أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (عبدالكريم جلمود)

بعد توالي خسائر تنظيم داعش في العراق وسوريا، يسعى التنظيم لتعويض خسائره عبر الانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن تلك الخسائر انتقلت إلى صفحاته على تويتر وتليغرام وفيسبوك، لذلك بات التنظيم يراهن على تطبيقات التراسل الفوري.

لاتختلف خسائر تنظيم داعش على الأرض عن خسائره على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وتليغرام وفيسبوك، وبعد تلك الخسائر بات التنظيم يراهن على استخدام تطبيقات البرامج التي تتميز بخصائص التراسل الفوري، والقدرة على الانتشار كالقنوات، وإرسال الملفات، والبث الصوتي والمرئي، بصورة أكثر أماناً.

باحثون وخبراء قالوا إن تنظيم داعش يهدف من التطبيقات الجديدة إلى تجنيد موالين جُدد، وتوجيه أفراده، والتوسع بعد انهياره وسقوط معاقله في سوريا والعراق وكثير من الدول.

الباحثون أكدوا أنه بعد إجبار سلطات الدول لمنصات التواصل على حذف المحتوى المتطرف، وحظر الحسابات التي تساعد في نشر هذا المحتوى، اتجه التنظيم إلى المنصات المشفرة مثل “تليغرام” لكي يضمن مواصلة نشر أفكاره، لكنه تم حجب تليغرام أيضاً.

المكافحة الإلكترونية التي شنتها إدارات “فيسبوك” و”تويتر” و”يوتيوب”، إضافة إلى هجمات القرصنة الإلكترونية لمواقع داعش التي أدت إلى انخفاض استخدام التنظيم بشكل كبير لمواقع التواصل الاجتماعي، ساعدت بشكل فعال في ترنح وسائل تواصل التنظيم خلال الأشهر الماضية، خصوصاً عقب توالي هزائمه في العراق وسوريا.

ومنذ يوليو /تموز 2015 حتى يوليو 2016، علق موقع تويتر ما لا يقل عن 360 ألف حساب، واستخدم “يوتيوب” تقنية جديدة تعمل ضد التطرف والعنف والمضايقات عبر الإنترنت، فعندما يبحث أحد الأشخاص عن كلمات رئيسية معينة، يُوجه المستخدم لقائمة من مقاطع الفيديو التي تتضمن محتوى يعارض التطرف.

الخبراء قللوا من صحة فرضية توسع التنظيم عبر التطبيقات الجديدة، فقد سقطت أقنعة داعش، وصار كثيرون على قناعة بأن التنظيم لم يجلب سوى الدمار والخراب في كثير من دول العالم.

في دراسة حديثة، أشارت دار الافتاء المصرية إلى أن التنظيمات المتطرفة توسعت في استخدام شبكات الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، باعتبارها ملاذاً آمناً لبث أفكارهم المتطرفة، ولتنفيذ مشروعها الآيديولوجي.

الدراسة التي جاءت بعنوان “استراتيجيات وآيديولوجيات الجماعات الإرهابية في تجنيد الشباب عبر الإنترنت”، والتي أعدها مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، أكدت أن شبكات ومواقع ومنصات التواصل الاجتماعي تمثل جامعة إلكترونية لإعداد وتجنيد “الذئاب المنفردة”، وأداة خصبة لنشر أفكارهم المتطرفة، حيث تقوم تلك التيارات بتصنيف مواقع التواصل وفق استخدامه المناسب.

وصنّفت دراسة الافتاء مواقع التواصل وفق استغلال داعش، حيث أكدت أن فيسبوك يساعد التنظيم في تجنيد “الذئاب المنفردة” بسهولة، عبر استدراج الشباب وتجنيدهم بطريقة غير مباشرة، أما “تويتر”، فيستخدم لنشر الأخبار الترويجية للأفكار المتطرفة، و”تليغرام” للمساهمة في نشر أدبيات التنظيم وكتاباته، وروابط تقاريره المصورة والمرئية، لترويج نجاحه المزيف في ساحات القتال، في حين يستغل التنظيم قنوات “اليوتيوب” لتمكين مشاركيه من تحميل الفيديوهات قبل الحذف، حيث إن نظام المراقبة الخاص بالموقع يتم بعد رفع الفيديوهات عليه.

 

اقرا: سوريا الديمقراطية تحاصر داعش في 4 كيلومترات