أخبار الآن| القاهرة – مصر (صفاء صالح)

يشهد ملف سد النهضة تصاعدا في الأحداث وايضا التصريحات، فبعد إعلان مصر فشل المفاوضات رسميا، واللجوء لمجلس الأمن، تظهر العديد من التحليلات حول أوجه الاختلاف، أخبار الآن التقت بالدكتور عباس شراقي الخبير الدولي في المياه وأستاذ بكلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، لسؤاله عن نقاط الاختلاف القانونية التي تشير لها مصر تجاه مشروع السد.

يوضح شراقي بأن عند اقامة السدود على الأنهار، هناك أعراف وقوانين دولية تنظم إنشاء سدود على الأنهار المشتركة، فنهر النيل موجود عليه 11 دولة ، لذلك فإن أي سد سيقام على أحد فروع نهر النيل لابد من موافقة باقي الدول على هذا النهر.

خبير دولي لأخبار الآن: إثيوبيا تعتبر النيل نهرا محليا وليس دوليا..وسد النهضة يسبب ضررا لمصر والسودان

الدكتور عباس شراقي الخبير الدولي في المياه وأستاذ بكلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة

وتابع شراقي قائلاً : “يأتي من أثيوبيا 3 أنهار تصب في نهر النيل أهمها النهر الأزرق الذي يقام عليه سد النهضة، أي أن سد النهضة سيتحكم في 60 % من إيراد النيل لمصر أي ما يعادل 50 مليار متر مكعب من المياه طبقا للاتفاقيات بين مصر وإثيوبيا، وللأسف إثيوبيا تنتهك كل هذه الاتفاقيات بدعوى انها اتفاقيات عصور قديمة، فاذا كانت الاتفاقيات القديمة هي التي تحكم الحدود بين الدول، فإذا ألغيناها فقد ألغينا الحدود ايضا وتحدث حروب.

سد النهضة قد يتسبب للسودان بكارثة مثل تسونامي..وإثيوبيا تنتهك الاتفاقيات 

وأوضح شراقي بأن ما يقام على النهر الدولي لابد أن يكون له مشاورات مع باقي الدول بغرض دراسة الموضوع ودراسة السد وتأثيره على كل الدول، حيث قال دكتور شراقي إن ما حدث أن اثيوبيا بدأت في بناء سد النهضة في فبراير 2011  ولم تعط مصر أي معلومات، ومن ضمن مبادئ القانون الدولي أن أي مشروع لا يضر بالدول الاخرى ويجب اعطاء دراسة الجدوى للدول الاخرى لدراستها، ولكن اثيوبيا لم تفعل شيئا من ذلك حسب تصريحه.

فيما أكد دكتور عباس شراقي إن مصر شكلت لجنة دولية في 2013 لمراجعة الدراسات الإثيوبية، ووجدت اللجنة أن هذه دراست أولية لا ترقى إلى مستوى مشروع ضخم، وطلبت مصر من إثيوبيا أن تقوم بدراسات يتم التعاون فيها مع الدول الثلاثة، واختارت مصر مكتب فرنسي ليقيم هذه الدراسات ويحدد كيف سيعمل السد.

وأشار شراقي بأن إثيوبيا لم تمكن الشركة الفرنسية من القيام بعملها جيدا، لذا فإن سد النهضة حاليا بدون دراسات بيئية قوية، حيث أن كل الدراسات المعروضة عن السد حاليا هي ماقام بها الفريق الاثيوبي والتي وصفتها اللجنة الدولية بانها لا ترقى لهذا المستوى .

وخلال المقابلة أوضح شراقي بأن هناك خطورة شديدة في إقامة هذا السد خصوصا على السودان، حيث أنه يقام في منطقة أعلى من الخرطوم ب350 متر وهناك فيضانات شديدة، كما أن اثيوبيا بها أكبر فالق على سطح الارض الاخدود الفريقي العظيم ، ومناطق زلازل وفيضانات والبحيرة على ارتفاع واذا كان لا يوجد دراسة هندسية لسلامة هذا السد، فسيحدث انهيار يدمر أجزاءا بالسودان، ويحدث لسد النهضة ايضا فيضانا مدمر كإعصار تسونامي في اليابان ، وقد يصل هذا الضرر إلى السد العالي ، ثم تساءل شراقي قائلاً: “كيف يقف مصر والسودان مكتوفي الأيدي في مقابل مشروع ليس لدينا له دراسات حقيقية، حيث أن أثيوبيا تتعامل مع النهر على أنه نهر محلي داخلي وليس نهر دولي”.

مصدر الصورة (خاص)

المزيد خاص: تصعيد سياسي أو اتفاق بوساطة أممية.. ماذا بعد فشل مفاوضات سد النهضة رسميا؟