هيئة تحرير الشام أعلنت انتهاء التحقيقات في قضية “العمالة” وبرأت أبو ماريا القحطاني

أفرجت هيئة تحرير الشام عن القيادي في الصف الأول أبو ماريا القحطاني وهو من الجنسية العراقية بعد اعتقاله لأشهر، بتهمة التواصل مع جهات معادية.

 

 

وجاء في بيان اللجنة القضائية، بعد الاطلاع في قضية “المتهمين بالعمالة” براءة المدعى عليه ميسر الجبوري – أبو ماريا القحطاني – من تهمة العمالة، والإفراج عن ميسر الجبوري.

 

 

عملية الإفراج وبحسب ناشطين جاء وسط مفاوضات سرية موازية بين زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني وأبو أحمد زكور، الذي انشق عن هيئة تحرير الشام في ديسمبر وسط محاولة اغتيال مزعومة، مما دفعه إلى الكشف عن معلومات حساسة عن الجولاني.

وكانت نتيجة هذه المحادثات المزعومة بحسب ناشطين هو إطلاق سراح القحطاني، ومقابل صمته، يعود زكور إلى إدلب وسيقوم كلاهما بإعادة تنفيذ مبادراتهما في شمال حلب، والتي تهدف إلى توسيع نفوذ هيئة تحرير الشام وتوسيع الروابط التجارية.

كما تم إطلاق سراح 420 آخرين من سجون هيئة تحرير الشام، قبيل شهر رمضان ووسط المظاهرات المناهضة لهيئة تحرير الشام في إدلب.

ما هو دور أبو أحمد زكور في إطلاق سراح أبو ماريا القحطاني؟

لماذا أوقف أبو ماريا القحطاني سابقاً؟

خضع القحطاني للإقامة الجبرية في منتصف أغسطس الماضي، إثر اعتقال خلية تعمل لصالح “التحالف الدولي” واعتراف أفرادها بتورطه.

وأعلنت هيئة تحرير الشام عن تجميد مهام وصلاحيات القيادي في صفوفها أبو ماريا القحطاني.

وقالت في بيان لها: “القحطاني أخطأ في إدارة تواصلاته” دون اعتبار لحساسية موقعه أو ضرورة الاستئذان وإيضاح المقصود من هذا التواصل.

وتتكتم هيئة تحرير الشام عن مصير العملاء، وتجري عمليات إعدامهم في ظروف مجهولة كما تدفن جثثهم بطريقة سرية ولا تسلمها لذويهم إلا في حالات خاصة.

واعتقل الجهاز الأمني التابع لـ”الهيئة” عشرات العناصر العسكرية بينهم قيادات في الصفوف الأولى.

وذكرت المصادر بأن الجولاني، حذر القيادات الأمنية والعسكرية في الهيئة من تداول قضية أبو ماريا القحطاني في وسائل الإعلام أو أي جهة أخرى آنذاك، تحت طائلة المسائلة.

هيئة تحرير الشام تعلن انتهاء التحقيقات في قضية “العمالة”

تجدر الإشارة إلى أن هيئة تحرير الشام أعلنت في بيان رسمي عن انتهاء التحقيقات في قضية العمالة، المعروفة أيضًا بـ”دعوى الخلية الأمنية”، بعد مرور 6 أشهر من انطلاقها، وكانت هذه القضية قد أثارت جدلاً كبيرًا وأدت إلى اعتقال مئات العناصر والقيادات ضمن صفوف الهيئة، بتهم العمالة لجهات خارجية، سواء كانت الاستخبارات الأمريكية أو الروسية أو النظام السوري.

وبعد إعلان هيئة تحرير الشام عن نهاية التحقيقات، خرج العشرات من الموقوفين من عناصر الهيئة وقادات جناحها العسكري، وكان أبرزهم القيادي في الجناح العسكري “أبو مسلم آفس”، وكل من القائدين العسكريين “أبو أسامة منير” و”فواز الأصفر” و”أبو عبدو” و”أبو القعقاع طعوم”، وآخرون، وقد شهدت الشوارع احتفالات كبيرة من قبل عناصرهم وذويهم بخروجهم من السجون.

ويأتي هذا التطور بعد مرور فترة طويلة من التحقيقات والتكهنات بشأن قضية القحطاني، الذي تم اتهامه بالتنسيق مع التحالف الدولي ومحاولة التحريض على انقلاب داخل هيئة تحرير الشام، وقد كانت هذه الاتهامات محور جدل واسع بين الأطراف المعنية، حيث أثارت تحركات القحطاني خلافات داخلية داخل الهيئة، خصوصًا بين القيادات المتنفذة التي اعتبرت تحركاته تهديدًا لنفوذها ومكانتها داخل الهيئة.

وخلال الأشهر الماضية التي سبقت اعتقال “القحطاني”، كان يعمل على تكثيف التواصل مع قيادات ضمن الجيش الوطني السوري وقادة سابقين في حركة أحرار الشام، بهدف فتح صفحة جديدة والتنسيق المشترك في الشمال السوري.

إلا أن القيادات المتنفذة داخل الهيئة رأت في ذلك تحركًا يهدد استقرارها ونفوذها، مما دفعها -حسب مراقبين- لاتهام القحطاني بالتحضير لانقلاب، وعلى الرغم من الاتهامات الجدية التي وجهت له، إلا أنه لم يتم تقديم أدلة قاطعة تثبت تورطه في الأنشطة المشبوهة.

 

 

 

ومن ناحية أخرى، تحاول هيئة تحرير الشام استعادة الاستقرار والوحدة داخل صفوفها بعد فترة من التوترات والاضطرابات التي شهدتها، ومن المتوقع أن يلعب الإفراج عن القحطاني دورًا هامًا في تهدئة الأوضاع وتحسين العلاقات داخل الهيئة، بالتزامن مع التظاهرات شبه اليومية التي تخرج ضد الجولاني والهيئة.

وعلى الرغم من ذلك، يظل هناك توترات داخلية داخل هيئة تحرير الشام بسبب الخلافات السياسية والتنظيمية، وقد يستمر التصعيد في المستقبل إذا لم يتم حل هذه الخلافات بشكل جذري. وفقًا للمراقبين.