أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (محمد القلاب)

في خطاب مُحكٌما لغوياً، متناقض مع حقيقة الأحداث التي تشهدها سوريا، ظهر زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، في مقطع فيديو جديد لاقى انتقادات كثيرة من قبل الأهالي المدنيين الذين خرجوا في تظاهرات عدة رافضة له ولهيئته جراء تردي اوضاعهم المعيشية وتعريض حياتهم للخطر، والتتنظيمات الإرهابية الناشطة في محافظة إدلب.

وركز الجولاني في بداية خطابه الذي اتسم بسرعة السرد على مسألة نجاح الثورة السورية في تحقيق اهدافها الرئيسة والمتمثلة برفض ممارسات النظام السوري، معرجاً في الوقت ذاته على خطورة التدخل الروسي والإيراني اللذين يتخذ منهما ذريعة لممارسة نشاطاته الربحية على حساب الشعب السوري من جهة، والارهابي بجميع اشكاله من جهة ثانية.

وفي خطاب الجولاني، صور كفاحه على غرار الحرب الأفغانية ضد الاتحاد السوفيتي، في محاولة جريئة لأخذ مكان الظواهري، ولم يتطرق الى كيفية إيقاف المهاجمين الروس، في وقت تقوم به هيئة تحرير الشام بتعريض أهالي ادلب للخطر.

وحث الجولاني في خطابه الذي يتناقض في جميع جوانبه مع مصلحة الشعب السوري، على توحيد الصفوف في مقاومة النظام السوري المدعوم من روسيا وإيران، متناسيا انفراده بالتحكم في ما يعرف بالمقاومة الداخلية المنبثقة من مناطق نفوذه وسيطرته الحالية خصوصا في الشمال السوري، بالاضافة إلى الاتهامات الموجهة له بعدم السماح لفصائل التنظيمات الإرهابية والمعارضة السورية أيضا بمقاومة النظام.

وانتقد الكثير من ناشطي المعارضة السورية خطاب الجولاني الذي اتهمه قادة كثر أيضاً من داخل الهيئة وابرزهم “أبو قدامة” الذي خرج في مقطع فيديو موضحاً في أن هيئة تحرير الشام لا تملك اسلحة دفاع جوي وهي غير قادرة على اسقاط طائرة استطلاع عادية مقارنة بالطائرات التي تحلق ارتفاعات عالية مثل “ميغ” وسيخوي” و”أف 16″.

خطاب زعيم هيئة تحرير الشام، جاء في وقت تشهد فيه محافظة ادلب دعوات شعبية ومدنية بالخروج عليه بسبب تغوله على قوتهم وسرقة ما تبقى من مقدراتهم، بالاضافة الى توجيه اصابع الاتهام له بالمسؤولية عن تصفية جميع قادة الفصائل والتنظيمات الإرهابية التي يعتبر الجولاني وجودها تهديدا حقيقيا له.

واعتبر الخطاب بانه بمثابة تحييد لجميع الجهات المعارضة للنظام واقصاء لهم، موكلا نفسه الحديث باسمهم من دون التعريج على ذكر اي جهة كان له دور سلبي او ايجابي خلال الاحداث الدائرة في سوريا منذ العام 2011.

واظهرت مقاطع عدة تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، الكثير من المقاتلين الذين يحاولون الدخول الى محافظة ادلب من اجل خوض المعارك ضد قوات النظام السوري والقوات الروسية والإيرانية الداعمة له، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب عناصر الهيئة الذين منعوهم من ذلك.

وشهدت محافظة إدلب، غارات كثيرة نفذتها قوات التحالف الدولي واستهدفت من خلالها قيادات عدة أهمها زعيم تنظيم داعش المقتول أبوبكر البغدادي في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وأخيراً قائد تنظيم حراس الدين بلال خريسات الملقب بـ(ابو خديجة الأردني)، وتبقى اصابع الاتهام موجهة للجولاني وهيئته بتحديد مواقع القادة وتقديمها لقوات التحالف.

إقرأ المزيد:

الجولاني المستفيد الأكبر من تصفية “حراس الدين”

مقتل القيادي في حراس الدين أبو خديجة الأردني في غارة للتحالف بإدلب

غارات للطيران الروسي على إدلب..وسقوط قتلى وجرحى