعى مبادرة بسيطة  لتجسيد أحلام سوريين يعيشون حاليا في مدينة حلب التي تمزقها الحرب وإشراك العالم فيها بهدف تقديم يد العون لهم. المبادرة اسمها (مجموعة أنا) وأطلقتها من بيروت ماريان موصلي وهي عبارة عن إنتاج مجموعة دُمى مُطرزة تحيكها لاجئات سوريات يقمن في لبنان. وتحمل كل دمية منها حلم شخص ممن يقيمون حتى الآن في حلب.

وتُباع كل دمية بمبلغ 65 دولارا ويتقاسم العائد اللاجئون الذين يحكنها في مخيم شاتيلا وأصحاب القصص المذكورة عليها الذين يقيمون في حلب من أجل دعمهم في هذه الأزمة. وماريان مصممة ومؤسسة مشاركة لمتجر (لا أتيليه) الذي يقع في منطقة حازمية. وتوصلت ماريان مع أمها وأختها لفكرة المبادرة من أجل مساعدة أهل حلب المدينة القريبة إلى قلبها.

وقالت ماريان موصلي لتلفزيون رويترز "نحنا لأنه أنا من حلب حسيت إنه لازم ألاقي طريقة أرجع أعطي للناس اللي قاعدين بحلب هلق (الآن). لأن أنا ما أني هونيك. ما في أرجع مع كل شي عم بيصير هونيك. كان بدي أساعد عمتي اللي قاعدة هونيك وهي عم بتساعد العيل (الأُسر) اللي تأثروا من الأزمة والحرب اللي هونيك. بالتالي هيك أجت الفكرة إنه أجت بكيف في أعمل شي أساعدهن للي قاعدين جوه." وتريد ماريان بذلك أن تساعد أهل مدينتها بطريقتها التي لا تقتصر على مجرد تقديم المال لهم لكن من خلال إشراكهم شخصيا في عملية كسب هذا المال. وبمساعدة عمتها التي لا تزال تقيم في حلب تمكنت ماريان من جمع بعض آمال وأحلام أهل حلب.

وأضافت ماريان موصلي "بعثت لنا قصص. قصص عنهن. بعتت لنا صور. فيه أولاد رسموا. يعني هي سألتهن شو هو الأمل تبعكن؟ بشو بتحلموا؟ القصة بتاعتكن اللي بتعيشوها كل يوم شو هي؟ وفيه منهن كتبوا لنا قصص. فيه منهن بعتوا لنا ملاحظات صوتية. كل واحد بعت لنا شي وبعتوا لنا إياهن لهون وهيدول القصص نحن أخدنا منهن شُقف (أجزاء) ورسمناهن ع كل دُمية." وتُوضع على ظهر كل دمية ملحوظة باسم شخص يقيم في حلب يُشرك الآخرين في حلمه سواء أكان من خلال قصة أو رسم أو ملحوظة صوتية..وهذا الحلم هو المُلهم الرئيسي لتصميم تلك الدُمية. وتذيب بعض القصص المذكورة على الدُمى القلوب بينما تُشعرها قصص أخرى بالحزن الشديد.

وكتب تعليق على دُمية على صفحة مجموعة أنا على موقع انستجرام لتصميم مطرز لرجل وامرأة وأيديهما متشابكة "أبني فادي يحلم بأن يتزوج. عمره خمس سنوات." ويقول تعليق دمية أخرى بتصميم أفق مدينة "أنا رهف. أعيش أنا وأسرتي الآن في خيمة بساحة عامة. أبني يحلم بالعودة لقريتنا وأن يرى أنها لا تزال موجودة." وتعمل ماريان ولا أتيليه مع منظمة أهلية في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في جنوب بيروت حتى يتسنى إشراك لاجئات سوريات يقمن في لبنان في عملية صناعة تلك الدمى.

وقالت ماريان موصلي (30 عاما) "هلق اللي بيشتغلوهن حالياً هن بسمة وزيتونة. هن منظمة أهلية هون فاتحين بمخيم شاتيلا. هن بيخيطوهن. نحن عطيناهم التصميم الأساسي وهن بيرجعوا بيطلعوا ع التصميم تبعنا وبيعملوهن. هلق المنظمات الأهلية كمان النسوان اللي عم يعملوهن هن كمان نازحين من سوريا." وتُباع كل دمية بمبلغ 65 دولارا ويتقاسم العائد اللاجئون الذين يحكنها في مخيم شاتيلا وأصحاب القصص المذكورة عليها الذين يقيمون في حلب من أجل دعمهم في هذه الأزمة. وقالت امرأة سورية تعمل في حياكة تلك الدمى إن الربح ليس كثيرا ولكنه يسهم إلى حد كبير في مساعدة من يعيشون في حلب.

وأضافت غزالة شنو وهي لاجئة سورية فرت من حماة منذ أربع سنوات بسبب الحرب وتعمل حاليا في منظمة بسمة وزيتونة "اللي بشتغل فيه أغلب الأحيان بابعت لأهلي بسوريا مع إن أنا هون بحاجة. بساعد جوزي بأشهر وأشهر أغلب الأحيان لأخواتي مع إنه شي بسيط بس بأبعته لأهلي. لأن هون الشغلة بسيطة عندنا. بس عندهن يمكن بأبعت عشرة آلاف أو عشرين ألف (ليرة سورية)كل شهرين أو كل شهر لأخواتي أو لأبوي بيلاقوها شي كبير أكتر من عندنا هون." وتوضح ماريان أن المبادرة تكون دائرة متكاملة يساعد بموجبها اللاجئون السوريون في لبنان السوريين في حلب الذين يشركون العالم في قصصهم عبر ما يُنشر على تلك الدمى.

وتُباع الدمى حاليا في بوتيك أورينت 499 في الحمراء ببيروت. ويعرضها المحل في سلة واضعا إلى جانبها ملحوظة تقول بالفرنسية والعربية (ألعاب من وحي وإنتاج نساء سوريات يتم تحويل الريع إلى مؤسساتهم الخيرية). ويمكن كذلك طلب الدمى عبر الانترنت من خلال الاتصال مباشرة بماريان موصلي على موقع مجموعة أنا على إنستجرام. وقالت ماريان إن لا أتيليه وبسمة وزيتونة باعا حتى الآن بالفعل أكثر من 500 دمية لكن لديها حلم أكبر بان تنتشر بموجبه مجموعة أنا في أنحاء العالم وتوصل الدمى إلى أكبر عدد ممكن من الناس.

 

اقرأ ايضاً

بان كي مون : الهجمات على مستشفيات في حلب تعتبر "جريمة حرب"

أكثر من 600 ألف شخص مهددون بإبادة جماعية في حلب