أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (زكريا نعساني)
 

على ما يبدو ان حالة الغلو التي يعيشها تنظيم داعش، أثرت بالسلب على بعض المجموعات التابعة ما دفعهم الى التفكير بخلع مبابعة البغدادي  .

جماعة "جند الإسلام" كشفت مؤخرا عن قيامها باستهداف عناصر من "داعش" في سيناء، وقالت الجماعة، في تسجيل صوتي بث  إنها استهدفت من وصفتهم بـ"خوارج البغدادي".

لكن ما هي طبيعة  هذا الخلاف ؟ و ما هو  مآله و  تداعياته على  التنظيم نفسه ؟و كيف ينظر اليه حتى من عايش تنظيمات  لا  تقل تطرفا  و ارهابا؟

الخلاف في داعش ببساطة  بين فئة تجيز تكفير العوام و حتى تذهب الى  تكفير اعضاء داعش لانهم  لا  يكفرون عوام المسملين و هم  يعتبرون اي شخص يختلف معهم كافرا  و يجب قتاله  و بين قيادات في التنظيم و من بينهم  اعضاء اللجنة المفوضة التي كلفها  البغدادي بايجاد حل للنزاع حول التكفير في داعش.

ويقول محفوظ ولد الوالد أبو حفص الموريتاني مفتي القاعدة السابق "الخلاف الموجود في التنظيم  ليس بين  معتدلين و غلاة ، الخلاف الحالي هو بين غلاة و بين من هم اشد غلوا يعني لو حسم  الامر لصالح من اهم  اقل غلوا فالتنظيم  سوف يبقى تنظيما  غاليا و متطرفا  و تكفيريا  بامتياز. 

هذا  امر مفروغ  منه فالتطرف سمة متلاصقة بكلا  الطرفين  فيقول ابو حفص الموريتاني " الخلاف الموجود لتبسيطه للناس هو حول عذر العاذر و هذه مسالة تحتاج توضيحا .اهل العلم بينهم خلاف في الجهة  التي ترتكب ناقضا  من نواقض الإسلام هل يكفر او يُعذر بجهله  حتى تقام عليه الحجة. النزاع بين الطرفين و يتبين من خلاله  ان  كلا  الطرفين على خطأ.و القيادة  لم  تستطع  ان  تحسم  الامر لانها  اصبحت  جزءا من  الصراع، هذا  الصراع  بين اطراف هي حقيقة  بين القيادة ، يعني اللجنة  التي شكلت و هي اللجنة  المُفوضة لإدارة  الامور هي اعلى هيئة  بعد البغدادي هذه  اللجنة كان يسطر عليها  مجموعة من عتات الغلاة  كان  يسيطر عليها واحد يدعى عبدالناصر العراقي و ابو مرام  الجزائري و ابو حفص الجزراوي وواحد اسمه ابو اسحق العراقي هؤلاء لما تولوا  اللجنة  فعلوا  مفاعيل ، اسسوا  هيئة  سموها  هيئة  الرقابة  المنهجية هذه  الهيئة  وظيفتها  امتحان  افراد داعش  و الرعية، كل شخص يُمتحن بمدى التزامه  بالمنهج التكفيري لداعش و يسألونه عن  الجزئيات  و لا يتركونه  حتى ياخذ برايهم في هذه  المسألة التي ذكرنا انه  لا يعذر العاذر بالجهل".

ويضيف ابو حفص " من  رسب في هذا الامتحان او خالفهم الرأي سواء من طلاب العلم  او حتى المسؤولين يتعرض للعقاب فمثلا هناك طلاب علم منهم من  مات بالسجن ومنهم من مات بظروف غامضة  و منهم من اعتقل و هناك قضاة عزلوا .هذه  الهيئة تمكنت من خلال عدة مفاصل في داعش  من خلال ديوان القضاء و الامن و الجند من خلال  حتى مكتبة الهمة التي كانت ترفض ان  تكتب اي رد على  ما اصدرته هذه  اللجنة  مما  اصدرته انها  الغت بعض المناهج التي كانت  مقررة عند داعش مع انها  كانت  غالية ( متطرفة) و لكن درجة غلوها  لم تعجب اللجنة المُفوضة هذه فالغت كتب مقررة  بالعقيدة  و السياسة الشرعية  و تحفظت  على  بعض العلماء  الذين هم محل قدوة عند عامة  المسلمين ".

مضيفا" فهذه  مسالة  سببها  و حقيقة  الخلاف فيها سببه الجهل المتجذر في عناصر و حتى قيادات  تنظيم داعش 

و لكن  الى  اي حد يهدد فعلا هذا  الصراع  داعش ؟ و الى  اي مستوى  وصل ؟ اذ يقول أبو حفص الموريتاني "هناك  كتب في تكفير البغدادي  و تكفير البنعلي ، هناك  كتاب تحت  عنوان "تشديد  النكير على بنعلي الحمير" : كلام  من هذا  القبيل حقيقة  طفح الكيل لما  صدر منهم  هذا  بدأت قيادة التنظيم  تحاول ان  تتدارك و حاولت  ان  تعيد تيار الإعتدال و هو في الحقيقة عنده غلو و لكن شره اهون من شر الآخر .

الآن  يحاول استعادة  زمام  المبادرة  و تم  اعتقال و سجن  القيادات  في اللجنة السابقة و بعضهم  تمت  تصفيتهم داخل السجن  انتقاما و لكن الامور لا تزال بقمة  التأزم، و من  الصعوبة الوصول الى  حل لان  كل طرف يريد تصفية  الطرف الآخر"
باي حال من الاحوال  و مهما  بلغ  حجم  الصراع  فان كلا الطرفين  يجعلان  من  داعش تنظيما خاسرا  لا محالة .

إقرأ أيضاً

العراق.. القضاء على 13 مسلحا داخل نفق قرب تكريت

كيف عادت أجواء العلم الى جامعة الموصل ومن سعى لتأهيلها