أخبار الآن | طرطوس – سوريا (سمارة علي)

كثرت في الآونة الأخيرة حالات الفوضى في مدينة طرطوس، التي تعتبر أكثر المدن أمانا، ما جعل الشارع يزدري حالة الفوضى العارمة نتيجة الفلتان الأمني خاصة بعد تكرار حوادث القتل والسلب والسرقة.

وفي حادثةٍ هي الأولى من نوعها، شهدت مدينة طرطوس اشتباكات بالبنادق بالقرب من كلية الطب البشري في المدينة.

ففي ساعة متأخرة من مساء يوم السبت، نشبت اشتباكات استمرت نحو 40 دقيقة بالأسلحة الخفيفة داخل وخارج كلية الطب البشري في طرطوس؛ والتي تقع بالقرب من مركز لتجنيد الشباب يتبع لما يسمى "نسور الزوبعة"، وتوقفت الاشتباكات بعد تطويق الحي من قبل قوات الأمن والمتعاونين معها دون معرفة أية تفاصيل، ونتج عنها مقتل عنصرين تابعين لميليشيا نسور الزوبعة.

"عاصم" مواطن طرطوسي: "ما حصل ليلة البارحة يدل على اتساع الفجوة الأمنية داخل طرطوس، ويصعب علينا تخمين ما جرى، فقد يكون اقتتالا داخليا ضمن أفراد نسور الزوبعة، وقد يكون اشتباكا بين عناصر من الأمن مع نسور الزوبعة بسبب تجاوزات عناصر النسور في الحي".

وقد تكتم الإعلام التابع للنظام عن هذه الحادثة خشية ألَّا تتفاقم حالة الفوضى في قاعدته الشعبية الأكثر وفاءً، وتم فرض حالة حظر التجوال في المنطقة لمدة أسبوع بعد الساعة العاشرة مساءً، وتكثيف الحواجز حول كلية الطب البشري، وتم اقتياد بعض عناصر نسور الزوبعة إلى مكان مجهول، في حين سادت حالة من القلق والخوف عند أهالي الحي تخوفاً من تمكّن المعارضة من الوصول إلى طرطوس؛ التي لم تشهد حادثة مشابهة على امتداد الخمس سنوات المنقضية.

"أم علي" من أهالي الحي، تقول: "كان الرصاص يضرب بجدران البناء، لقد خفنا من أن تكون اشتباكات بين مسلحي المعارضة ونسور الزوبعة أو الجيش، إخفاء التفاصيل من قبل الجيش سيزيدنا قلقاً، نريد معرفة ما الذي جرى، الخيارات مفتوحة أمام تكتم الإعلام والسلطة عن هذه الحادثة وما سبقها من حوادث قتل وسرقة."

تباينت آراء السكان بين عدة تحليلات، فشريحة كبيرة أكدت أن الاشتباكات ناجمة عن خلاف داخلي ضمن ميليشيا نسور الزوبعة  بسبب رفض بعض عناصرها التوجه الى جبهات القتال، بينما يرى البعض أنها مشاجرة بين عدة اشخاص تطورت الى اشتباكات وتدخلت نسور الزوبعة لفضها، في حين يبقى خيار أن تكون المعارضة طرفاً في الاشتباكات قليل التوقع بسبب الجدار الأمني حول المدينة، إلا أن الأغلبية ترى حالة الفوضى في المدينة أشد خطراً من تواجد المعارضة.