أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة

 

حجي إيمان أوعبدالرحمن القادولي: وزير مالية داعش، والذي يعتبر الرجل الثاني في التنظيم، و الذي قتلته قوات التحالف في آواخر شهر مارس. و بعد ان  اتضح ان ان هذا الشخص هو نفسه ابو علاء العفري، أحد أهم قادة داعش القلة المرشحين ليحلوا محل البغدادي في حال تم قتله، اعتقاله أو حتى في حال تمت إزالته من المشهد. من دون مبالغة، مقتل العفري يبدو وكأنه مسمار أخر يدق في نعش داعش. إليكم تحليلنا.

الالتباس الذي حصل بشأن اسم القيادي في داعش ليس بصدفة فعلى ما  يبدو ان التنظيم  الإرهابي يلجا  الى  نفس المسميات و يطلق على افراده  اسماء متشابهة و القاب مستعارة  نفس الألقاب لعدة أشخاص في محاولة لإخفاء الضربات الموجعة التي يتلقاها. لكن ما لا يستطيع داعش إخفاءه هو أن خسارته لقادته وصلت إلى أعلى المستويات في التنظيم الى حدود  قيادي كل يومين بحسب ما  وصفت لاخبار الآن مصادر مطلعة و متابعة وضع  داعش .

قادة وأراضٍ ومصادر تمويل تنضب يوما  بعد يوم

فقدان ابرز قيادات  التنظيم الإرهابي لم يتصدر وحده  مشهد ازمة  داعش . ففي الأيام  الاخيرة احصى  المتابعون خسارة  داعش لملايين الدولارات و لا سيما في الغارات الجوية التي استهدفت مستودعاته النقدية. ضربة في عمق عاموده العسكري اصابته بعد اعتقال أبو داود، الموكلة اليه مهمة التصنيع  العسكري في داعش . و اكثر توالت الخسارات في المساحات و الاراضي  التي يحتلها لدرجة أنه أصبح من الصعب التعرف عليها . أصبحت هذه مسألة حياة أو موت بالنسبة لداعش بسبب كل هذه الخسائر والتي تسير بالتنظيم نحو اتجاه واضح المعالم .

ادعاءات كاذبة

حتى ان داعش كلما لجأ الى  شن  هجمات ضد اهداف غربية  محاولا اثبات قوته  و نجاحه فانه يكون  اكثر عرضة لخسارة المزيد من  القيادات  الاكثر تاثيرا و بالتالي على عكس ما  يحاول الإدعاء فان  كل ممارساته تدلل بوضوح على  عجزه و فشله  على عكس ما  يدعيه. و في هذا  الإطار ترجح  مصادر مطلعة  لأخبار الآن  ان  تكون سهولة تسرب المعلومات  عن  قيادات  داعش ناتجة عن ادراك داخل التنظيم بان  وضعه  و حاله ميؤوس منها .

مواجهة الإفلاس

وضعٌ  يحاول داعش مواجهته بالدعاية  المغرضة  التي يستثمر فيها  كثيرا مع ذلك، عندما يفقد داعش كبار قادته، فإن مقاتليه، والمتعاطفين معه، والجهات الراعية له  لا يمكن أن يروا  الا الحقيقة وراء هذه الدعاية، ولن يصدقوا بعدها ادعاءات  النجاح أو السلطة بعد الأن. وهذا بطبيعة الحال يضر بمساعي التجنيد والتمويل في التنظيم. فقتل العفري المسؤول عن مالية. داعش بالإضافة إلى الضربات الناجحة التي قام بها طيران التحالف في الموصل، كل ذلك يهدد بقاء و استمرار  داعش. ومن المرجح أن داعش يواجه اليوم  الافلاس، والارجح ان  لا أحد يريد الاستمرار في دعم تنظيم يفقد قادته ويواجه أزمة مالية في الوقت  نفسه.

ما هي الشكوك  المحيطة في اعقاب قتل العفري 

ففي اعقاب قتل العفري الذي كان يحظى باحترام كبير بين مجموعة واسعة من مقاتلي داعش. رجحت مصادر ميدانية  انه تم عزله مؤخراً من مجلس القيادة العليا في داعش بسبب نزاع مجهول، وقد تم نفيه من سوريا الى العراق. وكان يعيش في العراق لفترة من الوقت بسبب وجود خلاف داخل مجلس الشورى في داعش. ما هو الخلاف الذي تسبب باستبعاده؟ هل كان معزولاً لأنه كان ينظر إليه على أنه خليفة محتمل للبغدادي؟ هل يمكن أن يكون مقتله مخططا له و مدبرا ، أي أن يكون قد تسرب موقعه لقوات التحالف؟ أسئلة سنحاول الإجابة عليها في تقرير آخر كشفت  فيه مصادر مطلعة  لأخبار الآن حقيقة الواقع  ، ولكن و بكل الاحوال  من الواضح أنه ستستمر ملاحقة مقاتلي داعش الذين كانوا يريدون رؤية العفري خلفاً للبغدادي.

وحول  هذا الموضوع ايضا مصادر لأخبار الآن قالت : العفري اختلف مع  قيادات داعش في سوريا على مواضيع  مرتبطة بالخطط العسكرية

وفقا لمصادر خاصة باخبار الآن  و ردا على تساؤلات حول وضع  العفري قبيل قتله ، فان الاخير اضطر الى تسلم  ملفات  اساسية و هامة داخل التنظيم و لا سيما  بعد  قتل ابو مسلم التركماني ، اوكلت  اليه  مهمة الإشراف على الملف السوري و الملف المالي  و مجلس الشورى بالإضافة الى ملف شراء النفط .

و لكن هل كانت  لديه  اي خلافات ؟ تقول المعلومات  التي حصلت  عليها  اخبار الآن ان  مكامن الإختلاف بينه و بين  قيادات داعش تركزت في سوريا على مواضيع مرتبطة بالإنسحاب من ريف حلب و حول الخطط العسكرية و امكانية ربط العراق بالشمال الشرقي لسوريا .

مصادر  اخرى رجحت ان  مشكلات و خلافات عميقة مرتبطة بفساد مالي و منهجي  فهل ادت  هذه  الاسباب كلها  الى تسهيل قتل العفري و بالتالي ازاحته  من  المشهد؟