التظاهرات تعمّ لبنان احتجاجاً على تردي الأوضاع

  • معظم المناطق اللبنانية شهدت تحركات احتجاجية تنديداً بتدهور الأوضاع المعيشية
  • التحركات الشعبية جاءت وسط عدم نجاح السلطة السياسية في تشكيل حكومة جديدة
  • الوضع في مدينة طرابلس هادئ جداً كما أن جميع الطرقات ضمنها سالكة
  • الجيش مستمر إلى جانب القوى الأمنية في ضبط الأوضاع في كل المناطق

تشهد مختلف المناطق اللبنانية هدوءاً حذراً بعدما شهدت معظمها، ليل أمس السبت، احتجاجات عارمة تنديداً بتدهور الأوضاع المعيشية وشح المحروقات وانهيار الليرة اللبنانية أمام الدولار الذي وصل سعره بالأمس إلى حدود الـ18700 ليرة في السوق السوداء.

وتأتي هذه التحركات الشعبية وسط عدم نجاح السلطة السياسية في تشكيل حكومة جديدة تباشر بالإصلاحات الفعلية والجدية وانتشال البلاد من الإنهيار المالي والاقتصادي.

وإزاء ما حصل من توترات في العديد من المناطق لاسيما في مدينتي طرابلس (شمال لبنان) وصيدا (جنوب البلاد)، فقد عزّزت وحدات الجيش اللبناني انتشارها، وقد لوحظ منذ صباح اليوم الأحد، قيام العناصر العسكرية بدوريات مؤللة على الطرقات الرئيسية في المدينتين، في حين أفادت وسائل إعلام لبنانية عن قيام متظاهرين، صباح اليوم، بقطع الأوتوستراد الذي يربط بيروت بالجنوب في محلة الدامور.

وأبلغت مصادر ميدانية “أخبار الآن” بأنّ الوضع في طرابلس هادئ جداً كما أن جميع الطرقات ضمنها سالكة بعدما تم قطعها ليلاً من قبل مُحتجين غاضبين.

وكانت المدينة شهدت انتشاراً لمسلحين ملثمين خلال الليل، في حين تم اقتحام فرع مصرف لُبنان بالمدينة من قبل مُحتجين، فيما عمد آخرون إلى اشعال الإطارات أمام مبنى سرايا طرابلس وإلقاء قنابل المولوتوف الحارقة باتجاهه.

ووسط ذلك، نفذ متظاهرون في المدينة مسيرات احتجاجية جابت منازل النواب. ووفقاً لوسائل إعلام لُبنانية، فقد سُجل احتكاك مباشر بين محتجين من جهة وحرس منزل النائب محمد كبارة من جهة أخرى، وقد أقدم هؤلاء على إطلاق النار باتجاه المتظاهرين.

وأسفرت أعمال الشغب في المدينة عن إصابة 5 عسكريين في صفوف الجيش فضلاً عن عنصر آخر في قوى الأمن الداخلي.

كذلك، أسفرت قنبلة تم إلقاؤها أمام مخفر التل التابع لقوى الأمن الداخلي، عن إصابة عنصر في مديرية المخابرات التابعة للجيش وآخر من جهاز “معلومات الأمن العام”.

أما في صفوف المدنيين، فقط سقط 5 جرحى، وعملت فرق الإسعاف على نقلهم إلى المستشفيات في المدينة.

وفي صيدا، فقد ذكر مراسل “أخبار الآن” أن الجيش عزز انتشاره في مختلف أنحاء المدينة التي شهدت أمس تحركات في أكثر من مكان، وأبرزها قيام محتجين باقتحام باحة مبنى فرع مصرف لُبنان في المدينة.

أما في منطقة الأشرفية، فقد نفذ متظاهرون ليلاً اعتصاماً حاشداً أمام منزل وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمة، وقد شهد المكان انتشاراً كثيفاً للقوى الأمنية.

قرار أمني بمنع التخريب

ووسط كل ذلك، فقد أبلغت مصادر عسكرية “أخبار الآن” أنّ “الجيش مستمر إلى جانب القوى الأمنية في ضبط الأوضاع في كل المناطق”، مؤكدة أنه “لا تهاون أبداً مع أي أعمال مُخلة بالأمن خصوصاً خلال المرحلة الدقيقة التي تمرّ فيها البلاد”.

وجاءت كل هذه الاحتجاجات والتحركات تزامناً مع انعقاد اجتماع ضمّ أقطاب الطائفة الدرزية في لُبنان وهم: رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان ورئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب.

وأتى هذا اللقاء لتحصين منطقة جبل لُبنان من أي هزة أمنية، كما جرى التوافق بين المجتمعين على إنهاء ملفات الاحداث الأليمة التي شهدتها المنطقة وتسليم المتورطين فيها إلى القضاء اللّبناني. كذلك، أكد المجتمعون أن حمل السلاح في منطقة الجبل ممنوع تحت أي ظرف كان، مشددين على ضرورة تشكيل حكومة جديدة والالتفاف حول مؤسسة الجيش.

شاهد أيضاً: “حرام اللي عم بيصير” صرخة شاب لبناني في أحد طوابير الوقود