أخبار الآن | حمص – سوريا (يوسف أبو يعقوب)

مدينة حمص السورية تشتهر بأنها عاصمة الفكاهة والمزاح، ويشتهر أهاليها بروحهم المرحة، واشتهرت كذلك في تحضير الحلويات الخاصة بها، فلأهالي حمص مهارة تصنيع نوع من الحلويات تتميز به المدينة عن غيرها من المدن السورية ولا يحضر إلا في محلاتها، ويطلق عليه اسم "الحلاوة الحمصية".

ومن كثرة تقدير أهالي محافظة حمص لهذا النوع من الحلوى، أقاموا له عيدا سنويا يحتفلون به مع أعياد أخرى توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، وتكون هذه الأعياد حصرا أيام الخميس، فهناك "خميس المشايخ" و"خميس النبات" و"خميس الحلاوة"؛ الذي يقام في يوم خميس منتصف شهر نيسان/ أبريل من كل عام، حيث تشهد شوارع حمص انتشار هذه الحلاوة بأشكال وطرق فنية مختلفة، يكون معظمها على شكل جبل صغير، إضافة إلى المأكولات التي تحضر بجانبها، وهو كان يجذب إليها في السابق العديد من سكان المحافظات الأخرى لشرائها واصطحابها إلى مدنهم وأقربائهم.

"عيد الحلاوة" في ظل الثورة

 في ظل الثورة وظروف الحرب التي جعلت الكثير من العادات والتقاليد الاجتماعية تغيب عن مشاهدها اليومية، لم يسمح لهذا العيد بالغياب عن المجتمع الحمصي رغم الغربة التي عاشها سكان حمص. يقول "فؤاد" أحد سكان حمص بأنه منذ الصغر اعتاد على "عيد الحلاوة"، ويحكي لنا تفاصيل ومراسم هذا العيد، حيث له أهمية كبيرة لدى أهالي حمص فقبيل هذا العيد تبدأ مصانع الحلويات بإنتاج الحلاوة مع توابعها مثل "البشمينة، السمسمية، و"بلاط جهنم" الذي يعتبره أهالي حمص من ألذ المأكولات الحمصية، ويكمل فؤاد قائلا: "كان أهالي مدينة حمص يذهبون في عيد الحلاوة إلى المقابر وبجعبتهم الحلاوة الحمصية وبعد زيارة القبور يبدأ الأهالي بتوزيع الحلاوة على بعضهم البعض خاصة للأطفال وكبار السن. كنا نشعر ببهجة هذا العيد ومراسمه الجميلة، وكنا نلاحظ وفود سكان باقي المحافظات مثل دمشق وحلب وحماة لشراء الحلاوة".

أما "أحمد" فيرى أنه: "بعد أن كان لهذا العيد لهفة ترتسم على وجوه أهالي حمص قبيل قدومه، أصبح الآن يرسم ملامح الحزن عليهم، فقد كانوا يأكلون الحلاوة الحمصية أثناء زيارة قبور أقربائهم، أما في ظل الحرب أصبحوا إما يأكلونها دون زيارة قبورهم التي حرمهم منها النظام، أو يموت أحبابهم دون ترف صنع الحلاوة لهم".

هكذا تبدو اليوم عاصمة الثورة والفرح السوري "حمص"، تغيب عنها تقاليد الأمل والحياة التي كانت تهبها للسوريين كافة، فقد أتى نظام بشار الأسد على تفاصيل الحياة اليومية البسيطة والفرح الصغير الذي كان يميز هذه المدينة.