لم تمنع جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على العالم الأردنيين من التوجه اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في البرلمان التاسع عشر، وسط إجراءات أمنية واحترازية مشددة فرضتها ظروف الجائحة على البلاد، التي تدخل ابتداء من يوم غد في حظر شامل لمدة أربعة أيام.

نمط جديد لم يألفه الأردنيون اليوم وهم يمارسون حقهم الانتخابي، فرضته ظروف الجائحة عليهم، ابتداء من ضرورة الالتزام بارتداء الكمامات والقفازات وليس انتهاء بمنع دخول أكثر من شخص واحد إلى غرفة الاقتراع، فضلاً عن استلام المقترع قلماً خاصاً به مع دفتر الاقتراع، مع تحبير الإصبع بالتنقيط بدلاً من غمسه بالحبر وذلك لضمان سلامة المواطنين الأردنيين، كما أعلنت حكومة الدكتور بشر الخصاونة التي جاءت إلى رئاسة الوزراء الأردنية في الدوار الرابع قبل نحو شهر من اليوم.

الاستحقاق الانتخابي الذي يقوم به الأردنيون اليوم، يأتي أيضاً وقد عانت البلاد وتعاني من تزايد ملفت في عدد الإصابات بالفيروس؛ حيث قفز عدد الإصابات من صفر إلى إصابة إلى خمسة أو ستة آلاف إصابة يومياً وهو رقم كبير، لكن الحكومة الأردنية تؤكد بشكل مستمر قدرتها على التعامل مع الجائحة وقوة نظامها الصحي.

وفي هذا السياق تقول الصحافية فرح العطيات التي تابعت مجريات الانتخابات النيابية في الأردن لـ “أخبار الآن” إن “الحكومة الأردنية فرضت للتعامل مع الجائحة حظراً شاملا بعد الانتخابات سيبدأ من العاشرة مساء اليوم الثلاثاء وحتى صباح يوم الأحد المقبل ويشمل كل محافظات المملكة، لن يكون هناك أي حركة إلا المستثيين بموجب أمر الدفاع”.

وأضافت العطيات: “الحكومة الأردنية اتخذت جملة من الإجراءت للحفاظ على الصحة والسلامة العامة، ووفقا لما تتطلبه منظمة الصحة العالمية”، مشيرة إلى أن “هناك تخوفات من إصابة بعض الأشخاص خلال عملية الاقتراع”.

وقالت إن “الحكومة ستعلن مؤشرات توضح إن كان هناك زيادة في أعداد المصابين”.

وشهدت مراكز الاقتراع حضوراً كثيفاً في ساعات الصباح الأولى من انطلاق الماراثون الانتخابي، فيما أكد الناطق الإعلامي باسم الهيئة الأردنية المستقلة للانتخاب جهاد المومني أن “العملية الانتخابية تسير وفق ما خطط لها تماماً، ولا شكاوى حقيقية من الميدان”.

وتابع المومني أن كل من أدلى بصوته أشاد باجراءات الهيئة المستقلة للانتخاب، وتلقت الهيئة اتصالات للثناء على جهودها من قبل العديد ممن أدلى بصوته، مشيراً إلى أن هناك ملاحظات وردت بمنع صحافيين من التصوير، ومنعهم من دخول مراكز الاقتراع والفرز وتم منع التصوير وليس الدخول وتم متابعة الملاحظات وتم تذكير لجان الانتخاب بأهمية التعاون مع الصحافيين.

في الأثناء، باشر فريق التحالف الوطني لمراقبة الانتخابات النيابية الأردنية – والذي يقوده المركز الوطني لحقوق الإنسان في الأردن – بمراقبة الانتخابات.

وقال بيان للمركز الذي يعد من أبرز الهيئات المستقلة الرقابية في البلاد “ما زال الفريق الرقابي الذي يغطي كافة محافظات المملكة ويبلغ عدد أعضائه نحو 1750 مراقبا ومراقبة، يقوم بدوره وفق الخطة الموضوعة مسبقا، ويزود غرفة العمليات الرئيسية في مقر المركز الوطني لحقوق الإنسان بالملاحظات المتعلقة بسير عملية الاقتراع”.

وتابع المركز أن ذلك يتم – وفق المعايير الوطنية والدولية الناظمة لعملية الرقابة – رصد أي تجاوزات او انتهاكات تتعلق بمجمل العملية الانتخابية.