تزامنًا مع اليوم الدولي للمنحدرين من أصل إفريقي.. أفارقة جنوب الصحراء في تونس يوجهون رسالة مؤثرة عبر أخبار الآن

يحتفل العالم باليوم الدولي للمنحدرين من أصل إفريقي في 31 آب/أغسطس من كل سنة وتريد الأمم المتحدة من هذا الاحتفال تعزيز المساهمات الاستثنائية للشتات الأفريقي في كل أنحاء العالم والقضاء على جميع أشكال العنصرية والتمييز ومن أجل التأكيد على أن أي مذهب يقوم على التفوق العنصري فهو مذهب زائف علميا، مدان أخلاقيا، جائر وخطير اجتماعيا، ولا بد من نبذه ونبذ النظريات التي تهدف إلى القول بوجود أجناس بشرية متميزة.

في هذا الإطار التقت أخبار الآن بعدد من المهاجرين من أفارقة جنوب الصحراء الذين كشفوا تعرضهم للعنصرية ووجهوا كلمات مؤثرة للعنصريين في مختلف دول العالم إذ صرح المهاجر من جنوب الصحراء إبراهيم ديالو لأخبار الآن: “لديك فم ولدي فم لديك عينان ولدي عينان لديك أذنان ولدي أذنان لديك معدة ولدي معدة أنت تأكل وأنا أكل إذن لا يوجد اختلاف بيننا”.

وتابع: “جئنا إلى تونس بعد أن عبرنا الصحراء ولكننا تعرضنا إلى كثير من العنصرية على الطريق إلى أن وصلنا إلى هنا، كلنا بشر وينبغي أن نحترم بعضنا، نحن كائنات بشرية ولسنا حيوانات أو غيرها”.

في اليوم الدولي للمنحدرين من أصل إفريقي.. كيف هي وضعية المهاجرين في تونس؟

وأكد: “نطلب من الناس مساعدتنا لمغادرة تونس فنحن لم نغادر بلداننا ونأت هنا للبقاء إنما للمرور والنجاح في بناء حياة جديدة، الفقر هو الذي دفعنا لمغادرة أوطاننا، البؤس ليس جيد ويمكن أن يسبب الخسائر كما يدفع الناس لارتكاب العنف والسرقات وهذا ليس ما نريده”.

وكشف المهاجر: “نحن نريد حياة جديدة ونريد النجاح لذلك أطلب من الناس الابتعاد عن العنصرية، هذه رسالتي، لا للعنصرية، كلنا لنا نفس الجذور ونفس الأخوة تونسيين ليبيين ماليين…كلنا أخوة هذه رسالتي لا للعنصرية”.

وفي ذات السياق صرح المهاجر المالي سناري: “لا يوجد أبيض أفضل من أسود ولا يوجد أسود أفضل من أبيض، جميعنا خلقنا الله…جئنا هنا لننقذ حياتنا لأننا عانينا كثيرا في بلداننا مثل السودان ومالي هناك حروب في كل مناطق إفريقيا السمراء”.

في اليوم الدولي للمنحدرين من أصل إفريقي.. كيف هي وضعية المهاجرين في تونس؟

وأضاف:”عانينا بشكل كبير وعانت عائلاتنا الفقيرة كثيرا معنا، وغادرنا من أجل مساعدتها، أتينا هنا لكن السلطات في الجزائر والنيجر طردتنا عند الحدود وترحلنا وكثيرا ما يقع الاعتداء علينا ولو بصفة غير قصدية”.

وختم حديثه بالقول: “لقد هاجرنا من أجل إيجاد الأفضل لنا ومن أجل  إنقاذ حياتنا لأننا عانينا كثيرا في إفريقيا السوداء، عانينا كثيرا”.

كما تواصلت أخبار الآن أيضا مع عزيز شابي ناشط حقوقي، والذي كشف عن أنشطته العديدة من أجل نبذ العنصرية وقد حمل عزيز أيضا السلطة مسؤولية ما يتعرض له المهاجرين في تونس من عنف وتمييز وقال الشاب: “أنا ناشط حقوقي في مجالات عديدة من بينها مجال الهجرة، أحاول إيصال أصوات الناس الذين يتعرضون لمظالم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال نقاشات تلفزيونية ومن خلال الخروج على أرض الميدان من خلال مد يد العون للمحتجاجين وفي ذات الوقت أكد عزيز أنه لا ينشط فحسب في الأنشطة الخيرية لأنني أعتبر أن النشاط الحقوقي يؤثر في البنية التحتية لكل المجال ويغير العقليات وسيقلل في النهاية من حدة الأفكار العنصرية”.

هذا وتمثل المناسبات الأممية مرآة القيم التي يتشاركها المجتمع. فجميع البشر يولدون أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق وبإمكانهم أن يسهموا على نحو بنّاء في تنمية مجتمعاتهم وتحقيق رفاهيتها، إلا أن الظروف تدفع الكثير منهم للهجرة من أجل البحث عن واقع أفضل ليتعرضوا في الطريق لعدد كبير من الانتهاكات الجسيمة”.

الجدير بالذكر أن  فصول أزمة المهاجرين من أفارقة جنوب الصحراء تتواصل في مدينة صفاقس التي تعد ثاني أكبر مدن البلاد التونسية، حيث يتجمع المهاجرون الذين طُرد بعضهم من المنازل التي كانوا يستأجرونها في حديقة بباب الجبلي ويتخذون منها مأوى لهم، حيث ينامون في العراء دون سقف يحميهم من حر الشمس الحارقة.

للمزيد عن معاناة أفارقة جنوب الصحراء في تونس: