حكمة مصدق
طالب لجوء من أفارقة جنوب الصحراء لأخبار الآن: “عانينا كثيرا من التونسيين”
- يؤكد لوكاس على أن من قاموا بالعنف يمثلون أنفسهم
- هذه التصرفات دعمت فكرة أن المواطن من جنوب الصحراء عنيف
عادت أزمة طالبي اللجوء من أفارقة جنوب الصحراء إلى المشهد مجددا في تونس، وطرح نفس الجدال حول بقائهم أو ترحيلهم من البلاد بسبب تبادل للعنف بين الأمن وأفارقة من جنوب الصحراء في العاصمة وفي هذا السياق التقت أخبار الآن بالناشط في المجتمع المدني زياد الملولي الذي تحدث عن الواقعة: “قام أفارقة جنوب الصحراء باعتصام أمام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مطالبين بإعادة توطينهم في بلدان أخرى ثم قاموا باستفزاز الناس ومنعوا موظفي المفوضية من الالتحاق بعملهم فاتصلت المنظمة بالأمن لإحكام السيطرة على الوضعية فكان ردهم المزيد من العنف إذ هشموا السيارات والأبواب البلورية”.
وأكد زياد الملولي أن هذه التصرفات دعمت فكرة أن المواطن من جنوب الصحراء عنيف إذ أرهبوا المواطنين ولم تنشر المنظمات المدافعة عنهم أي بيان مندد بهذه التصرفات وأضاف: “لا تعتبر هذه التصرفات استثنائية إذ نشهد يوميا في تونس أحداث مماثلة”.
وشدد الملولي: “الأمر لا علاقة له بالعنصرية، وجود أشخاص دون أوراق هوية يهدد سلمنا الاجتماعي وأمننا في تونس، لذلك يجب تسوية أوضاعهم في تونس في أقرب وقت.”
لم يكن من السهل التواصل مع أفارقة جنوب الصحراء لأنهم يرفضون الظهور الإعلامي خوفا من التعرف عليهم وترحيلهم أو من عنف محتمل من قبل بعض التونسيين الذين قد ينتبهون لتصريحاتهم التي تنتقد تصرفاتهم وفق تعبير بعض الأفارقة الذين رفضوا التصريح.
لوكاس، شاب في العشرينات من نيجيريا كان متحمسا للحديث عن وضعيته كلاجئء في تونس، أكد في بداية حديثه على أن من قاموا بالعنف يمثلون أنفسهم لأن غالبية طالبي اللجوء مسالمون وهم يحتمون بتونس هربا من ظروف قاسية في أوطانهم الأم.
وأضاف أنه يتعرض للعنف والتمييز يوميا وتابع: “إنها العنصرية، يرون أنك شخص أسود فلا يريدون الاقتراب منك، وحين تسألهم عن مشكلتهم يغطون أنوفهم ويرفعون زجاج السيارات”.
وأكد: “نحن جميعا سواء، بيض أو سود، أنوفنا في نفس المكان، وأفواهنا أيضا، كل اختلافاتنا تتمثل في لون البشرة الذي نتعرض بسببه للتمييز”.
كما أشار لوكاس إلى أنه يبحث عن عمل منذ فترة خاصة وأنه في الأصل مهندس لكنه لم يجد أي عمل لذلك يضطر للتسول في الشوارع التونسية حتى يجد ما يأكله خاصة وأن أيام عصيبة مر بها جعلته لا يجد حتى رغيف خبز.
يرينا مامادو وهو إسم مستعار اختاره محدثنا، جروحا في جبينه تروي تعرضه للعنف من التونسيين ويشدد على أنه عانى جدا في تونس من العنصرية والعنف وقال لأخبار الآن: “نحن هنا بلا عائلة، لا أب ولا أم يدافعون عنا، كل ما لدينا هو الله ووحده من سندعوه لحمايتنا”
إستال، شابة من الكاميرون لا تختلف قصتها عن بقية أفارقة جنوب الصحراء الذي التقت بهم أخبار الآن، هي الأخرى تعرضت لمواقف عدة صعبة ومن بين هذه المواقف تروي لنا إستال قصة عملها كعاملة نظافة: “كنت أعمل في قابس، قضيت 3 أشهر دون الخروج من المنزل، أعمل 24/24 وعندما تكون مشغلتي غاضبة تسكب علي الماء”، وتصف تصرفها بأنه شرير.
وتتابع إستال: “الآن في تونس، في البحر الأزرق، عندما أمر الأطفال في الطريق يهتفون “إجريو كحلوشة” لا أعلم ماذا تعنيه الكلمة ويلقون علي الحجارة.”، وتختم كلامها بنظرة منكسرة: “هذا ليس جيدا”، هذه عنصرية.”.
يواجه عدد من طالبي اللجوء وضعا إنسانيا صعبا في غياب نص قانوني تونسي واحد يقدم لهم الحماية وقال المحامي وعضو رابطة حقوق الإنسان نعمان مزيد لأخبار الآن: “بالنسبة لوضعية اللاجئ في تونس، هناك فراغ تشريعي وقانوني، لأن تونس لم تصادق بعد على الاتفاقية التي تهم اللجوء والشخص الذي يأتي لتونس ويطالب باللجوء يجد نفسه دون أي قانون يحميه، لأن اللاجئ من المفترض أن يكون لديه جملة من الحقوق كالحق في التعليم والصحة لكن في تونس كل هذا غير موجود”.
كما كشف المحامي على اكتظاظ غرفة الموتى بجثث أفارقة جنوب الصحراء، وواصل “جثثهم التي تظل متروكة لأكثر من شهر ثم تدفن في مقبرة “الغرباء” وختم حديثه لأخبار الآن خارج التصوير بالقول: “حقوقهم منتهكة في الحياة والموت”.
