أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (ديما نجم)

مع اكتشاف مقابر جماعية جديدة تضم جثث عدد من ضحايا مسلمي الروهينغيا في ميانمار، يتزايد القلق الدولي تجاه ما يُرتكب بحق هذه الأقلية الدينية من ممارسات وصفت بأنها تحمل سمات الإبادة الجماعية..

"ليس الوقت المناسب".. كان هذا رد حكومة ميانمار لطلب مجلس الأمن قيام وفود منه بزيارة إلى أراضيها للاطلاع عن قرب على أزمة اللاجئين الروهينغا.
وبحسب السفير الكويتي في الأمم المتحدة منصور العتيبي والذي تتولى بلاده الرئاسة الشهرية لمجلس الأمن الدولي فإن سلطات ميانمار لا تعارض الزيارة بحد ذاتها، ولكنها تعتقد أن الوقت ليس مناسبا للزيارة"، مشيرا إلى أنه بإمكان من سيتولى لاحقا رئاسة المجلس "في مارس أو أبريل" تنظيم مثل هذه الزيارة.

يأتي ذلك في وقت أعربت الولايات المتحدة عن قلقها العميق بعد ورود أنباء تفيد بالعثور على مقابر جماعية في ولاية راخين بميانمار حيث فر عشرات الآلاف من أفراد أقلية الروهينغا المسلمة إلى بنغلادش المجاورة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر ناورت إن المسؤولين الأميركيين "يتابعون المسألة بحرص شديد" مشيرة الى أن العمل جار "لضمان محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان" في ميانمار.

وكانت وسائل إعلام عالمية بينها "أسوشييتد برس" الأمريكية، و"بي بي سي" البريطانية، كشفت في وقت سابق من يوم الخميس، عن وجود خمس مقابر جماعية في إقليم أراكان، غرب ميانمار، تضم جثث عدد من ضحايا الروهينغا، التي تتعرّض لعملية إبادة منظّمة على يد الجيش الميانماري، منذ أكثر من 5 أشهر.

وأظهرت تسجيلات مصوّرة بأجهزة هواتف نقّالة أفراداً يرتدون زيّ الجيش والشرطة في ميانمار وهم يذبحون عدداً من المدنيين، في حين أكّدت شهادات عشرات من الناجين المقيمين حالياً في مخيمات "كوكس بازار"، شرق بنغلاديش، دفن الضحايا بمقابر جماعية في تلك المنطقة.

وجدّدت الأمم المتحدة، مطالبتها بالدخول إلى إقليم أراكان، للوقوف على ما تتعرّض له أقلّية الروهينغا المسلمة على يد قوات الجيش والمليشيات البوذية المتطرّفة، كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه وانزعاجه إزاء هذه التقارير.

كما دعت يانغي لي، المبعوثة الخاصة المعنيّة بأوضاع حقوق الإنسان في ميانمار، إلى ضرورة فتح تحقيق خاص بهذه التقارير، مشددة على أن العمليات العسكرية "العنيفة" التي يقوم بها الجيش ضد الروهينغا "تحمل سمات الإبادة الجماعية".

ولا يُعرف على وجه التحديد عدد القتلى الذين سقطوا خلال عملية التطهير العرقي التي تقوم بها حكومة ميانمار ضد الأقلية المسلمة، منذ 25 أغسطس 2017، لكن نشطاء يتحدّثون عن آلاف القتلى.

وقد أدّت العملية إلى فرار 656 ألف مسلم من الإقليم، ليصبح عدد الهاربين منه 826 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.

إقرأ أيضاً:

أبو محسن: داعش قتل أبنائي أمام أعين أطفالهم بلا رحمة

نورية.. فارسة بنغازي التي تجاوزت عقبات المجتمع