بالرغم من كل النصوص الدينية والعقود الاجتماعية، والتحديثات الأخلاقية التي جاءت على المجتمعات العربية؛ ما زالت بعض المعتقدات التي لا تنتمي إلا للتخلف؛ تعشعش في أذهان بعض الأفراد لارتكاب جريمة عظمى بدافع “الثأر”، اعتقاداً من صاحبها أو أصحابها بإحقاق الحق، أو رد الكرامة، أو تثبيت وتأكيد الولاء والانتماء، أو إيفاءً بالعهد.

مبررات وعادات متخلفة ثقافياً واجتماعياً، دحضتها كل العقود والنصوص، وحظرتها القوانين الدولية والمحلية، لتعود وتطفو على السطح العربي كل ما همدت فقاعاتها، فما هي أسباب وتداعيات جرائم الثأر؟ وما هي سُبل ردعها والتوعية للحدّ منها في المجتمعات العربية؟ وما سبل وطرق تعزيز الثقافة الاجتماعية والإنسانية والدينية والحقوقية في مواجهة هذه الظاهرة الخطرة؟

جرائم الثأر في الأردن.. وضحايا لا ذنب لهم

ما هي الأسباب الحقيقية الدافعة نحو ارتكاب جرائم الثأر؟

هل هي ضعف الدولة، أو غياب القوانين والعقوبات الصارمة، ومن ضمنها عقوبة “الإعدام” في بعض الدول العربية كعقوبة رادعة كما يراها البعض، أم أنها إرث وعُرف يصعب الخلاص منه وخصوصاً من الناحية العشائرية والقبلية؛ إذ قد تضعف “هيبة” العشيرة أو القبيلة دونها، أم أن السبب الحقيقي هو التراجع والتخلف الثقافي والاجتماعي في بعض منظومات المجتمعات العربية، وضعف الوازع الديني والإنساني عند مرتكبي جرائم الثأر، أم غيرها من الأسباب؟!

هذه القضية هي موضوع حلقتنا من برنامج منبر الشباب من العاصمة الأردنية عمّان، لنطرح من خلالها هذه الأسئلة وغيرها، كما نتطرق إلى جوانب القضية من الناحية الاجتماعية والدينية والقانونية.

جرائم الثأر في الأردن.. وضحايا لا ذنب لهم

فتى الزرقاء.. جريمة ثأر تحول قضية رأي عام

ضيوف الحلقة الكرام “فتى الزرقاء” صالح حمدان؛ الذي كان ضحية لإحدى جرائم الثأر المروّعة والتي أصبحت قضية رأي عام ليس في الأردن وحسب، إضافة إلى الدكتور حسان أبو عرقوب؛ وهو مفتي في دائرة الإفتاء الأردنية وكاتب في المواضيع الدينية والشرعية والاجتماعية، ومدير العلاقات العامة والتعاون الدولي في دائرة الإفتاء الأردنية، والدكتورة رانيا جبر أستاذ مشارك في الجامعة الأردنية علم الاجتماع.

جرائم الثأر في الأردن.. وضحايا لا ذنب لهم

كما شاركنا الحوار مجموعة من الطلاب من جامعة الشرق الأوسط في عمّان.