فنان تونسي يواجه السجن بسبب “غرافيتي”

قضت محكمة تونسية بسجن شاب يحمل اسم رشاد طمبورة، بالغ من العمر27 سنة بسنتين سجنا على خلفية رسمة جدارية، بتهمة ارتكاب أمر موحش ضد الرئيس التونسي قيس سعيد، وفق ما أكدته جمعية تقاطع من أجل الحقوق والحريات.

وجاء الحكم بسنتين سجناً في حق رشاد طمبورة إثر رسمه “غرافيتي” ينتقد فيه رئيس تونس، أثناء فترة تصاعد حملات العنصرية والكراهية ضد المهاجرات والمهاجرين من جنوب الصحراء، مؤكدة أنه طالب بجامعة الخط العربي بتونس، وأنّ “أحداث الانتهاك تتمثل في إيقافه يوم 17 يوليو 2023 داخل سيارة الأجرة من قبل قوات الأمن الداخلي أثناء ذهابه لمزاولة مهنته” وفق البيان.

وكشفت جمعية “تقاطع” أن الشاب بقي مدة 4 أيام على ذمة التحقيق دون السماح له بتعيين محامي أو الاتصال بعائلته التي لم تعلم بإيقاف ابنها إلا صدفة بعد أيام من البحث عبر سائق التاكسي الذي كان حاضرًا على عملية الإيقاف. كما أوضحت شقيقة الشاب بأن قوات الأمن الداخلي قد حضرت لمنزلهم وافتكت “الطابع” الذي رسم به رشاد على الجدار بعد مدة من عملية الإيقاف، ليتم فيما بعد الإبقاء عليه رشاد في حالة احتفاظ، ومن ثم الحكم عليه وفق الجمعية.

وأشارت الجمعية إلى أنّه “تم نقل رشاد إلى سجن المنستير الذي قد أعلن حاليًا خطوات تصعيدية رفضًا لسجنه عبر دخوله في إضراب جوع وحشي وخياطة فمه”، واعتبرت الجمعية سجن الفنان الشاب “جراء عمله الإبداعي الناقد لرئيس الجمهورية انتهاكًا لحرية الرأي والتعبير المكرسة من خلال المعاهدات والمواثيق الدولية على غرار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص للحقوق المدنية والسياسية”.

رسم "غرافيتي" منتقدًا قيس سعيد.. الحكم على شاب تونسي بالسجن سنتين

وقالت الجمعية إن “هذه الانتهاكات تؤكد تواصل سياسات تكميم الأفواه والأيادي منعًا للمواطنين والمواطنات عمومًا من حقهم في حرية الرأي والتعبير بحيث تحول القيود المفروضة التمتع بالحرية الرأي والتعبير من مبدأ إلى استثناء يفرع الحق من جوهره” وفقها.

وقد أقر الإعلان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في كل من المادة 19 بأن “لكل إنسان حق في حرية التعبير. ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما اعتبار للحدود، سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها”.

وأكدت جمعية تقاطع، أنّ الانتهاكات “تتناقض مع التعليق 34 لسنة 2011 للجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان والذي وضح بأن الفقرة 2 من المادة 19 المذكورة أعلاه “قد نصت على حماية جميع أشكال التعبير ووسائل نشرها. وتشمل هذه الأشكال اللغة المنطوقة والمكتوبة ولغة الإشارة والتعبير بلغة غير لفظية، مثل الصور والقطع الفنية..”.

ومن جانب آخر أكد صديق لرشاد رفض ذكر اسمه لأخبار الآن:”صديقي ليس سياسيا ولا متحزبا لكن ذنبه أنو شاب يؤمن بالمواطنة والإنسانية ويرفض العنصرية وكل ما فعله هو رسم “تاغ” على حائط ندد فيه بالعنصرية التي يتعرض لها الأفارقة في تونس بعد خطاب قيس سعيد العنصري وفق تعبيرهم ضد المهاجرين.”

وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها إذ يتعرض الفنانون والصحفيون والسياسيون بشكل يومي للتضييقات وقد صرح معارض في وقت سابق لأخبار الآن بالقول:”قيس سعيد يسعى للتضييق على النقابيين والإلقاء بهم في السجن وغلق المقرات ومنع الاجتماعات ومنع العروض الفنية والتضييق على الفنانين ومنع التجمعات والمظاهرات ووضع أي شخص في إقامة جبرية دون أي تبرير وغلق مقرات الأحزاب والجمعيات”.

للمزيد عن وضع الحريات في تونس: