روميو موسى
أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (روميو موسى)
للمرة الأولى منذ 5 سنوات، يظهر أبو بكر البغدادي في شريط مصوّر نشرته “مؤسسة الفرقان الإعلاميّة” التابعة لما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلاميّة “داعش”.
هو الظهور الثاني للرجل المطلوب رقم واحد عالميا، بعدما وقف على منبر مسجد النوري في الموصل ليُعلن عام 2014 قيام الخلافة المزعومة في العراق وسوريا.
والجدير بالذكر قبل الغوص في تحليل الشكل والمضمون هو ان ظهوره أتى بعد ارتفاع قيمة المكافأة التي كانت عرضتها الولايات المتحدة مقابل القبض عليه عام 2011 من 10 ملايين دولار لتصل إلى 25 مليون دولار، خصوصا بعد خسارة التنظيم للباغوز في مارس/آذار 2019، حيث استسلم العديد من عناصر التنظيم وعوائلهم لقوات سوريا الديمقراطية في سوريا.
وبهذا تكون الخلافة المزعومة التي تأسست عام 2014 قد انتهت على أرض الواقع، لكن هل التنظيم أبعد ما يكون عن النهاية؟
إقرأ أيضاً: إلى البغدادي.. هذا ما تقوله امرأة ألمانية في داعش
في الشكل
سقوط الموصل والرقة عام 2017، جرّد البغدادي من زخارف الخليفة.
سقوط الباغوز نقل البغدادي من هيئة “خليفة المسلمين” إلى هيئة “المقاتل الميليشياوي.
التسجيل ناقض، في الظاهر، كل الأخبار التي انتشرت في الفترة الماضية حول مقتل البغدادي أو تدهور صحته.
ترك البغدادي العمامة والجبّة لصالح “جيليه” عسكرية وغطاء رأس أسود وبندقية خفيفة بجانبه تجعله أقرب للمقاتلين من أبناء العشائر، في استدعاء لهذا البُعد على ما يبدو.
انتصب خلفه سلاح روسي, هو نفسه ذاك السلاح الذي ظهر مرارا في إصدارات قادة الجماعات المسلحة والمتطرفة في العالم, تزين به أسامة بن لادن، وبعده أبو مصعب الزرقاوي وأيمن الظواهري، وآخرهم البغدادي.
علامات تقدّمه في السنّ ظاهرة من خلال لحيته الطويلة نصف البيضاء ونصف المُحنّاة.
في الشكل أيضاً، خرجت تحليلات تلفت إلى وزن البغدادي الزائد في إشارة إلى عدم التنقل كثيراً، كما أن بشرته الباهتة تظهر أنه لم يتعرض لضوء الشمس كثيراً.
This Baghdadi video is sure evocative of the one released by Zarqawi's group almost 13 years ago to the day (April 25, 2006). Of note: Zarqawi died 6 weeks later pic.twitter.com/O2kpNIWmoT
— Cole Bunzel (@colebunzel) April 30, 2019
في المضمون رسائل جمّة:
استغرقت خطبة البغدادي حوالى ربع الساعة، توجه فيها الى 3 أشخاص شاركوه الجلسة كمستمعين فقط – اثنان منهما على هيئة مقاتلين بوجهين ملثمين والثالث يرتدي عقالاً على هيئة أفراد العشائر جرى تمويه وجوههم بالمونتاج
لكن ما يهم كان سلسلة الأحداث التي ذكرها في معرض كلامه، والتي تُشير إلى أن التسجيل صُوّر بعد انتهاء معركة الباغوز التي أشار إليها في كلامه.
توعد البغدادي وهدد الجميع، وفى نهاية الأمر تلقى التقارير الشهرية عن سير العمل فى الدول التى يوجد لديه عناصر بها، مثل تونس، وليبيا، واليمن، وتركيا، وما اسموه “ولاية القوقاز، والشام، وسط إفريقيا، وغرب إفريقيا”.
-نفذنا 92 عملية فى 8 دول
-نحن الآن فى معركة استنزاف وجهادنا مستمر إلى يوم القيامة
-يعترف بخسائره فى سوريا والعراق
-تفجيرات عيد الفصح فى سيريلانكا أسقطت أكثر من ألف شخص سننتقم لمسلحى داعش الذين قتلوا أو اعتقلوا
-الله أمرنا بالجهاد ولم يأمرنا بالنصر
-نبارك بيعة عناصر فى مالى وبوركينا فاسو
-يتحدث عن هداية بعض المنتسبين إلى الأحزاب والتنظيمات فى خرسان – أفغانستان
-وصف عمر البشير وعبد العزيز بوتفليقة بالطواغيت الساقطين
-يحرض العناصر التابعة له بتكثيف العمليات الإرهابية
-يتلقى تقارير شهرية عن الدول التى يوجد بها خلايا له
محاكاة لطريقة أسامة بن لادن
لا يمكن لمن تابع الفيديو إلا أن تحضر إلى ذهنه صورة زعيم تنظيم “القاعدة” السابق أسامة بن لادن مفترشاً الأرض، مطلقاً الرسائل للخصوم والأنصار على السواء، بلغة حازمة وهادئة في آن.
و لفت محللون إلى “دخول البغدادي في مرحلة بن لادن من خلال ظهوره بنفس الطريقة التي كان بن لادن يظهر بها عبر تسجيلات فيديو.
وحسب هذه التحليلات، فإن الظهور الأخير هو مرحلة جديدة وطويلة يأمل البغدادي أن يمارس خلالها قيادة عالميّة لأفراد التنظيم
وهذه المرحلة، التي يحاول البغدادي محاكاتها، هي تلك التي تنقّل خلالها بن لادن بين أفغانستان وباكستان قبل مقتله عام 2011، ساعياً للاختباء والهرب والتنقل الدائم، وإصدار خطابات بين حين وآخر لتحريض أتباعه على ارتكاب أعمال إرهابية.
ماذا بعد؟
في النهاية، قد لا يهم المستقبل فداعش إلى زوال. وببساطة من خلال الظهور في شريط فيديو لأول مرة منذ 5 سنوات، ربما حقق البغدادي كل ما أراده منه: جذب انتباه العالم وتقديم رسالة معنويات فارغة المحتوى إلى مقاتلي التنظيم.
