اخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (زكريا نعساني)

لعل الصراع الذي يحاول منه المرشد الايراني الهيمنة على القرار الديني في العراق لم يعد بصالحه كما كان منذ نحو عشر سنوات وخاصة في الزيارة الاخيرة التي قام بها  رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الايراني محمود هاشمي شهرودي  إلى النجف حين وجد نفسه على الهامش ولم يتمكن من لقاء أحد من المرجعيات وعلى رأسهم المرجع علي السيستاني.

كل الدلائل في العراق تشير إلى ان غالبية الشيعة يرفضون هيمنة خامنئي على القرار الديني والسياسي في بلادهم ويدعون إلى نبذ الطائفية والتعايش المشترك مع كل الأطياف يحسب ماصرح به مرجعيات عراقية في وقت سابق ولكن هذا الرفض ليس فقط في العراق بل امتد إلى ايران حتى أنه وصل إلى قم مركز الحوزة الدينية الشيعية

وخير دليل على اجماع عام على رفض سياسة خامنئي السلطوية هو ما أكده رجال دين من قم لمعهد واشنطن لسيسات الشرق الادنى انه ولسنوات  عمد خامنئي، على الاستحواذ على المؤسسة الدينية من خلال رواتب حكومية ضخمة ، فضلا عن امتيازات أخرى حصرية ومربحة” 

رفض سياسة المرشد السلطوية لم يكن فقط حالة خاصة بين بعض رجال الدين في قم بل وصل إلى طلبة مدرسة المصطفى أكبر مدرسة لتخريج المرجعيات الشيعية وتصدير ما تسمى الثورة الاسلامية إلى العالم 
وبحسب تصريحات لاستاذ في علم الدين الاسلامي من قم لموقع مونيتور فانه من بين 15 سلطة دينية عليا في قم ، هناك الثلث فقط ممن يتبنون  العقيدة الدينية لخامنئي وان هناك ثمانون في المئة من طلاب قم يتلقون دروساً دينية غير سياسية ولا يدعمون ولاية الفقيه”.

ووصلت الأمور إلى ذروتها في أوائل شهر مارس عندما اعتقلت السلطات رجل الدين حسين شيرازي  بعد أن ألقى محاضرة لطلابه في قم وقام بالمقارنة بين حكم خامنئي وحكم الفراعنة غير الخاضعين للمساءلة في مصر، اذ اثار احتجاز شيرازي  الاحتجاجات في أنحاء المنطقة، و اتهم أتباعه طهران بأنها ليست سوى ديكتاتورية تتنكر كديوقراطية.

ولعل الاحتجاجات الأخيرة في ايران أظهرت دون ادنى شك مدى انعدام الثقة بين الشعب والمرشد الذي طالب باصلاحات اقتصادية والتخلص من هيمنة خامنئ واجهزته الامنية على مقدرات البلاد.

 أيضا التدخلات الخارجية كانت العنوان الأبرز لفشل خامنئي بحسب استطلاع للرأي اجري في يناير كانون الثاني هذا العام اذ يرى 61 في المئة ان التدخلات ليست بمصلحة ايران الوطنية 

ولكن تلك الاعداد في تزايد دائم، فبحسب موقع مونيتور الذي قال ان وصول صور قتلى التدخلات الخارجية كل يوم يزيد من رفض الشعب لممارساة بلده بسبب الكلفة الإنسانية والمالية العميقة للصراع .

وبالمحصلة فان خامنئي الذي يعتبره كثير من الايرانيين انه الرجل الذي استولى على السلطة الدينية في ايران خلفا لخميني دون ان يملك المقومات العلمية والدينية التي تؤهله لهذا المنصب أصبح محاصرا من كل الاطراف السيساية والدينية والشعبوية ولم يعد بمقدوره الاستمرار بالتفرد بالسلطة كما فعل لسنوات طوال.

اقرأ ايضا: 
إرهابيون يستخدمون تطبيق “تلغرام” لتبادل الرسائل والمعلومات المشفرة