أعلنت المملكة العربية السعودية، الثلاثاء، عن وفاة أحمد زكي يماني، وزير النفط الأسبق والذي “وقف وراء” صدمة أسعار النفط في عام 1973، عن عمر يناهز 90 عاما. ويعد يماني ثاني وزير للنفط في السعودية بين 1962 وحتى عام 1986، وأول أمين عام لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك“. و قد أعلن التلفزيون السعودي الرسمي نبأ وفاة يماني في لندن،وأنه سيدفن في مكة المكرمة.

“عراب الذهب الأسود”

أحمد زكي يماني و لقبه “عراب الذهب الأسود” خدم لفترة طويلة في المملكة العربية السعودية كوزير النفط السعودي, وقاد المملكة خلال أزمة النفط عام 1973 عندما قام باستعمال النفط سلاحا في وجه الأمريكيين ، وتأميم شركة الطاقة الحكومية الخاصة بها المعروفة اليوم بأرامكو ، ووجد نفسه فيما بعد مختطفًا على يد القاتل كارلوس الثعلب.

أقرأ أيضاً
بالصور….تعرف على أكثر 10 نساء خليجيات تأثيرا في عالم الأعمال و العلوم

عرف يماني ببدلاته الأنيقة وأحاديثه الموزونة و الهادئة ، و قد كتب المؤلف دانيال يرغين في كتابه المؤثر عن النفط “الجائزة”: “بالنسبة لصناعة النفط العالمية وللسياسيين وكبار موظفي الخدمة المدنية وللصحفيين وللعالم بأسره ، أصبح يماني ممثلًا لعصر النفط الجديد بل رمزًا له”, مضيفا,  “وجهه ، مع عينيه البنيتين الكبيرتين اللطيفتين كما يبدو ، ولحية فان دايك المشذبة والمنحنية قليلاً ، أصبحت مألوفة لكوكب الأرض.”

 

وفاة عراب الذهب الأسود.. من هو السعودي أحمد زكي يماني

في هذه الصورة التي التقطت في 2 فبراير 1974 يظهر وزير النفط السعودي أحمد زكي يماني في طوكيو . أ ف ب

الحظر النفطي عام 1973

في السنوات الأولى من تولي يماني منصب وزير النفط ، كانت قوة النفط في أوجها. فبحلول وقت حرب الأيام الستة العربية الإسرائيلية عام 1967 ، كانت الرياض مستعدة بقوتها الاقتصادية.و أعلن يماني فرض حظر توريد على الدول الصديقة لإسرائيل. و في عام 1973، دفع الصراع العربي الإسرائيلي الرابع يماني إلى فرض حظر نفطي آخر. نجح الأمر هذه المرة – شكلت الزيادة في أسعار النفط الخام بمقدار أربعة أضعاف ذروة قوة أوبك ودفعت الاقتصادات الغربية إلى الركود مع ارتفاع التضخم في ما أصبح يعرف باسم الصدمة النفطية الأولى. لقد أدى القرار إلى ولادة ما أصبح يعرف باسم “سلاح النفط”.

و لخص يماني تلك اللحظة عندما تولى منتجو النفط زمام الأمور. قال: “لقد حانت اللحظة”. “نحن سادة سلعتنا.”

اقرأ أيضاً:
كورونا: القائمة الكاملة للقيود والقواعد وحظر السفر الجديد الخاص بكوفيد-19 في دول الخليج

أنا نادم على ما فعلته أوبك

يماني و في مقابلة خاصة مع CNN في 2010 أوضح ما حدث العام 1973 قائلا: “كانت قصة طويلة، ردة فعل أمريكا حول ما حصل لم يقتصر على رد فعل واحد، قرروا رفع سعر النفط 400% وهكذا حرموا أوبك من قوتهم الاستراتيجية، النفط العربي كان من المفترض أنه ليس للإضرار بالاقتصاد بل للفت نظر الرأي العالمي بأن هناك مشكلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين..وكنت خلف ذلك”

يذكر أن العام 1973 -1974 كان هناك حجب للنفط العربي كرد على مساندة الرئيس الأمريكي الأسبق، ريتشارد نيكسون لإسرائيل والصراع مع مصر وسوريا، الأمر الذي وصفه وزير الخارجية الأمريكي السابق، هينري كيسنجر بـ”الابتزاز العربي”.

و في هذه المقابلة عبّر اليماني أنه لم يندم على قرارته قائلا: “لا لا، لا أندم على ذلك، أنا نادم على ما فعلته أوبك، لا يمكنك حقا إدارة السعر , كان الأمر سوء إدارة للأسعار وسوء إدارة للقوة..”

وفاة عراب الذهب الأسود.. من هو السعودي أحمد زكي يماني

وزير المملكة العربية السعودية ، في حضور المفاوضات بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وممثلي شركات البترول الغربية. الشيخ أحمد زكي يماني لاعب رئيسي في الصدمة النفطية الأولى عام 1973. أ ف ب

اختطاف أحمد زكي يماني

في عام 1975 ، وجد اليماني نفسه في لحظات مهمة في التاريخ. كان يقف خارج الغرفة عندما اغتيل الملك فيصل بطلق ناري. وفي ديسمبر كانون الأول وجد يماني نفسه من بين المحتجزين كرهائن في مقر أوبك بفيينا في هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص واحتجاز 11.

ووفقاً للمعلومات التي ذكرها عددٌ من الوزراء المختطفين لوسائل الإعلام آنذاك، فإن الهجوم المسلح تمّ خلال الجلسة الختامية من قِبل 6 أشخاص, منهم الإرهابي الفنزويلي إلييتش راميريز سانشيز, الشهير بكارلوس الثعلب، واثنان فلسطينيان، وواحد لبناني، وفتاة ألمانية، وشخص سادس غير معروف. بعد ذلك ، وصف يماني كارلوس بأنه “إرهابي لا يرحم يعمل بدم بارد وبدقة جراحية”.

أقرأ أيضاً
شاهد: فيديو اعتداء على فتاة في السعودية يثير موجة غضب

طلب من السلطات النمساوية بث بيان عبر الإذاعات, ليعلن فيه الدعم للقضية الفلسطينية، إضافة إلى توفير طائرة وحافلات عدة, لاستكمال الخطة بالانتقال ومَن معه برفقة الرهائن إلى المطار. واستمرت عملية الاختطاف ما يقارب 46 ساعة، حيث تمّ نقل الوزراء وعدد آخر من وفود الدول عبر حافلة إلى مطار مهجور، حيث كانت تقف إحدى الطائرات، وتمّ الإفراج عن جميع الرهائن باستثناء وزراء الدول ومَن ينوب عنهم.

وهبطت الطائرة في الجزائر في النهاية و تمّت المفاوضات مع المسؤولين الجزائريين الذين نجحوا في إقناع الخاطفين بالإفراج عن جميع الرهائن مقابل مساعدات .

إقالة أحمد زكي يماني

 

في أحد التصريحات الإعلامية التي أدلى بها منفّذ العملية كارلوس الثعلب, بعد القبض عليه عام 1994 في السودان، وتسليمه إلى فرنسا، أكّد أنه كانت لديهم أوامر تنص على إعدام وزير البترول والثروة المعدنية أحمد زكي يماني في نهاية العملية، مشيراً إلى أن القرار صادر من ثلاث جهات، هي: دولة عربية، وتنظيمان عضوان في منظمة التحرير الفلسطينية.

في أكتوبر / تشرين الأول 1986 ، أقيل يماني من منصبه وأصبح رئيسًا للاستشارات في مركز دراسات الطاقة العالمية. عند إطلاقه في لندن، مع بقاء سعر النفط الخام 20 دولارًا للبرميل في وقته ،  و قد كان توقع أن ترتفع الأسعار  بمقدار 100 دولار ، كما حدث في نهاية المطاف في الألفية الجديدة.