أخبار الآن | بغداد- العراق ( أحمد التكريتي)

يعمل كمال على تأسيس مكتبة في القضاء الذي مازال يشهد صراعاً محلياً ودولياً، فتارة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان العراق، وأخرى بين حزب العمال الكردستاني وتركيا، وتدخل إيران على خط الأزمة من خلال الميليشيات التابعة لها والتي تسيطر على أجزاء منه.

من شبح داعش إلى القراءة.. تأسيس أول مكتبة في سنجار

في قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى شمالي العراق، يعمل كاميران كمال على تأسيس أول مكتبة في القضاء الذي شهد أبشع جرائم العصر على يد تنظيم “داعش” الإرهابي.

 

من شبح داعش إلى القراءة.. تأسيس أول مكتبة في سنجار

عندما نزح كمال من قضاء سنجار عام 2014 بعد اجتياحه من قبل تنظيم “داعش”، كان هذا الشاب الإيزيدي يقضي وقته بالقراءة، واليوم عاد إلى مدينته ليكون أول من يؤسس مكتبة عامة فيها

كل هذه المأساة والصراعات الموجودة في سنجار الذي يُعتبر معقل الإيزيديين العراقيين، لم تمنع هذا الشاب من إعادة ولو جزءاً من الحياة للقضاء الذي ولد وكبر فيه، لذا بدأ مشروع تأسيس أول مكتبة على حسابه الخاص.
يقول كاميران كمال لـ”أخبار الآن”: “لدي حلم، وهذا الحلم قد يراه البعض صغيراً، لكنه كبيراً بالنسبة لي، حلمي هو أن تكون هناك مكتبة في قضاء سنجار الذي عانى من الإهمال الحكومي وتضرر كثيراً بسبب إرهاب تنظيم داعش”.
ويضيف: “أنا أحلم بأن أقدم شيئاً لمدينتي وللعراق، وأتمنى أن يكون في كل بيت عراقي مكتبة. سنجار بالنسبة لي الوجود، وما أريده هو أن تكون بخير وأن يكون شبابها من القراء والمطلعين وأن نتحدى الإرهاب والدمار بالعلم والثقافة”.

 

من شبح داعش إلى القراءة.. تأسيس أول مكتبة في سنجار

يعمل الآن الشاب على بناء المكتبة في القضاء، وهناك من قدم تبرعات بسيطة لمساعدته في تحقيق حلمه بوجود مكتبة في مدينة عانت ومازالت تُعاني من ويلات الحرب ضد داعش.

مع انتشار فكرة المكتبة واطلاع الناس على مشروع كمال، بدأ بعض القراء وبعض أصحاب المكاتب بإرسال الكتب له في محاولة لتوفير ما يُمكن توفيره للمكتبة التي ستكون نافذة أبناء القضاء للعالم.
ستحمل المكتبة التي ستفتتح قريباً اسم “أورشينا” ومعناها “أرض السلام” بحسب اللغة السريانية القديمة، واسم المكتبة رسالة من صاحب فكرة تأسيسها إلى الجميع بضرورة أن يُبعد أي صراع عن مدينته التي مازالت تُعاني من انفلات السلاح وعدم معرفة مصير مئات المختطفين على يد تنظيم “داعش”.

 

من شبح داعش إلى القراءة.. تأسيس أول مكتبة في سنجار

ستحمل المكتبة التي ستفتتح قريباً اسم “أورشينا” ومعناها “أرض السلام” بحسب اللغة السريانية القديمة

خلال فترة النزوح كان كمال قد أسس مكتبة صغيرة وبسيطة في المخيم الذي عاش فيه، وقدم تلك الكتب مجاناً للنازحين وشجعهم على القرار، وكان يشتري بعض الكتب على حسابه الخاص وبعضها تُقدم له من متبرعين.
يشير كمال خلال حديثه لـ”أخبار الآن” إلى أن “قضاء سنجار يفتقد إلى مكتبة عامة منذ عام 1990”.
يُريد كمال من خلال تأسيس هذه المكتبة تطوير القدرات الذاتية للشباب في قضاء سنجار، وإبعادهم عن أي محاولات لاستغلالهم بالصراعات الحزبية والدينية والسياسية والمسلحة، فهو يعتقد أن “القراءة كلما زادت، كلما قلّ التطرف”.