انهيار مبانٍ تاريخية جرّاء الأمطار والسيول في صنعاء

  • يواجه اليمن تغييرات مناخية تهدد بنيته التحتية وعمارته الطينية في المدن التاريخية
  • اليونسكو تراقب الوضع عن كثب في المدن التاريخية
  • سكان صنعاء: تكدس مياه الأمطار منذ بداية شهر أغسطس الجاري صار يهدد حياتهم

أعربت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الثلاثاء عن قلقها بشأن تأثير الأمطار الموسمية والفيضانات الأخيرة على سبل عيش المجتمعات المحلية في اليمن، فضلاً عن فقدان الممتلكات التاريخية التي لا تقدر بثمن.

وقال مسؤول محلي في  صنعاء إن السيول والأمطار تسببتا في تهدم عدد كبير من المنازل والمباني الطينية وانسداد قنوات تصريف السيول.

وألحقت الأمطار الغزيرة أضرارا فادحة بنحو 500 منزل أثري في صنعاء القديمة.

وناشدت سلطة صنعاء في بيان رسمي رجال المال والأعمال المساعدة في تمويل صيانة وترميم المنازل المعرضة للانهيار بصنعاء القديمة، لاسيما وأن هناك أكثر من 100 منزل عرضة للسقوط.

صنعاء

أشخاص يركبون دراجة نارية أثناء عبورهم شارعًا غمرته المياه أثناء هطول أمطار غزيرة في صنعاء ، اليمن ، 1 أغسطس / آب 2022. رويترز

وقال سكان المدينة العتيقة إن تكدس مياه الأمطار منذ بداية شهر أغسطس الجاري صار يهدد حياتهم. وقال يوسف الهديري، أحد سكان المنطقة، “أنام مع أطفالي تحت قطرات الماء وأخاف عندما أسمع المطر وأدعو الله لأنني أخشى أن ينهار منزلي فوقي”.

وقال عمار رزيق، وهو ساكن آخر، إن مياه الأمطار “تراكمت… ولا توجد وسيلة لتصريف المياه على الإطلاق”.

ويعود تاريخ بعض تلك المنازل إلى القرنين السابع والثامن الميلاديين حين كانت صنعاء مركزاً إسلامياً هاماً. وفي كتب التاريخ كانت مدينة صنعاء القديمة تسمى “آزال”، وهي واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم ويعود تاريخ إنشائها إلى القرن الخامس قبل الميلاد.

وقديماً، كانت المدينة لا تحتل سوى مساحة صغيرة من قاع صنعاء الفسيح، الذي يمتد بين جبل نُقم شرقاً وجبل عيبان غرباً.  واتسعت مساحتها رويداً رويداً في العهود الإسلامية واتسعت دائرة سورها حتى أصبح يحيطها من جميع الجهات، وللمدينة 7 أبواب مشهورة لم يبق منها سوى واحد فقط، هو “باب اليمن”.

صنعاء

رجل يعبر شارعًا غمرته المياه أثناء هطول أمطار غزيرة في صنعاء ، اليمن ، 1 أغسطس / آب 2022. رويترز

وتعد صنعاء متحفا مفتوحا لما تحتويه من بنايات تاريخية مدرجة على لائحة الأمم المتحدة للمواقع الأثرية العالمية. ويرى العلماء أن التغير المناخي يزيد من حدة تساقط الأمطار واحتمال ارتفاع حدة العواصف والمطر.

وأفادت دراسة نشرت مؤخرا بأنّ نحو ربع سكان العالم معرضون لخطر الفيضانات الكبيرة، وفي مقدمتهم سكان الدول الفقيرة. وتتسبّب الأمطار الغزيرة التي تضرب اليمن في وفاة العشرات سنويا في أنحاء البلاد.

وخلال السنوات الماضية غادر سكان أبنية كثيرة في مدينة صنعاء القديمة مساكنهم المعرضة للانهيار أو تلك التي انهارت كلياً أو جزئياً، نتيجة موجة الأمطار والفيضانات التي ضربتها، وبدا واضحاً عجز مؤسسات الدولة وغيابها، كما هو الحال في معظم مناطق اليمن المتضررة.

وفي محاولة لإنقاذ البيوت الطينية من الأمطار الغزيرة أطلقت مجموعات شبابية مبادرات تتمثل في تغطية الأسطح بالطرابيل حتى لا تتخلخل البيوت وتتهدّم.

وقالت منظمة اليونسكو في بيان لها الثلاثاء إنها “تراقب الوضع عن كثب في المدن التاريخية، ولاسيما  المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي، بما في ذلك مدينة صنعاء القديمة ومدينة زبيد التاريخية ومدينة شبام القديمة المسورة”، مشيرة إلى أن “الثقافة هي محفز للتماسك الاجتماعي لتوحيد المجتمعات من أجل مستقبل سلمي ومستدام”.