اختصاصية نفسية لـ “أخبار الآن”: الصحافي إنسان “ومن حقه أن يتعب نفسيًا” بسبب الأحداث الصعبة مثل غزة

ربما تكون هذه الفترة من بين أصعب الفترات التي تمر على العاملين بالمجال الإعلامي والصحافي، في ظل استمرار التصعيد والحرب في غزة.

إذ يقف أغلب الصحافيون بين كيفية توظيف طاقتهم بالكامل لتغطية الأحداث الدائرة، وبين المشاهد الصادمة التي ربما تُسبب بطئ في الإنجاز، وتقديم الرسالة الإعلامية على أكمل وجه.

في ظل حرب غزة.. كيف يؤدي الصحافي دوره رغم المشاهد المؤلمة؟

أشخاص فوق أنقاض المباني المدمرة خلال الغارات الإسرائيلية في غزة. (غيتي)

وحول هذا الموضوع، أجرت “أخبار الآن” مقابلة مع الاختصاصية الاجتماعية والنفسية، لانا قصقص، للتعرف على العوامل التي يجب أن تتوفر لدى الصحافيين خلال هذه الظروف والأحداث، وكيفية التعاطي مع الأحداث على نحو سليم.

التمتع بالمرونة

وقالت قصقص في هذا الإطار، إن: “العاملين بالمجال الإعلامي، لابد أن يكونوا على استعداد نفسي لتغطية الحروب والأحداث الصعبة التي تمر أمامهم”، مشيرة: “يجب أن يكونوا على قدر من تحمل الصدمات، والتمتع بالمرونة، والقدرة على التكيف مع كافة الأوضاع على نحو سريع حتى يتمكنوا من التعامل مع الظروف القاسية التي تحدث من حولهم”.

في ظل حرب غزة.. كيف يؤدي الصحافي دوره رغم المشاهد المؤلمة؟

وأضافت: “يجب على الصحافي أن يكون على دراية بالإجراءات الأمنية، فضلًا عن أهمية التشجيع على العمل الجماعي بين الصحافيين بمثلِ هذه الظروف كون ذلك يُسهم في تقاسم الأعباء”.

الأهل والمؤسسات الإعلامية

أيضًا أشارت قصقص إلى ضرورة أن يواصل الصحافيون التواصل مع أهلهم وأصدقائهم، مؤكدة: “مشاركة الصحافي لتجاربه مع المقربين من بين الأمور التي تُسهم وتساعد على تخفيف الضغط النفسي”.

كما لفتت: “لا يُمكن أن نغفل عن دور المؤسسات الإعلامية، إذ أن من بين واجباتها في هذه الظروف تقديم الدعم الكامل إلى موظفيها بشكل جيد، ودعم الإمكانيات اللازمة لضمان سلامتهم”.

في ظل حرب غزة.. كيف يؤدي الصحافي دوره رغم المشاهد المؤلمة؟

وأخيرًا أوضحت لانا قصقص أن: “الصحافي في نهاية الأمر هو إنسان، من حقه أن يتعب نفسيًا بسبب هذه الأحداث الصعبة التي يتعامل معها، لذا من المهم دعمه نفسيًا بشكل أفضل كي يتمكن من تقديم رسالته الإعلامية”.

مقتل أسرة المراسل وائل الدحدوح

والأربعاء أعلنت قناة الجزيرة القطرية، مقتل عدد من أفراد عائلة مراسلها في غزة وائل الدحدوح، بينهم زوجته وابنته وابنه، جراء “غارة جوية اسرائيلية” طالت منزلا نزحوا إليه في خضم الحرب بين إسرائيل وحماس.

ودانت الشبكة القطرية “بشدة الاستهداف العشوائي وقتل المدنيين الأبرياء في غزة الذي أدى إلى استشهاد أفراد من عائلة الدحدوح وعدد كبير من الضحايا الآخرين”.

وتقدمت القناة في بيان “بخالص العزاء وعظيم المواساة للزميل بعد استشهاد أفراد من عائلته، منهم زوجته وابنته وابنه”، مشيرة الى أن آخرين ما زالوا مفقودين “تحت الحطام الذي خلفته غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا نزحوا إليه في مخيم النصيرات وسط القطاع”.

وأظهرت لقطات عرضتها القناة من المستشفى حيث نقل أفراد عائلته، الدحدوح وهو ينتحب فوق جثمان ابنه، ويقول “بينتقموا منّا في الولاد”.