أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (جواد العربيني)

ام مصطفى عجوز ثمانينية من أهالي ريف دمشق، قصتها تعكس آثار ما فرضته قوات الأسد من حصار على مناطق عدة من سوريا، وفضلا عن اعتقال ابنها وتغرب ابنائها وعدم قدرتها على التواصل معهم، تعاني أم مصطفى عدة أمراض تصعب معها الحياة.

في هذا المنزلْ، تقطنُ أمُ مصطفى ذاتُ العقودِ الثماني مع أحفادِها وزوجةِ ابنِها المعتقلْ، تنتظرُ خبرًا من أبنائِها الذين غيبتْهُم الحربُ عنها ومنعتْها ظروفُ حصارِ النظامِ لريفِ دمشق، من تقصي أخبارِهم لثلاثِ سنوات. 

تقول "ام مصطفي": لدي من العمر 84 عام ولدي بنتين واربعة شباب، لدي شب معتقل واثنين لا اعلم عنهم شي منذ زمن طويل، اعاني من فقر دم وضغط ولايوجد اي علاج هنا، اتناول بعض الحبوب والمراهم لتخفيف اوجاعي.

افتقادُ هذهِ الأسرةِ للمعيلْ، زادَ من المعاناةِ الملقاةِ على عاتِقِهم، ففي الوقتِ الذي يجبُ أن تكونَ فيهِ هذهِ العجوزُ مرتاحةً من مشقةِ الحياة، تراها اليومَ تقصدُ المطاعمَ الخيريةَ للحصولِ على وجبةِ لأحفادِها، في حينِ تتكفلُ الطفلتانِ عبير وآمال بتعبئةِ المياهِ من أحدِ الآبار.

تتابع "ام مصطفى": كل يوم اقوم بايقاف بعض السيارات ليتحننو علي بمبلغ مادي واقوم بجلب صحن من الطعام من المطبخ الخيري وهكذا ندير امورنا.

همومُ الحصارِ ووجعُ الحربْ، تختزلُهُ حكايةُ هذه الأسرةْ، ليبقى أملُ العيشِ بغدٍ أفضلْ كهذهِ الشعلةِ التي تضيءُ سوادَ ليلِهم كُلَّ مساء.